إختر من الأقسام
آخر الأخبار
كل يغني على ثورته.. (بقلم رأفت نعيم)
كل يغني على ثورته.. (بقلم رأفت نعيم)
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٩ تشرين أول ٢٠٢٤

هي لحظة الشعب بامتياز ، ولحظة الحقيقة المدوية .. حقيقة ان في هذا البلد انسانا ينبض كرامة ويرفض الاخضاع والقهر .. خرج المارد من قمقمه وكسره ..وانتفض الشعب اللبناني لأجل لقمة عيشه وحقه في الحياة الكريمة لأسرته ..

نزل آلاف اللبنانيين الى الساحات والشوارع يعبرون عن وجعهم ووجع من خلفهم من بقية الشعب اللبناني الذين تضامنوا معهم عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي ..العنوان العريض الذي يجمعهم هو المطالبة بالخلاص من هذا "القهر" الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الذي يعانونه ..وتحت هذا العنوان ، كان لكل منهم مطلب او مطالب ربما كان بعضها خاصاً به لكنها ايضا تعبر عن الوجع نفسه .

سارع مقتنصو الفرص وراكبو الموجات للإستثمار في الثورة واطلاق الشعارات ودفع أزلامهم ليأخذوا امكنتهم وادوارهم المرسومة في حرف الثورة عن مسارها وعن هدفها الحقيقي .. فكانت مشاهد التخريب والاعتداء على القوى الأمنية في العاصمة وبعض المناطق .. فكل من هؤلاء يرى الثورة من زاويته وتوجهاته ومصالحه او مصالح من يقف وراءه .. وكل يعتبرها ملكاً له وكل يغني على ثورته ، ويقذف بكرة المسؤولية عما آلت اليه الأوضاع في الملعب الذي يختاره هو، ويصوب بالإتجاه الذي يريده هو .. وكل بات يضع للثورة هدفاً يناسبه او يطمح اليه ، ويحدد لها مساراً وخطة عمل ويتفنن في اطلاق الشعارات والبيانات والتغريدات، ويسارع لحجز موقع له في الساحات .. لكن أياً منهم لا يقدم حلاً أو حلولاً للأزمات الاقتصادية والمعيشية التي كانت سبباً في اشعال شرارة الثورة ..

وحده سعد الحريري تلقف كرة النار الملتهبة ، واطل على الثائرين والثائرات كرجل دولة ومسؤول.. خرج اليهم بكل جرأة ومسؤولية رئيس حكومة لكل اللبنانيين ليصارحهم بالحقيقة ويقول لهم اين تكمن المشكلة واين وكيف هو الحل ولماذا تأخر ، والمح الى من عرقلوا ويعرقلون الحلول ورمى بالكرة المشتعلة في ملعب هؤلاء ، ومنحهم ثلاثة ايام لتدارك الأمور قبل قراره الأخير الذي لا يعرفه احد سوى سعد الحريري نفسه .. على قاعدة "اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد" !.


عودة الى الصفحة الرئيسية