إختر من الأقسام
آخر الأخبار
بعد هجرتها الى مصر نعيد نشر مقال للكاتبة ناتاشا لطفي سعد بعنوان 'أبكي على وطن'..
بعد هجرتها الى مصر نعيد نشر مقال للكاتبة ناتاشا لطفي سعد بعنوان 'أبكي على وطن'..
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٩ تشرين أول ٢٠٢٤

أبكي على وطنٍ سياسيِّيه فيهِ كالجراد يأكلونَ الأخضرَ واليابس.

أبكي على وطنٍ تتكسَّرُ فيهِ أحلامُ الشباب عندَ أبواب "المجالس".

أبكي على وطنٍ ضلَّت فيهِ الوظيفةُ طريقَها الصحيح وتاهت في "زواريب" الحسابات الطائفيّة والمذهبيّة والسياسيّة العفِنَة.

أبكي على وطنٍ تتحطَّمُ فيهِ كرامةُ الناس كلَّما طالبوا بأبسطِ حقوقِهم.

أبكي على وطنٍ استشرى فيه ِالفساد بسبب "الفجور السياسي" ، فانعكست صُوَرهُ داخل أروقة الجامعات ومختلف الإدارات والمؤسّسات، كما في عددٍ كبيرٍ من الجمعيّات المحليّة، وأيضاً في واحدة من أهم المنظَّمات الدوليّة العاملة في لبنان حيث تسلّلَ الفسادُ إلى الأجهزة الإداريّة سواء للوحدة التابعة لها أو لبعضِ وكالاتِها المتخصّصة.

أبكي على وطنٍ لطالما عُرِفَ ببلدِ الأرز، بينما لم يبقَ على أعالي جبالِه سوى القليل من الأرز.

أبكي على وطنٍ يُنتخب فيهِ السياسي فتتصدّر عائلتهُ بأكمَلِها المشهد.

أبكي على وطنٍ غالباً يكونُ فيهِ المسؤول ليس مسؤولاً؛ فمن يُفترض أن يكون مُؤتمَناً على مصالِح شعبٍ وبلدٍ، قرارهُ وللأسف مرهون، فلا يستطيع أن يمارس واجباتَهُ بِضَميرٍ ولا يستطيع حتّى أن يتنحّى... فأمّا أن يُنفِّذ أو أن يُنفِّذ!

أبكي على وطنٍ " قُلِبَت فيهِ كافةُ المقاييس" حيثُ يُوجِّهُ فيهِ الطالِحُ الصالح، والفاسدُ ذا الكف النظيف، وينتصرُ فيهِ الباطلُ على الحق.

وهنا أقول: متى قُلِبَت المقاييس...، يصبح الظلمُ أكثر ظلماً والتبجّحُ أكثر تبجّحاً.

متى قُلِبَت المقاييس...، يغدو صوت الحق ينزفُ أكثر، ويصبح ألمُ النفسِ أشدّ إيلاماً.

متى قُلِبَت المقاييس...، يصبح الشعبُ بركانَ غضبٍ، ويصبح الحمَلُ ديباً كاسراً.

متى قُلِبَت المقاييس، يصبح العصيانُ شهادةَ حقٍّ ويصبح الموتُ قيامةَ وطن.


عودة الى الصفحة الرئيسية