إختر من الأقسام
آخر الأخبار
عون يؤجج ثورة اللبنانيين: 'نحن لن نهاجر بل هاجر أنت'!
عون يؤجج ثورة اللبنانيين: 'نحن لن نهاجر بل هاجر أنت'!
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ تشرين ثاني ٢٠٢٤

تحت عنوان عون يؤجج ثورة اللبنانيين: "نحن لن نهاجر بل هاجر أنت"!…، كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": كلما هدأت ثورة الشعب اللبناني، يخرج إليهم أحد أركان السلطة لاستفزازهم وتأجيج حراكهم، حيث لم يكد ينتهي رئيس الجمهورية ميشال عون من مقابلته التلفزيونية مساء أمس حتى خرج المواطنون الى الشوارع وقطعوا الطرقات وعبروا عن رفضهم القاطع لكلامه وخصوصا دعوته اللبنانيين ممن "لا تعحبهم السلطة الى أن يهاجروا"، وعدم إعلانه عن موعد الاستشارات لتكليف رئيس جديد للحكومة.

لم يقدم رئيس الجمهورية جديدا في مقابلته التلفزيونية، ويمكن القول أنه ورّط نفسه بها، أو أن هناك من ورّطه، خصوصا أن الكلمتين المسجلتين اللتين خرج بهما على اللبنانيين مع بداية الثورة كان لهما وقعا سيئا جدا في نفوسهم، كما أن إطلالته المباشرة على أنصار التيار الوطني الحر في مسيرتهم الى بعبدا، زادت من نفور وإستفزاز الشارع، كونه خاطب من خلالها جمهورا فئويا وليس جمهورا وطنيا، وبدا منحازا الى فريق سياسي برئاسة صهره جبران باسيل خرج لدعمه وإظهار قوته الشعبية تحت شعار دعم العهد.

في مقابلته التلفزيونية خيّب الرئيس عون آمال اللبنانيين فلم يقدم لهم حلولا عملية بعد 28 يوما من تواجدهم في الشارع، ولم يطمئنهم على إقتصادهم، ولم يصدر قرارا رئاسيا يقضي بحماية الليرة مقابل الدولار، ولم يعلن عن معاقبة فاسد، أو إقالة موظف غير منتج أو مرتشي، ولم يحدد موعدا للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، ولم يوح أنه على إستعداد للتضحية بصهره جبران باسيل الذي شكل قاسما مشتركا بين كل الساحات المنتفضة لجهة كيل الاتهامات والشتائم له ودعوته الى الاستقالة.

كل ما كان ينتظره اللبنانيون من رئيسهم لم يجدوه، بل على العكس فقد بالغ عون بالتحدث في العموميات، وفي الدفاع عن عهده ونظامه، وبرأ نفسه من المسؤوليات التي رماها على تركيبة النظام اللبناني والصلاحيات وتقصير الحكومة، وحمّل المتظاهرين مسؤولية خراب البلد في حال إستمروا في ثورتهم، وكأن لبنان في السنوات الماضية كان سويسرا الشرق، ولم يكن منهوبا ويأخذ طريقه إنحدارا نحو الانهيار، ومما زاد الطين بلة عصبيته التي دفعته الى دعوة من لا يعجبه الوضع والطبقة السياسية الى الهجرة.

في نهاية المطاف، وبنظر رئيس البلاد فإن الحق والمسؤولية يقعان على المواطنين الذين تجرأوا على النزول الى الشارع للتعبير عن وجعهم وآلامهم ومعاناتهم وفقدانهم الأمل في مستقبل لهم ولأولادهم في وطنهم، ومطالبتهم باسقاط هذه السلطة التي يبدو أنها من رأس الهرم وحتى قاعدته تعيش في كوكب آخر بعيدا عن شعبها ولم تدرك حتى الآن ما يحصل في الشارع.

لم يعد يختلف إثنان على أن ثمة حالة إنكار تسيطر على السلطة التي ترفض تصديق ما تشاهده على شاشات التلفزة، كما لم تدرك بعد أنها فقدت شرعيتها على وقع صراخ وهتافات المحتجين في الشوارع وإعتراضهم على وجودها ودعوتهم الى رحيلها، ما يؤكد على سحب الوكالة التي أعطيت لها، وعلى ضرورة رضوخها لمطالب المواطنين بدءا من تشكيل حكومة إختصاصيين للانقاذ، مرورا باصدار قانون إنتخابات عادل ومتوازن ويؤمن التمثيل النيابي الصحيح، وصولا الى إجراء إنتخابات نيابية، وإنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

الجدير بالذكر أن الرئيس عون لم تكن إستقالته ضمن أولوية الحراك الشعبي الذي كان يشدد على ضرورة التكليف والتأليف بداية، لكن بعد مقابلته أمس باتت إستقالته مطلبا شعبيا عبر عنه الغاضبون الذين ملأوا الساحات والشوارع وخاطبوا رئيس الجمهورية بالقول "نحن لن نهاجر من وطننا بل هاجر أنت"!..


عودة الى الصفحة الرئيسية