إختر من الأقسام
آخر الأخبار
في لبنان: قهوة وعلبة سجائر يدخلان عسكريّاً وصديقيه إلى السجن
في لبنان: قهوة وعلبة سجائر يدخلان عسكريّاً وصديقيه إلى السجن
المصدر : سمر يموت - لبنان 24
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ تشرين ثاني ٢٠٢٤

صعد الرفاق الثلاثة في سيارة "فولز فاكن"، أحدهم يرتدي بزّة عسكرية وراحوا يتجوّلون في شوارع المدينة ويسألون أصحاب الڤانات الذين يبيعون المشروبات الساخنة والباردة (الإكسبرس) وهم من الجنسية السورية عن أوراق إقامتهم. نجح هؤلاء في سلب عدد من الباعة أموالهم فضلاً عن شربهم القهوة والشاي من دون دفع ثمنها.

لم يتجرّأ أحد من الباعة التقدّم بشكوى ضد المبتزّين والسارقين، إلا واحد وهو "حسن.ن" الذي قصد مخفر شاتيلا، وتقدم بالشكوى التالية:

يدلي "حسن" أنّ سيارة بيضاء اللون من نوع "فولز فاكن" وبداخلها ثلاثة شبّان اعترضت طريقه خلف المدينة الرياضية، وقد سلبه هؤلاء أمواله بعدما ناداه أحدهم وكان يرتدي بزّة عسكرية، وكانت الساعة قرابة الثالثة والنصف فجراً، وطلب منه هويته والصعود في سيارته متذرّعاً بأنّه دورية أمنية.

نتيجة الخوف صعد الشاب في السيارة، سأله العسكري عن أوراقه فسلّمه محفظته التي راح يُفتّش بها ويسرق مبلغ خمسين ألف ليرة منها، ثمّ أعاد إليه المحفظة وسمح له بالترجّل. وقد حفظ "حسن" رقم السيارة عندما نزل منها فتبين أنّها مسجّلة باسم المتهم "و.م". وقد تمكنت دورية أمنية من توقيفه في محلّة تلّة الخياط وضبطت معه مسدسا من دون ترخيص، وبالتحقيق معه اعترف بأنه صعد في سيارته ورافقه كلّ من المتهمين الآخرين "م.ب" و"م.ر" وراحوا يتجولون في الشوارع حيث تتوقف ڤانات الإكسبرس، ويسألون أصحابها عن أوراقهم ويشربون عندهم القهوة ويأخذون علب السجائر من دون دفع ثمنها وأخذ أموال منهم أحياناً. وأنّه فيما خصّ إدعاء "حسن.ن" قال المستجوب أنّ صديقه "م.ب" طلب من شخص سوري كان يمشي على الطريق الصعود في سيارته، زاعماً بأنّه يبحث عن مطلوب وراح يفتش في محفظته وأخذ منها مبلغاً من المال (أخبره لاحقاً أنّه عشرة آلاف أعطاه منه خمسة آلاف) ثم أعاد المحفظة الى صاحبها وتركه حرّاً. بعدها صودف مرور دراجة نارية على متنها شخصان فزعم هو-أي المستجوب- أنه يُمنع مرور الدراجات النارية بعد الساعة السابعة فأعطاه سائق الدراجة عشرين ألف ليرة ثمّ تركهما، وأعاد المتهم "م.ب" الى خدمته كمجنّد وغادر هو ورفيقه الى البيت.
تمّ توقيف المجنّد الدركي فأفاد بإفادة مشابهة لصديقه، إلا أنه نفى أن يكون أخذ من المدعي "حسن" أموالاً إنما أخذ أوراقه فقط وأعادها اليه بعد التأكد من صحتها، وأنّ كل حصته من تلك العملية فنجان قهوة وعلبة سجائر لم يدفع ثمنهما، ونفى أخذ المال من الشخصين اللذين كانا على متن دراجة ناريّة.

مثله كرر المتهم الثالث "م.ر" أقواله، وقد تعرّف المدعي على المتهمين الثلاثة وعاد وأسقط حقه الشخصي عنهم بموجب إسقاط لدى كاتب العدل. وأمام المحكمة أنكر المتهمون الثلاثة أقوالهم الأولية زاعمين بأنهم تعرّضوا للضرب، وقالوا أنه في تلك الليلة إصطدمت مرآة سيارتهم بشخص سوري فراح يوجه اليهم الشتائم، ولهذا قاموا بضربه .
وقد أصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان حكمها في هذه القضية حديثاً، في حين أنّ الحادث مرّ عليه نحو 19 عاماً (وتحديداً في 22 تموز العام 2000) وقد أوقف المتهمون في 4 آب من العام نفسه وحتى 10 تشرين الأول، ثمّ من 26 تموز 2004 وأخلي سبيلهم في 23 آب منه، ثمّ أدخلوا السجن مجدّدا في 17 نيسان من العام الجاري. وقضى الحكم بإنزال عقوبة السجن ستة أشهر بالمتهم"م.ب" وخمسة أشهر بالمتهم "و.م" وأربعة اشهر بالمتهم "م.ر" وتغريم كلّ منهم ثمانماية ألف ليرة على أن تُحسب مدة توقيف كلّ منهم وبذلك يعتبر الموقوفون قضوا كامل العقوبة ما لم يكونوا موقوفين لداع آخر.


عودة الى الصفحة الرئيسية