إختر من الأقسام
آخر الأخبار
حتى لا تضيع ساحة الانتفاضة في صيدا في متاهات الفوضى وتفقد بوصلتها !
حتى لا تضيع ساحة الانتفاضة في صيدا في متاهات الفوضى وتفقد بوصلتها !
المصدر : محمد صالح - الإتجاه
تاريخ النشر : الخميس ٢٥ كانون أول ٢٠٢٤

شكّلت ساحات "الانتفاضة الشعبية" على امتداد الوطن علامة فارقة في رفع الشعارات السياسية والمطلبية والنضالية الاجتماعية بما فيها شعارات محاربة الفساد واسترداد المال المنهوب والقضاء المستقل وغيرها من شعارات.

ومن بين تلك الساحات تميزت ساحة “الانتفاضة” في عاصمة الجنوب صيدا بانها كانت الارقى والافضل والاجمل بين كل تلك الساحات ولم تحد طوال ايام ومدة الحراك منذ 17 تشرين الاول عن الدقة في التنظيم والإداء وحسن التصرف مع رفع المطالب والشعارات السياسية والنضالية المطالبة بالتغيير وبناء وطن يحلم به جيل الشباب ويلبي طموحاتهم بغد افضل في وطنهم الموعود.. وتميزت صيدا بحضارية التحركات الاحتجاجية مع عدم رفع اية صور او شعارات مستفزة لاي من المكونات السياسية في لبنان..

ولكن...

منذ مدة ظهرت في صيدا بعض الدلائل التي تحمل في طياتها اشارات قد تنعكس على "ساحة انتفاضة صيدا " كظهور "مقنعين" من وقت لاخر ويقومون باعمال يجدونها من وجهة نظرهم تخدم "الانتفاضة" وشعاراتها كإقفال مؤسسات عامة او خاصة و دمغ "أقفالها" باللون الاحمر او الدخول عبر "الكسر والخلع" الى منشآت باتت خاصة وفي ذاكرتهم ما زالت عامة وغيرها..

حيث يؤكد "المراقبون" في المدينة ان "مثل هذه الاعمال قد لا تجد اجماعا ولا قبولا من عموم المجتمع الصيداوي ولا اللبناني بشكل عام كونه لا يستسيغ تلك الاعمال ولا يقبلها لانها تعبّر في مخزون ذاكرتهم عن مشاهد مضت؟.. وعن حالة قد تؤسس لفوضى لا يريدون العودة اليها .. عدا عن ان هذه الاعمال خلقت نوعا من البلبلة خاصة انها تحصل دائما في الليل ..علما ان ساحة الانتفاضة في صيدا كغيرها من ساحات لبنان رفعت مطالبها وشعاراتها السياسية والمطلبية والاجتماعية والمعيشية في العلن بشكل واضح " ..

مع اشارتهم الى " ان ساحة الانتفاضة في صيدا تحولت في بعض جوانبها الى عرض لحالات العسر الشديد والفقر المدقع وطلب الحاجة عبر الشاشات وعلى الهواء مباشرة .. كما انها تحولت في جزء منها الى "مطبخ" والى شكل من اشكال توزيع المواد الاستهلاكية الغذائية والطعام عبر "الشاشات" ايضا.. ولم نعد نلاحظ مؤخرا الشعارات والمبادىء التي رفعتها الانتفاضة".

ويشير المراقبون الى " ان لا احد ينكر ان هذه المبادرات الاجتماعية خلاقة ومشكورة وتعبر عن تكافل وتضامن المجتمع الصيداوي مع بعضه البعض , كما انها تعبر عن وجع اجتماعي ومعيشي واقتصادي موجود.. وعن احقية وصدقية الناس في مطالبها تلك وحاجاتها الماسة للمساعدة خاصة في هذه الايام حيث البطالة المستشرية والفقر ذائع الصيت وغير ذلك" .. "انما هذا الامر تحديدا يجب ان يحصل عبر قنوات معينة خارج الهواء وليس عبر قنوات الشاشات ..اي عن طريق مبادرات خيرية يقوم بها المجتمع عبر المقتدرين منه (الذين يقومون بمبادرات بعيدا عن الاعلام والاعلان) وعن طريق جمعيات ومؤسسات اهلية مجتمعية او دينية كدار الافتاء او صندوق الذكاة وغير ذلك".

في المقابل تشير مصادر سياسية مطلعة ل"الإتجاه" الى "إن هذا الامر وغيره يرتب على القوى السياسية والهيئات المنضوية في اطار ساحة الانتفاضة ولجانها في صيدا وعلى الامين العام ل"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور اسامة سعد تحديدا ان يبذل جهدا اضافيا واستثنائيا لاعادة بوصلة الانتفاضة الى بدايتها الاولى ووضع ضوابط لها وعدم السماح لاي كان بركوب صهوة جوادها واخذها الى مكان اخر .. وذلك من باب الحرص على تلك الانتفاضة ومن اجل المحافظة على الخط العام للمطالب والشعارات والاهداف والحقوق السياسية والاجتماعية والنضالية المطلبية التي رسمتها عند انطلاقتها.. خاصة ان النائب سعد ومعه " التنظيم الشعبي الناصري" كانا من السباقين الذين نادوا وطالبوا قبل سنوات وسنوات وعقود بكل ما تنادي به "الانتفاضة الشعبية" اليوم, ويشكّل احدى الضمانات والركائز السياسية والنضالية لهذه "الانتفاضة" منذ الانطلاقة الاولى" .

وترى المصادر ان "هذا الامر يرتب علي النائب سعد اكثر من سواه مسؤولية تجاه معظم اطياف المجتمع قاطبة الذين لازموا بيوتهم , او الذين اندمجوا بفعاليات الانتفاضة وانشطتها وبكل ما كانت تقرره , لانهم جميعا حلموا ببناء وطن يعيشون فيه يشبه سائر الاوطان المتقدمة دون فساد ولا نهب منظم ولا سرقات و محاصصة ومحاسيب.. وآمنوا بالانتفاضة لانهم يريدون وطن يوفر مستقبل لاولادهم قائم على عقد اجتماعي جديد مبني على الكفاءة ويؤمن فرص العمل للجميع بعيدا عن المحسوبيات والمحظيين ..

..لذا فان على النائب سعد وغيره من القوى والهيئات المشاركة بفعالية في هذه الانتفاضة , مهام جسام للابقاء على رونقها والمحافظة على روحية شعاراتها واهدافها العامة ..

وفي خلاصة القول فان الناس انخرطت بالمئات وبالالاف بهذه "الانتفاضة" من الشمال الى الجنوب ومن الساحل الى الجبل والبقاع لانها مع التغيير وتريد وضع حد لتلك المنظومة الحاكمة ووقف الهدر والفساد والنهب المنظم لثروات البلد وماليته وكل مقدراته... هذه "الانتفاضة الشعبية" هي بارقة الامل وتكاد تكون الوحيدة لانقاذ هذا الوطن مما يتخبط فيه ... فلا تضيعوا هذه الفرصة عبر الانخراط في متاهات لا توصل الا الى الفوضى وضياع البوصلة ...


عودة الى الصفحة الرئيسية