إختر من الأقسام
آخر الأخبار
لم يُكتب له أن يرى مولوده... طلقة من نيران 'صديقة' أنهت حياة العريس 'محمد فارس' والعائلة ترفض تصديق أنّ ابنها قتل عن طريق الخطأ
لم يُكتب له أن يرى مولوده... طلقة من نيران 'صديقة' أنهت حياة العريس 'محمد فارس' والعائلة ترفض تصديق أنّ ابنها قتل عن طريق الخطأ
المصدر : أسرار شبارو - النهار
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ أيلول ٢٠٢٤

طلقة من نيران "صديقة" أنهت حياة عريس قبل أن تتسنى له رؤية مولوده، حطمت أحلام زوجة، وأشعلت الحرقة في قلب والديه واشقائه... سقط محمد فارس أمس عن صهوة جواده، بعدما كتب عليه أن يكون الضحية الجديدة للسلاح المتفلّت في بلده.

اصابة قاتلة

"بدم بارد قتل فارس، عندما كان متوفقًا بسيارته على طريق عام بلدته كامد اللوز، منتظراً أحد اصدقائه، حين مرّ صديقه علي ك. بالبيك آب الذي يمتلكه، ترجّل من مركبته تبادل الحديث معه، قبل أن يعود أدراجه ويجلب كلاشين من مركبته، ليطلق طلقة على الزجاج الامامي لسيارة محمد فأصابته في عنقه، غرق بدمه قبل أن ينقل الى مستشفى فرحات، ليعلن الأطباء مفارقته الحياة، في حين سلّم الجاني نفسه لمخابرات الجيش"، وفق ما أكّده ابن عم الضحية عبيدة فارس لـ"النهار". في حين أكّد مصدر أمني لـ"النهار" أنّ التحقيقات تشير الى أنّ "الطلقة اصابت الضحية من طريق الخطأ وقد سلّم الجاني الذي كان تحت تأثير الكحول نفسه الى مخابرات الجيش، وسيتم تسليمه إلى قوى الأمن الداخلي لمتابعة التحقيق".

بانتظار الدليل

عائلة فارس ترفض تصديق أنّ ابنها قتل من طريق الخطأ، حيث اشار عبيدة إلى أنّه "ننتظر ان نرى تسجيلات كاميرات المراقبة المزروعة في المكان"، لافتاً الى أنّه "سبق أن أنقذ محمد صديقه علي من الموت في فنزويلا، فردّ له الجميل بقتله بعد عودتهما الى لبنان"، حارماً إياه رؤية مولوده الذي طالما حلم بضمّه بين ذراعيه، عمل في الليل والنهار لتأمين معيشة كريمة له، وبعد أن أمضى سنوات في الغربة، عاد الى وطنه، افتتحت وإياه محلاً لبيع العصائر والنرجيلة في منتجع البركة، فقد كان عصامياً حاول كل ما في وسعه لإسعاد عائلته، وفجأة شاء القدر أن يُخطف من بينهم.

صدمة الرحيل

اليوم ووري محمد في الثرى، التحف تراب بلدته التي اعاده الحنين اليها ليكمل سنوات عمره الى جانب أهله وأصدقائه، لكن في غفلة أجبر على خط السطر الأخير من حياته، وتسجيل اسمه بالدم على لائحة ضحايا الموت بسبب السلاح المتفلت الذي أزهق حتى الآن أرواح مئات الضحايا لا لذنب ارتكبوه الا لانهم في دولة لا يُحترم فيها القانون. اقاربه في حالة من الصدمة على رحيله المبكر والمفاجئ، يصعب عليهم تصديق أنّهم سيودّعونه الوداع الأخير ليصبح ذكرى تبكيها القلوب، حيث تساءلت احدى اقاربه: "ماذا سنخبر مولوده الذي كان ينتظره؟ والدك رحل بسبب مزح قاتل من صديق متهوّر؟!كتب عليك ان تتيتم وانت في احشاء والدتك!".

محمد ليس أوّل ضحايا السلاح المتفلت، ولن يكون الاخير طالما لم تعالج المشكلة من جذورها، وسيدفع غيره أرواحهم بسبب متهوّرين أو مجرمين يحملون سلاحاً من دون أن يخشوا أي ردع أو توقيف.


عودة الى الصفحة الرئيسية