إختر من الأقسام
آخر الأخبار
تورّمت عينه قبل أشهر وساءت حالته ليتبين أنه ورم خبيث... المحارب الصغير إدي يقاوم السرطان ويمد عائلته بالقوة: لولاه كنّا على حافة الانهيار
تورّمت عينه قبل أشهر وساءت حالته ليتبين أنه ورم خبيث... المحارب الصغير إدي يقاوم السرطان ويمد عائلته بالقوة: لولاه كنّا على حافة الانهيار
المصدر : كارين اليان ضاهر - النهار
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ أيلول ٢٠٢٤

ما قد يكون أصعب على أم من رؤية طفلها يتألم مصاباً بمرض يجد الراشدون صعوبة في تحمّل مضاعفاته. لكن يفاجئنا أطفالنا احياناً بقوة لا نتوقعها، لا بل يمدّوننا بالقوة بفضل قدرتهم اللافتة على التحمّل. أصيب إدي بالسرطان من 8 أشهر فكان مصدر قوة لوالديه وللمحيطين.

عندما تورّمت عين إدي (10 سنوات) قبل أشهر، لم يخطر ببال والديه بدايةّ أن حالته قد تكون خطيرة. فكالعادة لم يفكرا إلا بحالة بسيطة أدت إلى هذا الانتفاخ. لكن عندما ساءت حالة عينه ولم يعد قادراً على فتحها، استشرنا مباشرةً الطبيب بعد 10 أيام تقريباً من بداية الحالة. "طلب الطبيب عندها مباشرةً التصوير بالرنين المغناطيسي تشاور في الوقت نفسه مع مجموعة من الأطباء. سرعان ما تبيّن أنه ورم خبيث خصوصاً بعد أن استشرنا جرّاحاً أخذ خزعة فأكّد التشخيص وتبين أنه سرطان في عينه".

انهيار في العائلة وأحلامها

لا يخفى على أحد ما تسببه هذا الخبر من انهيار ضمن العائلة. فوالدا إدي لم يتوقعا يوماً أن المرض قد يصيب طفلهما. خلال أيام انقلبت حياة العائلة رأساً على عقب فيما كانت تتنقل من طبيب إلى آخر لتأكيد التشخيص أكثر بعد. "رفضنا هذا الاحتمال بدايةً لكن التشخيص أكده شيئاً فشيئاً إلى أن أصبح واقعاً لا مفر منه في حياتنا. حصلت الامور سريعاً خلال أيام. وكان لا بد من إجراء جراحة سريعة لإدي لأن ثمة خطراً كبيراً في تضرر العين. علماً انه في التشخيص الأولي كان قد تبين أنه يصعب إنقاذ عينه ما تسبب بانهيارنا".

تقبّل إدي المرض بطريقة مفاجئة

عندما أخبرت الدكتورة رولا فرح صيّاد إدي عن مرضه وعن العلاج وآثاره الجانبية التي يجب ان يتوقعها، بدا في غاية الهدوء وتقبّل الأمور بشكل هادئ كما طبيعته، بحسب والدته. فهو بحسب قولها ولد هادئ بطبعه ويتميز بإيمانه القوي. "بعد ان رأينا قوة إدي استطعنا الخروج من الانهيار الذي غرقنا فيه. ولولاه لما فعلنا. بدا متفائلاً من اليوم الأول ينتظر الوقت الذي سينهي فيه العلاج ويشفى تماماً. وها هو اليوم يعدّ الايام خصوصاً أنه لم يتبّق له سوى شهرين من العلاج. فيشتاق إلى العودة إلى المدرسة واللعب مع الاصدقاء ومعاودة نشاطاته. في بداية العلاج كان متعباً ولم يكن يأكل جيداً لشدة الغثيان. لم يكن يتحمّل رائحة الطعام. لكن طوال تلك الفترة كان يؤكد أنها فترة وستمر وكان يمدّنا بالقوة بإيمانه وتفاؤله وصبره. لكن أكثر ما اثر به كان تساقط شعره فكان يعير الامر اهمية وتأثر كثيراً ولم يقبل ان يحلقه إلى أن تساقط بكثرة واصبح ينزعج من رؤية الشعر في كل مكان. فتقبّل الأمر. لكنه كان رافضاً لأن يراه احد من دون "الفولار" على رأسه. في المقابل، رفض أن يحلق والده شعره من أجله". تحسّنت الأمور بالنسبة إلى إدي بعد أن رأى آخرين في الحالة نفسها بلغوا مرحلة الشفاء وعادوا إلى الحياة الطبيعية. عندها، أصبح يشير احياناً إلى الفترات التي يخاف فيها من دون ان يعبّر بذلك، لحساسيته الزائدة، بحسب والدته وكونه لا يعبّر عن مشاعره. كما لاحظت أنه أصبح يتجنب في الفترة الاولى الدخول إلى الكنيسة في الضيعة بسب نظرات الناس المزعجة. حتى انه سمع مرة أن إحدى السيدات طلبت من أولادها عدم اللعب معه لأنه مريض.

أصعب المراحل مرّت

تؤكد والدة إدي ان اصعب اللحظات بالنسبة لها كانت تلك التي أظهرت فيها نتيجة الخزعة أن نوع مرض إدي لا يتجاوب مع العلاج وأنه قد يخسر عينه. كانت هذه اللحظات الأشد قساوة علينا. لكن بفضل صلواتنا للقديس شربل والقديسة رفقا، خرج الطبيب من العملية يؤكد لنا أن عين إدي لم تتضرر وأنها سليمة تماماً وأن الورم استُئصل كاملاً.

دعم Chance أنقذنا

عندما اكتشفت العائلة مرض إدي أوقف والده عمله ليبقى إلى جانبه ويدعمه، خصوصاً ان إدي كان يرغب بوجود والده في العلاج. وكانت كلفة الجراحة والفحوص الاولى كبيرة لكن وجود جمعية Chance إلى جانب العائلة في هذه المرحلة الصعبة، هي التي سمحت لهم بمتابعة العلاج ولولاها، بحسب والدة إدي، لما استطاعوا تحمّل التكاليف الباهظة. "وقفت الدكتورة رولا إلى جانبنا ودعمتنا كثيراً من كافة النواحي المادية والمعنوية. وقد لعبت دوراً مهماً في تحسّن حالة إدي النفسية وتقبله للمرض".


عودة الى الصفحة الرئيسية