إختر من الأقسام
آخر الأخبار
ألم يحن الوقت حتى ينزل الجميع عن 'الشجرة'.. ويقدموا التنازلات لأجل لبنان؟!
ألم يحن الوقت حتى ينزل الجميع عن 'الشجرة'.. ويقدموا التنازلات لأجل لبنان؟!
المصدر : محمد صالح - الإتجاه
تاريخ النشر : السبت ٢٧ تشرين ثاني ٢٠٢٤

لا بوادر ايجابية حتى الان تلوح في الافق وتوحي بقرب انفراج الازمة التي تجتاح لبنان من اقصاه الى اقصاه, هذا البلد يكاد يضيع في متاهات وكيديات السياسيين ومشاريعهم, بعد ان ضاع بفعل فسادهم ومحاصصاتهم وسرقة الاموال العامة , ومشهد الرؤساء الثلاثة خلال الاحتفال الرمزي الذي اقيم في اليرزة بعيد الاستقلال وكيف تفرقوا وانصرفوا بعد الانتهاء من الاحتفال لا يوحي بخروج وشيك من تلك الازمة ؟..

واذا كان حال لبنان مع سياسييه على هذا الحال .. فان اللاعبين الكبار في الخارج لم يوفروه من تدخلاتهم, وباتوا يعتبرونه مساحة دولية للتلاعب بمصيره , وهذا ما بات جليا وواضحا بعد الذي اعلنه وكشفه السفير الاميركي الاسبق في بيروت جيفري فيلتمان في شهادته أمام الكونغرس قبل ايام ؟..مما شكّل دليلا اضافيا على حجم التدخل الاميركي في لبنان هذه الايام!!..وفي مطلق الاحوال هذا دأبهم المعتاد والطويل في هذا البلد.

يؤكد المراقبون ان "لبنان مهدد حاليا اكثر من اي وقت من خلال ما يشاع ويتردد عن عودة شبح الانقسام الى شعبه من جديد على غرار مشهد الانقسام السياسي السابق الذي اعتراه ما بين "قوى 8 و14 اذار" حين انقسمت القوى السياسية الى شارعين وانقسم معها الشعب اللبناني ..انما هذه المرة بشكل ادهى واصعب في الشوارع والساحات .. وخير دليل على ذاك الانقسام والاصطفاف ما حل بجلسة المجلس النيابي الاخيرة التي تم افشالها لمرتين متتاليتين" ؟..

كل ذلك يطرح السؤال التالي : الم يحن الوقت حتى ينزل الجميع عن "الشجرة"وتقديم التنازلات لاجل هذا الشعب الذي يجوع يوميا ويفتقر الى ادنى المقومات؟..

فالوقت يضيع ولا مجال لترف سياسي اضافي بعد اليوم ..والكل مسؤول عما وصلت اليه الازمة وليس بمقدور اي سياسي على اي مستوى تسلم مقاليد الحكم وتبوأ منصبا سياسيا رسميا في لبنان منذ اكثر من 30 عاما حتى ايامنا هذه ان يعفي نفسه من تحمل المسؤولية , ويخرج من "الكادر" السياسي ويعتلي صهوة الجواد الابيض ل"الانتفاضة الشعبية" وينفض يديه بكل بساطة !.

ويشير المراقبون الى انه قد بات على الجميع اليوم ان يجنحوا نحو اعادة تشكيل حكومة لانقاذ لبنان من الانهيار الوشيك الذي يتهدده كل لحظة, بعد ان اثبت كل طرف سياسي مقدرته على التعطيل بوقوفه خلف الشعارات التي رسمها لشكيل الحكومة العتيدة وتمترس خلفها وهي حكومة "تكنو - سياسية" وفق ما يطالب به رئيس الجمهورية ومعه رئيس المجلس النيابي و"حزب الله".

او حكومة "تكنو قراط" وفق ما يطالب به رئيس الحكومة المستقيل ويسانده في ذلك "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب"..

و حكومة انقاذ تتالف من مستقلين ومحايدين.. وفق ما تطالب به "الانتفاضة الشعبية" التي تحولت الى لاعب اساسي يتحكم بمفاصل اللعبة السياسية في لبنان ولا مجال لتجاوزها او القفز فوق شارعها؟.

لبنان يواجه حاليا محنته العصيبه لوحده وليس هناك من اية دوله عربية ولا غربية تقدمت لمد يد المساعدة ولا لإسداء المشورة والنصيحة ولا لتقريب وجهات النظر بين الاطراف السياسية .. دول عدة اكتفت بمشهد المراقبة ,ودول تعمل على تغذية التناقضات وتاجيجها ؟..

وداخليا .. فان الاتصالات بين القوى الرئيسية المعنية بالتاليف تم تجميدها ولم يعد يلحظ اتصالات من جديد مع الرئيس سعد الحريري على غرار ما كان يقوم به "الخليلين" مكلفين من الرئيس نبيه بري والامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.. علما ان الاتصالات بين رئيس الجمهورية والحريري شبه مقطوعة ؟.

ويرى المراقبون ان "الامور تراوح مكانها ولا مفاوضات جدية حيال ما هو مطروح لشكل الحكومة .. وانه اذا كان لا بد من عودة الرئيس سعد الحريري لتولي رئاسة الحكومة وفق معادلة "الاقوى في طائفته" او من يسميه لتولي هذه المهمة ,فان الحريري ما زال على موقفه بتشكيل حكومة "تكنو قراط " مشروطة بمهمة محددة وفق ما اعلنه وصرح به وهي انقاذ البلد من الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي الوشيك , ولمدة ستة اشهر او ثمانية اشهر كحد اقصى ..

ورب قائل "لماذا لا يتم تحميل الرئيس سعد الحريري المسؤولية". و"لماذا يتم اعفاؤه في هذه اللحظة المصيرية التي يمر بها لبنان من تحمل نتائج المصاعب التي يمر فيها البلد؟.. وهو شريك تلك الطبقة السياسية بما آلت اليه الامور"؟.. و"لماذا لا يتم اعطاؤه تلك الفرصة طالما انها منوطة بمهمة انقاذية مالية واقتصادية ومشروطة بمدة زمنية محددة ومحكومة بضوابط سياسية تراعي هواجس بقية الاطراف ولا تقترب من المسائل الاخرى الحساسة "؟ ..

ويخلص المراقبون الى انه في حال نجاح الحريري في هذه المهمة فان لبنان وشعبه سينجو من الكارثة التي تتهدده .. والاهم فيما لو كتب لتلك المهمة النجاح ,فان الفضل لن يعود ابدا للحريري لوحده.. بل ايضا لمن سهل له وللبنان وشعبه اسباب ذاك النجاح وقدّم كل الدعم في تلك المهمة..اي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولرئيس المجلس النيابي نبيه بري وللامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

اما في حال اخذت تلك الحكومة منحى اخر , فان الاكثرية النيابية ليست مع رئيس الحكومة ابدا وبامكانها اسقاطه في المجلس النيابي في اية لحظة ..لذا على رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ان يتقدم خطوة او اكثر الى الامام ويوفر المناخات المطلوبة للتأليف ويبادر الى انقاذ ما تبقى من "العهد" وانقاذ لبنان من المحنة العصيبة التي تجتاحه.


عودة الى الصفحة الرئيسية