إختر من الأقسام
آخر الأخبار
صيدا في اليوم الـ 53: 'لقمة هنية بتكفي مية'... وفتح أبواب 'الكنايات'
صيدا في اليوم الـ 53: 'لقمة هنية بتكفي مية'... وفتح أبواب 'الكنايات'
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : السبت ٢٠ كانون أول ٢٠٢٤

يختصر مشهد الحاج الصيداوي محمد البقري، وهو يجلس على كرسيه وينفث دخان نرجيلته، داخل سوق الخضار في صيدا، إلى جانب عربات فارغة يميناً ويساراً، حال الأوضاع المعيشية الخانقة التي بلغها أبناء المدينة كما حال مختلف اللبنانيين، نتيجة الضائقة الاقتصادية الصعبة. اذ لم يعد في مقدروهم شراء الفاكهة والخضار بعدما طالها الغلاء، كما الكثير من المواد الاستهلاكية الأساسية بعد ارتفاع سعر صرف الدولار اللبناني الذي لامس الـ 2000 ليرة لبنانية.

يؤكد الحاج البقري لـ"نداء الوطن" أنّ "أسعار الخضار والفاكهة لم ترتفع على الاطلاق، ما زالت كما هي منذ العام المنصرم، وما اختلف هو أن السيولة المالية تلاشت، والأسباب كثيرة منها صرف موظفين، أو دفع نصف قيمة رواتبهم أو عدم دفعها اطلاقاً، والأخطر من ذلك القيود التي فرضتها إدارات المصارف على المودعين، فجمّدت أموال الناس ما اضطرهم الى اعتماد أسلوب جديد في حياتهم اليومية للاكتفاء بالضروريات لا الكماليات، والحبل على الجرار".

ويصب البائعون في سوق الخضار جام غضبهم على ما آلت اليه الأوضاع، ويؤكدون أنّه "لم يعد في السوق سوى 30 عربة من أصل 120"، غالبية زملائهم ضاقت بهم سبل الحياة، فوقعوا تحت الدين والعجز المالي، ما اضطرهم الى التوقف عن العمل، لأنهم لم يستطيعوا تسديد ما يتوجب عليهم من أموال للتجار، وقلة منهم فضّلت خيار العربات الجوالة، والتنقل بين الاحياء الشعبية، في محاولة لكسب قوت يومها عبر تمديد ساعات العمل حتى ساعات متأخرة من الليل".

ويقول بسام أبو سكينة لـ"نداء الوطن": "الناس مربكة وتعبانة لأن السيولة اختفت بعدما حجزت عليها المصارف، من دون أن يلوح في الأفق أي مؤشرات للمعالجة، بات الانسان يستجدي ماله، فتلاشت السيولة وتراجعت قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار، علما أن أسعار الخضار والفاكهة ما زالت كما هي، فانعكس كل ذلك علينا، بتنا نشفق على بعضنا البعض وننتظر فرجاً من الله".

صرخة وجع

قبل ثلاثة وخمسين يوماً، اندلع الحراك الاحتجاجي في لبنان، وانخرطت صيدا في نشاطاته، بهدف أن يعيش أبناؤها بكرامة، ولكن "الرياح جرت بما لا تشتهي السفن". فارتفعت الاسعار وجاعت الناس، وأكل الغلاء الاموال وأفرِغت جيوب الناس، ما دفعهم نحو اليأس والإحباط، والنتيجة: الانتحار والموت أو الهجرة.


عودة الى الصفحة الرئيسية