إختر من الأقسام
آخر الأخبار
ذهب وساعات رولكس وسيارات.. لبنانيون يشترون سلعاً فاخرة عندما سمعوا أن البنوك ستحدّ من السحب النقدي
ذهب وساعات رولكس وسيارات.. لبنانيون يشترون سلعاً فاخرة عندما سمعوا أن البنوك ستحدّ من السحب النقدي
المصدر : عربي بوست
تاريخ النشر : الجمعة ٢٦ كانون ثاني ٢٠٢٤

عندما سمعت الطبيبة ريتا أن البنوك اللبنانية ستحد من عمليات السحب النقدي، سارعت لشراء ساعة رولكس ثمنها عشرة آلاف دولار ببطاقتها الائتمانية، حرصاً منها على حماية بعض مدخراتها. تقول ريتا إن ذلك «أفضل من الاحتفاظ بأموالي في البنك».

كل أسبوع يصطف أصحاب الحسابات المصرفية لسحب حصة كل منهم، والتي تقل بالنسبة للبعض عن 200 دولار، من مصارفهم التي أوقفت تحويلات النقد الأجنبي، في وقت يغرق فيه لبنان في أزمة اقتصادية عميقة. وقد أدى نقص الدولارات إلى ارتفاع الأسعار، وهوت قيمة الليرة اللبنانية في السوق الموازية، وانهارت الثقة في النظام المصرفي.

يسارع من لهم مدخرات في البنوك للحصول على أموالهم، سواء عن طريق شراء الحلي أو السيارات أو الأراضي، ببطاقات الائتمان، أو الشيكات المصرفية.

قال عدد من اللبنانيين لرويترز إنهم يخشون فرض قيود أشد، أو اقتطاع جزء من ودائعهم، أو انهيار البنوك، أو تخفيض قيمة العملة اللبنانية، المربوطة بالدولار الأمريكي منذ 22 عاماً. وطلب هؤلاء عدم ذكر أسمائهم بالكامل، بسبب مخاوف تتعلق بالأمان.

مصرف لبنان المركزي أوضح أن الودائع آمنة، وتعهد بالحفاظ على ربط العملة بالدولار، في حين قال رئيس جمعية مصارف لبنان إن القيود على السحب وغيرها من التدابير تهدف للحفاظ على ثروة لبنان في البلاد.

إخفاء المال في البيوت
بدأ عدد كبير من اللبنانيين العاديين إخفاء المال في بيوتهم، قبل شهور من تفجر الاحتجاجات، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على النخبة الحاكمة التي دفعت لبنان إلى أسوأ أزمة يشهدها منذ عشرات السنين.

في العاصمة بيروت قال عاملون بعدة متاجر للحلي إن الزبائن تدفقوا في الآونة الأخيرة؛ سعياً لشراء الذهب والألماس، لبيعه في بعض الأحيان في الخارج، وذلك رغم أن أغلب باعة الحلي لا يقبلون الآن سوى النقد السائل.

في متجر للساعات الرولكس في المدينة، قال موظف إن المبيعات لا تتم الآن إلا إذا كان نصف الثمن مدفوعاً نقداً بالدولار الأمريكي.

عندما بدأت الأزمة تشتد خشيت لوسي، وهي ربة بيت في الستينيات من عمرها، على ما تركه زوجها الراحل لها من أموال. فجمعت هي وبناتها كل ما أمكنهن من نقد سائل، واشترين ذهباً قيمته 50 ألف دولار، وأخفينه في البيت. وقالت إحدى بناتها «هذه هي مدخرات العمر التي ادخرها أبي. لا أريد الاحتفاظ بفلس واحد في البنك».

لوحات فنية لادخار الأموال
قالت مستشارة في أحد بيوت المزادات في بيروت، طلبت الاحتفاظ بسرية هويتها، إنها تتلقى مكالمات يومية من أفراد يريدون ادخار «أموالهم في لوحات فنية، بدلاً من وضعها في البنوك».

وأضافت: «لأول مرة أتلقى مكالمات من أناس لا يعرفون شيئاً عن الفن».

أما الطبيب عبدالله، وهو في الخمسينيات من العمر، فقد اشترى ثلاث سيارات، تتجاوز قيمتها 80 ألف دولار بشيك مصرفي.

وقال إن مصرفه لا يسمح سوى بسحب 100 دولار كل أسبوع، وإنه يخشى أن تزداد القيود تشدداً.

وأضاف: «لا ثقة لدي في البنوك».


عودة الى الصفحة الرئيسية