إختر من الأقسام
آخر الأخبار
ارتدادات جلسة الحكومة تتفاعل وباسيل يحاول فرض معادلة جديدة: أن يضحّي 'الحزب' بفرنجية في حال أراد الإبقاء على تفاهم مار مخايل
ارتدادات جلسة الحكومة تتفاعل وباسيل يحاول فرض معادلة جديدة: أن يضحّي 'الحزب' بفرنجية في حال أراد الإبقاء على تفاهم مار مخايل
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ كانون أول ٢٠٢٤

بقيت ارتدادات جلسة الحكومة الاثنين حاضرة في المشهد السياسي، حيث اشتعل الخلاف السياسي بوتيرة مرتفعة ، وبدأ السجال الذي طال ميثاقية ودستورية الجلسة يتوسع ليطال المراسيم التي يفترض أن تترجم قرارات الحكومة، مع نية التيار الوطني الحر الطعن بالمراسيم التي ستصدر بتواقيع مختلفة عما كانت عليه الأمور في المراسيم التي صدرت عن حكومة الرئيس تمام سلام، واعتمدت توقيع كل أعضاء الحكومة في المكان المخصص لتوقيع رئيس الجمهورية، بينما كشف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي رداً على اجتماع الحكومة، أن مشروع المرسوم المتداول يحمل توقيع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مرتين، مرة بصفته رئيسا للحكومة، وأخرى مكان توقيع رئيس الجمهورية، وهو ما يتوقع في حال صحته أن يثير مزيداً من الاحتجاجات بوجه كيفية إدارة الشغور الرئاسي.

وكتبت" النهار": لم تخرج ترددات جلسة الاثنين الماضي لمجلس الوزراء عن التوقعات التي تركزت خصوصا على الصدع الواسع الذي تسببت به بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، ولكن بدا واضحا عمق الأثر الذي خلفته هذه الجلسة في صفوف "الممانعين" مع التصعيد الذي طبع المواقف التي اعلنها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ضد حلفائه اكثر منه ضد خصومه من جهة، وتبرؤ حزب الطاشناق من مسؤوليته عن حضور الوزير جورج بوشكيان الجلسة مؤمنا نصابها القانوني.

ذلك انه على غرار موجات تباينات سابقة حصلت بين طرفي "تفاهم مار مخايل"، تصاعد غبار الخلاف الذي برز بقوة بينهما على خلفية الجلسة الحكومية، ولكن الاحتقان الذي عكسه باسيل في مؤتمره الصحافي امس اكتسب دلالات إضافية هذه المرة يمكن ان تشكل علامة فارقة عن السابق. فهو كاد للمرة الأولى ان يبلغ سقف التلويح بالطلاق ولكنه لم يبلغ ذلك، فاستعاض عن احراق الجسور بالتهويل باللامركزية الموسعة "على الأرض". كما انه في حين حمّل "مشغلي ميقاتي" تبعة الجلسة الكاسرة "للميثاقية والدستور" لم يسم مرة حليفه "حزب الله" واكتفى بالتصعيد التلميحي. واما الدلالة الثالثة فكانت في تلويحه بتسمية مرشح رئاسي من لدن التيار بمعزل عن "حزب الله"، ولكنه أيضا لم يقرن ذلك بالصدقية الكافية التي تثبت فض "شراكة المسار والمصير" بين طرفي تفاهم مار مخايل. اذن كانت جولة تهويل كلامية تحتاج الى الكثير من الاثباتات والافعال والقرارات لكي تغدو قابلة للتصديق أولا وللترجمة العملية ثانيا. وستتجه الأنظار في الفترة الطالعة الى رصد مفاعيل هذه الترددات والعمق الحقيقي لترجمتها، علما ان الخلفية الرئاسية تكمن في الحيز الأكبر من خلفيات ودلالات هذا التباين الأقوى واقعيا بين الحليفين منذ ولادة التفاهم من دون ان يعني ذلك التسليم مسبقا بصدقية ايحاءات الفراق او الطلاق او الخلاف التي تعمد باسيل ابرازها امس. واما ما ينبغي الإشارة اليه وسط هذا المناخ فهو ان ترددات الجلسة الحكومية لعبت دورا مؤثرا في الغاء الجلسة النيابية التي كانت مقررة اليوم للبحث في موضوع الادعاء على ثلاثة وزراء اتصالات سابقين وذلك تحت وطأة شمولية رفض الكتل والأحزاب المسيحية لانعقاد أي جلسة لمجلس النواب خارج اطار كونه هيئة انتخابية لانتخاب رئيس الجمهورية.

وكتبت" نداء الوطن": أطلّ باسيل مستشيطاً ومدجّجاً بقنابل غضب عنقودية زنّر بها تفاهم "مار مخايل" مهدداً بتفجيرها ونثر شظاياها في كل الاتجاهات لتهدم أعمدة التحالف مع "حارة حريك" وتسقط معها التغطية العونية المسيحية لسلاح "حزب الله" رداً على الطعنة الحكومية التي تلقاها رئيس "التيار الوطني" من الثنائي الشيعي... وافتدى الوزير جورج بوشيكيان نفسه بها مع إعلان حزب "الطاشناق" مساءً فصله عن كتلة "نواب الأرمن".في الشكل لم يخرج باسيل عن المألوف منه في ابتزاز قيادة "حزب الله" كلما استشعر تردّداً منها في نصرته للحفاظ على دوره السياسي في القضايا والاستحقاقات المفصلية، لكن في المضمون لامس هذه المرّة المحظور في أدبيات مخاطبة "الحزب" لا سيما بعدما اتهم قيادته بقلة الوفاء والنكث بالوعود، متجاوزاً بذلك عادته في تحديد بوصلة الاستهداف والتصويب على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليحمّل بشكل غير مباشر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من دون أن يسمّيه مسؤولية "الوعد غير الصادق" الذي كان قد قطعه له بعدم انعقاد حكومة تصريف الأعمال.

وعلى الأثر، كشف مصدر قيادي في قوى الثامن من آذار لـ"نداء الوطن" أنّ الاتصالات تسارعت على أكثر من خط لامتصاص نقمة باسيل و"سارعت أكثر من شخصية وازنة في صفوف 8 آذار إلى إجراء مشاورات مكوكية عاجلة بين قيادات "التيار الوطني" و"حزب الله" للحد من التوتر الكبير بينهما خصوصاً بعد اندلاع حرب ضروس على مواقع التواصل الاجتماعي بين جمهور كل من الفريقين، وصلت إلى حدّ التخوين وتبادل الاتهامات واعتبار تفاهم مار مخايل لاغياً".ورداً على سؤال، أكد المصدر أنه "بدا واضحاً أنّ كلام باسيل كان موجّهاً في اتجاه وحيد وهو "حزب الله" واضعاً الكرة في ملعبه ومحملاً إياه كامل المسؤولية عن انعقاد مجلس الوزراء"، لكنه فضل عدم الخوض أكثر في الموضوع، مكتفياً بالقول: "باسيل قال ما عنده وعلينا الآن انتظار كيفية تفاعل "حزب الله" مع كلامه".

أما على خط الاتصالات الجارية، فنقلت أوساط مطلعة على أجوائها لـ"نداء الوطن" أنّ "باسيل أبلغ من يعنيهم الأمر قرار وقف قيادة "التيار الوطني" النقاش في ملف الاستحقاق الرئاسي وفق ما سبق وطرحه "حزب الله" من مواصفات قصد بها تحديداً رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وأنّ "التيار" أقفل نهائياً الباب أمام مجرد الكلام بهذا الخيار من الآن فصاعداً، وإلا فإنّ تمسك "الحزب" بفرنجية سيعني أنّ "التيار الوطني" سيذهب الى خيار يريحه والذي سيكون حكماً في موقع معارض للحزب". ورأت الأوساط أنّ رسالة "ميرنا الشالوحي" إلى "حارة حريك" بهذا المعنى أخذت طابع "الابتزاز الرئاسي الواضح بشكل بات يتجاوز الملف الحكومي لتضع معادلة جديدة تقوم على ضرورة أن يضحّي "حزب الله" برأس سليمان فرنجية في حال أراد الإبقاء على تفاهم مار مخايل".
وكتبت" البناء": أكدت أجواء مطلعة على موقف حزب الله انه « لن يصدر أي موقف حالياً من كلام النائب باسيل ولا يريد فتح سجالات مع أحد لا سيما مع التيار الوطني الحر». مشددة على أن «الحزب متمسك بالعلاقة مع التيار ومتمسك أيضاً بتفاهم مار مخايل ولن يؤدي التباين بوجهات النظر حول استحقاق أو جلسة ما الى خلاف بين الطرفين، لكن بنهاية المطاف الحزب والتيار فريقان لا فريق واحد وقد يختلفان على أمر ما، وهذا طبيعي، لكن لا مانع من إعادة النظر بالتفاهم لتطويره وحمايته في إطار تعزيز العلاقة أكثر».
وإذ علمت «البناء» أن اتصالات تجري على أكثر من صعيد لمحاولة احتواء التصعيد السياسي والطائفي الذي رافق انعقاد جلسة مجلس الوزراء وتأمين مظلة سياسية وحكومية لأي جلسة مقبلة للحكومة لكي لا يتكرّر ما حصل في جلسة الاثنين، أكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن الرئيس ميقاتي سيكرّر الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء كلما دعت الحاجة.

الاخطر المعادلة التي طرحها باسيل، وكأنه في مواجهة، او امام مرحلة حاسمة من التحولات او مفترق طرق.. فعلى نحو ما جاء في مسلمة الفقرة «ي» من الدستور: «لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك»، اعلن باسيل: «لا قيمة ولا قيامة لأي تفاهم وطني يناقض الشراكة الوطنية»، وهو بتفسير بسيط، يعني ضمن ما يعني، تفاهم مار مخايل الموقع عام 2006 بين مؤسس التيار العماد ميشال عون، الذي اوصله التفاهم الى الرئاسة الاولى، ومن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
إذاً، على نحو دراماتيكي، قدّم باسيل مراجعة العلاقة مع حزب الله على ما عداها: فإما ان يبادر الحزب الى تصويب الخطأ، ويجعل من التأزم المستجد فرصة للإنقاذ بالتفاهم مع الجميع..
وكتبت" الديار": لم يصدّق بعد رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، انّ البساط السياسي سُحب من امامه، ولم يعد قادراً على تعطيل جلسات مجلس الوزراء، وتوجيه النكايات الى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي حظي بالدعم لإنعقاد جلسة حكومته، الامر الذي ساهم في إنتصاره وتسجيل هدف في المرمى العوني بعد طول غياب، لكن ووفق التراكمات التي ُسجّلت على خط البياضة وحارة حريك، فقد دخل حزب الله على خط السراي، مساهماً في الجلسة الضرورية الى جانب حلفائه، بإستثناء باسيل الذي لم يحظ لغاية اليوم بلقاء الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله بعدما طالب بالاجتماع به، خلال لقائه البعيد عن الاعلام برئيس وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، من دون ان يحظى بالموعد، لربما تخطى رئيس «التيار» المعقول بسبب التراكمات، اذ لم يعد له أي صاحب في السياسة، بل مجموعة خصوم توحدّت على صدّ عرقلته لمجموعة قضايا وملفات، في توقيت صعب جداً يتطلب الجمع لتصويب الامور، في حين ووفق معلومات «الديار» فقد جرت اتصالات ليلية من بعض النواب لرأب الصدع، وتليّين المواقف كي لا تتطور الخلافات اكثر، خصوصاً انّ الوتر الطائفي دخل على الخط عبر باسيل، الذي يستعين به في كل الملفات لحشر الخصوم وكسب الشعبية المسيحية، والإستعانة بشعارات يلعب من خلالها على الوتر الحساس، من دون إستبعاد لجوئه الى المعارك الدستورية والقانونية والشعبية لتقوية موقفه.
وعلمت «الديار» بأنّ قيادة حزب الله طلبت من نوابها ومسؤوليها، عدم الردّ على المواقف التي اطلقها النائب باسيل، منعاً لتفاقم الخلاف السياسي معه، كما طلبت من جمهورها ومناصريها تفادي الرد على اي هجوم عوني، على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا الاطار تمنّع نواب حزب الله يوم امس عن الرد على هواتفهم، التي تواصل رنينها طيلة النهار وفق مقربين منهم.


عودة الى الصفحة الرئيسية