إختر من الأقسام
آخر الأخبار
تصعيد اسرائيل قد يوصل للانفجار.. ماذا يحصل في الجنوب؟
تصعيد اسرائيل قد يوصل للانفجار.. ماذا يحصل في الجنوب؟
المصدر : علي منتش - لبنان 24
تاريخ النشر : السبت ٢٧ أذار ٢٠٢٤

في الايام الاخيرة بدأ الاعلام الاسرائيلي التسويق لفكرة ان المعركة البرية في رفح، وفي حال حصولها ستمهد لحرب برية في الشمال ضدّ "حزب الله" لإعطاء الامان للمستوطنين لكي يعودوا الى المستوطنات الحدودية مع لبنان بعد ان هجروها بسبب الحرب القائمة. هذه التسريبات قد لا تخرج عن اطار التهويل العام الذي يعتمده الجيش الاسرائيلي ضدّ الحزب وبيئته الحاضنة، الا انه هذه المرة يتم مواكبته مع تطورات ميدانية تصعيدية.
في الساعات الماضية كان التصعيد الاسرائيلي غير مسبوق لجهة استهداف المدنيين والمسعفين، اذ تقصد سلاح الجو استهداف المسعفين بعد وصولهم إلى مكان غارة سابقة، ثم استهدف مدنيين في مقهى في الناقورة بشكل مباشر، وهذا يوحي بأن اسرائيل تريد احراج "حزب الله" ودفعه إلى الرد بشكل كبير لفتح باب المعركة الواسعة، اقله لتوسيع نطاق الضربات الجوية لتشمل مناطق في العمق اللبناني لا تستطيع تل ابيب اليوم استهدافها.

لدى اسرائيل هدف اساسي من توسيع الحرب هو تخفيف الضغوط الاميركية ضدها والتي وصلت الى مستوى غير مسبوق في الايام الماضية حيث امتنعت واشنطن عن استخدام الفيتو لصالح تل ابيب، من هنا يصبح توسيع الحرب الذي يرتب اعباء ومخاطر كبرى على اسرائيل دافعاً اساسياً للاميركيين للالتفاف مجدداً حولها ودعمها، وهذا ما يعطي رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو هامشاً اكبر في المناورة السياسية والميدانية وحتى عامل الوقت يصبح لمصلحته.

كما ان اسرائيل تستفيد من اي عملية عسكرية واسعة في لبنان من خلال تمكنها من استهداف قدرات عسكرية للحزب في مناطق هي خارج دائرة المعركة اليوم، وهذا ما يمكن اعتباره استراتيجية اسرائيلية قديمة، اذ كانت تل ابيب تسعى بإستمرار الى دراسة خيار المعركة بين الحروب من اجل اعادة "حزب الله" من حيث القدرات النوعية سنوات الى الوراء وانهاء الخطر الاستراتيجي الذي يشكله عليها، لذلك فإن حرب سريعة وشاملة اليوم قد تلبي هذا الهدف.

من الواضح أن "حزب الله" تمكّن حتى اليوم من احتواء التصعيد الاسرائيلي، اذ يقوم بردود موجهة للجانب العسكري وليس للمستوطنين وهذا ما يجعل من ردة الفعل الاسرائيلية محدودة وبالتالي فإن تل ابيب لا تحصل على شرعية كافية لفتح جبهة كبرى مع لبنان، لكن الاكيد ان ما يحصل من استهداف المدنيين في الجنوب بات يأتي في إطار المسار الشامل للمعركة وليس حدثاً منفصلاً وعليه فإن استمرار هذه الاستهدافات المؤلمة قد يشكل تحولاً جدياً في التطورات.


لذلك فإن عدم ردّ الحزب بشكل رادع ربما لن يطول في حال حصول ضربة غير محسوبة او شكلت تخطيا للخطوط الحمر، وهذا سيخرج المنطقة عن الستاتيكو الحالي المضبوط الى مرحلة المخاطرة الكبرى التي ستوصل الولايات المتحدة الاميركية الى حافة الهاوية في المنطقة وخصوصا ان تأثير ما يحصل في غزة على الانتخابات الرئاسية الاميركية كبير جدا، ولا احد في الادارة الحالية يريد استمرار المعركة وتوسعها..


عودة الى الصفحة الرئيسية