إختر من الأقسام
آخر الأخبار
ما قبل الأعياد وما بعدها... ملف الرئاسة مجمّد بانتظار مسار الحرب في المنطقة
ما قبل الأعياد وما بعدها... ملف الرئاسة مجمّد بانتظار مسار الحرب في المنطقة
المصدر : محمد علوش - النشرة
تاريخ النشر : الإثنين ٢٩ نيسان ٢٠٢٤

لا يدخل بلد غير لبنان فرصة الاعياد قبل العيد بأسبوعين ونيّف، وبالتالي فإن ملف الرئاسة المجمّد، والذي قيل أنه دخل الاجازة، لا علاقة له بالعيد إطلاقاً، فالجمود الرئاسي أسبابه اخرى، ومحاولات اللجنة الخماسية مكانك راوح حتى اللحظة.


يستعد سفراء دول اللجنة الخماسية لإعادة التحرك بعد عطلة عيد الفطر، في النصف الثاني من الشهر الجاري، واستكمال جولتهم السياسية التي أطلقوها منتصف شهر آذار الماضي، وبحسب مصادر سياسية متابعة فإن على جدول الأعمال زيارة الى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وأخرى الى كتلة الوفاء للمقاومة ولقاء محمد رعد، وتُشير المصادر الى أن هاتين الزيارتين ستشهدان غياباً لسفراء، فالسفيرة الأميركية ترفض زيارة باسيل المدرج على لائحة عقوباتها، وترفض أيضاً، الى جانب السفير السعودي، زيارة النائب رعد، ولكن لبّ القضية ليست هنا.



ليست المشكلة بحسب المصادر في الغيابات التي ستشهدها الخماسية في زياراتها المقبلة، بل بغياب أي حلول حقيقية لمسألة انتخاب رئيس للجمهورية، فرغم كل ما نسمعه من تصريحات خارجية حول ضرورة إنهاء الملف الرئاسي في لبنان الا ان المصادر تجزم أن لا نوايا حقيقية بإنهاء الشغور بانتظار الحرب في المنطقة.

تكشف المصادر أن تواصلاً فرنسياً أميركياً حصل منذ أيام للبحث في المسألة اللبنانية، وذلك بعد قناعة بأنه لا يمكن فصل ملف الرئاسة عن ملف الحرب والتسوية، وبالتالي ضرورة البحث عن طريقة للتعاون بين المبعوث الأميركي آموس هوكستين الذي يعمل على خط الحرب ويتطرق الى الرئاسة، والمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الذي يعمل على خط الرئاسة ويتطرق الى الحرب، مشيرة الى أن طريقة التعاون هذه لم تنضج بعد بانتظار ظروف معينة في المنطقة.

من هذا المنطلق ترى المصادر أن زيارات المبعوثين، الأميركي والفرنسي، الى لبنان مؤجلة حالياً، والأولوية اليوم لمعرفة مسار الحرب على لبنان وفي المنطقة، وكل ما يجري على الخط الرئاسي هدفه تضييع الوقت.

تكشف المصادر في سياق متصل أيضاً أن مبادرة كتلة الاعتدال ستستكمل بعد عطلة الأعياد، ولكن التفاؤل الذي كان قائماً منذ فترة تبّدد، رغم الدعم الذي تلقاه من أطراف داخلية وخارجية إلا أن المشكلة الرئاسية في لبنان ليست بإسم الرئيس، وهذا ما كنا نشير اليه منذ بداية ازمة الفراغ، إنّما بطريقة الحكم واستمرارية النظام، الرئاسة والحكومة والبرنامج وتقاسم النفوذ، ولذلك فإن الحل الذي يقضي بالتشاور ليوم والتوجه الى جلسة لانتخاب رئيس هو حلّ "سخيف" مقارنة بحجم المشكلة التي تمنع انتخاب الرئيس.

إذا، وإن استكمل المسعى الرئاسي بعد منتصف شهر نيسان، إلا أن النتائج مستبعدة بسبب الانشغال بالحرب، خاصة أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً عسكرياً، وربما يكون للبنان حصة كبيرة منه، بظل تزايد التحذيرات من قرار اسرائيلي متخذ بزيادة منسوب العمليات العسكريّة مع لبنان والانتقال من الدفاع الى الهجوم، والأهم الردّ الإيراني المرتقب على الجريمة الاسرائيلية في دمشق، واعتبار الرد بمثابة المنعطف الذي قد يغير شكل الحرب ومسارها.


عودة الى الصفحة الرئيسية