إختر من الأقسام
آخر الأخبار
استنفار القطاعين الطبي والتعليمي في صيدا لمواجهة 'كورونا'
استنفار القطاعين الطبي والتعليمي في صيدا لمواجهة 'كورونا'
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ شباط ٢٠٢٤

لم يعد وضع الكمامات الطبية على الأنوف مشهدا غير مألوف في صيدا، كما حال باقي المناطق، بعدما تأكد وصول فيروس "كورونا" الى لبنان. ولا يقتصر رؤيتها في الشوارع فقط، بل غزت الحافلات المدرسية وصفوف الطلاب كإجراء وقائي، بعدما أحدث "الفيروس" حالة هلع غير مسبوقة، وخطف الاهتمام من باقي الملفات الساخنة التي تحولت الى أزمات متلاحقة طاردت المواطنين في حياتهم اليومية من دون معالجة جدية.

وفيما أكدت مصادر طبية في صيدا لـ"نداء الوطن" عدم وجود أي حالة مصابة بفيروس "كورونا" في المدينة ومنطقتها أو في الجنوب، وأن كل ما أشيع عن اصابات هو مجرد "اشتباه" يجري متابعته من العائدين على متن الطائرة القادمة من "قم" في ايران، ساهمت الشائعات المغرضة وغير المسؤولية، التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في رفع منسوب الهلع لدى المواطنين، بعدما تحدثت عن وجود اصابات في هذه المنطقة او تلك، فاختفت العوازل والكمامات من الصيدليات وأصبح سعرها باهظاً.

وأشارت المصادر نفسها الى إعلان حالة الاستنفار العام على المستويين الطبي والتعليمي بشكل رئيسي (لم ترتق حتى الان الى مستوى اعلان حال الطوارئ)، بهدف إتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشاره، والتعامل مع الإصابات المحتملة من خلال التأكد من جهوزية كل المستشفيات ولا سيما الحكومية منها من جهة، ونشر التوعية من جهة أخرى من قبل مرشدين طبيين وتربويين حول كيفية انتشار الفيروس ومنع نقل العدوى.

اجراءات طبية

على المستوى الطبي، استنفر القطاع الطبي والاستشفائي في صيدا، وسارع وزير الصحة حمد حسن الى تفقد مستشفى صيدا الحكومي في اطار جولة على المستشفيات الحكومية، واطلع على أوضاعها واحتياجاتها، ومدى جهوزيتها لاستقبال الحالات الخاصة بمرض "كورونا" اذا لزم الامر، وتبين له ان المستشفى غير مجهز، وأعطى تعليماته لتحضير قسم خاص اذا لزم الامر، وأكد ان هذا المشهد سيتكرر في كافة المحافظات والاقضية.

خلال الجولة، لم يخف الوزير حمد مشروعية "الخوف والحذر"، لكنه اوضح انه "ليس هناك داع للهلع وان الاجراءات على الموانئ الجوية والبرية البحرية الزامية على قاعدة "الاحتياط واجب"، محذراً من "الاخبار المدسوسة"، داعيا "المجتمع اللبناني الى ان يكون على مستوى المسؤولية".

بينما أوضح رئيس مجلس إدارة مستشفى صيدا الحكومي الدكتور احمد الصمدي أنه "بناء على تعليمات الوزير حسن، سيتم تخصيص الطبقة العلوية في المستشفى للحجر الصحي وسيكون جاهزا في حال الاشتباه، لا سمح الله، بأي اصابة ليتم عزلها وإجراء الفحوص اللازمة لها، وفي حال التأكد من الإصابة يتم تحويلها الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت للمتابعة".

التزام المستشفيات

في المقابل، أكدت ادارات المستشفيات الالتزام بتعليمات وزارة الصحة لجهة التبليغ عن أي حالة يشتبه بعوارضها، كي يتم عزلها في غرف مخصصة للحجر الصحي واخضاعها للفحوص اللازمة، واتخاذ إجراءات وقائية من خلال ورش تدريب لفرقها الطبية وتجهيز مستلزمات الوقاية وحملات التوعية، بالاضافة الى تخصيص غرف للعزل والحجر الصحي.

وطمأن مدير مركز" لبيب" الطبي معين أبو ظهر" الى ان "المستشفى اتخذ الإجراءات اللازمة واستنفر طاقمه الطبي"، قائلا "في المستشفى لجنة مكافحة العدوى وهي متخصصة بالكشف على أي إصابة بأي عدوى أو "فيروس"، ونحن على تنسيق مع وزارة الصحة ونلتزم إرشادات منظمة الصحة العالمية. وهناك غرف مخصصة للعزل في حال الاشتباه بأي اصابة، ولدينا التجهيزات الكاملة من كمامات وملابس للفريقين التمريضي والطبي". بينما قال المدير الطبي في مستشفى حمود الجامعي الدكتور أحمد الزعتري: "للمستشفى خطة وقائية لمواجهة كل انواع "الفيروس"، والآن استجد "كورونا"، فاتخذنا الإجراءات اللازمة تحسباً، ولدينا غرف مخصصة للعزل بالاضافة الى دورات وندوات تدريبية لفريقنا الطبي على "الفيروس".

اجراءات المدارس

على المستوى التربوي، حرص غالبية اهالي الطلاب على تزويد ابنائهم الطلاب بكمامات كإجراء احترازي لمنع انتقال عدوى المرض في حال وجوده فجأة، وبدا مشهدهم غير مألوف سواء في الحافلات التي امتلأت بهم، او في باحات المدارس وداخل الصفوف، في وقت شرعت فيه ادارات المدارس الخاصة والرسمية باعطاء الدروس التوعوية والتثقيفية وشرح كيفية انتقال العدوى وطرق تفاديها من قبل اختصاصيين ومرشدين من وزارة الصحة ومؤسسات طبية خاصة وتعليم الطلاب كيفية صناعة العازل الورقي.

في ثانوية "الايمان" الخاصة، قال الطالب علي عبيد، الذي وضع كمامة على فمه شأنه شأن آلاف الطلاب والطالبات الذين وصلوا الى مدارسهم وقد كموا افواههم بعازل، "لقد طلب مني والدي ان اكون اكثر حذراً وأقوم بتغطية انفي وفمي خشية انتقال العدوى"، بينما خضع الطلاب لفحص لقياس درجة الحرارة قبل الدخول الى صفوفهم، قرار اتخذته ادارة الثانوية وسيطبق يومياً في المرحلة المقبلة، وفق ما اوضح مديرها كامل كزبر الذي اضاف "سنفعل ذلك يوميا، وأجرينا عدة تمارين لعزل أي مصاب".

داخل أحد صفوف المرحلة المتوسطة، انهمك الطلاب بصناعة العوازل الواقية، وقالت معلمة الفنون الاستاذة ديانا عزام نعلم الطلاب كيفية صناعة الـ mask وهو مكون من منديل ورقي يطوى على شكل مروحة يد نسائية ثم توضع على اطرافه لاقطاط من المطاط وبعدها يكبس بمسمار اوراق لينتهي الامر بعازل جاهز. الطالبة لمى قدورة كانت تعمل على جمع العوازل، وقالت "لقد تعلمت صناعته بسرعة، وسأقوم بنقله الى عائلتي والجيران، والحي الذي اقطن فيه، كي نتشارك في اتخاذ الاجراءات الوقائية، قبل ان تضيف "علينا ان نكون جديين وحذرين". وقد سيطرت حالة من الهلع على أبناء المدينة، الذين تهافتوا على شراء العوازل الوقائية من الصيدليات، فنفدت واختفت سريعاً مع ارتفاع كبير في أسعارها الذي فاق 100%.


عودة الى الصفحة الرئيسية