إختر من الأقسام
آخر الأخبار
شائعات الـ'كورونا' تضرب صيدا... وغلاء واحتكار
شائعات الـ'كورونا' تضرب صيدا... وغلاء واحتكار
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ شباط ٢٠٢٤

بين الكورونا "الصحي" و"الاقتصادي"، يعيش أبناء صيدا كما مختلف المناطق اللبنانية اياماً من القلق والخوف حتى الهلع، من تفشي الاول وانتشاره من دون اجراءات جدية وقائية رغم كل التطمينات الرسمية، ومن استفحال الثاني فقراً وبؤساً وبطالة في ظل الازمة المعيشية الخانقة والتلاعب بسعر صرف الدولار.

وما "زاد الطين بلة"، الشائعات المغرضة وغير المسؤولة التي تمددت كـ "الوباء" في اليوم الخامس والثلاثين بعد المئة من اندلاع الحراك الشعبي الاحتجاجي، فحطت "جمعة الشائعات" رحالها في بعض المدارس، نشرت القلق بين صفوف الطلاب وفرضت على الادارات بيانات من النفي والمزيد من الاجراءات الوقائية والتعقيم، من دون ان توفر احداً كبيراً كان أم صغيراً، وتحولت الى حديث الناس وعلى كل شفة ولسان.

"الكورونا الصحي"

وترجم "الكورونا الصحي"، شائعات من الهلع عاشه طلاب بعض المدارس الخاصة في صيدا، بعد الإعلان عن حالة اصابة في ثانوية رفيق الحريري الخاصة حيناً، وفي ثانوية "حسام الدين الحريري" التابعة لـ "جميعة المقاصد الخيرية الاسلامية" طوراً، دفعت بادارتي الثانويتين الى اصدار نفي قاطع حول ما تمّ تداوله عن تسجيل حالة فيروس "كورونا" بين الطلاب، مؤكدتين "أن الخبر عارٍ من الصحة جملةً وتفصيلاً".

وفيما اوضحت ادارة الحسام، أنّ الطاقم التمريضي قد أعدّ مخطّط عمل يومي للوقاية من مخاطر فيروس كورونا وذلك عبر تعقيم المدرسة ثلاث مرات يومياً، مراقبة الطلاب المستمرّة واتخاذ الإجراءات المناسبة في حال ظهور أعراض الرشح أو ارتفاع في درجات الحرارة، كما طلبت ادارة رفيق الحريري من الاهالي عدم ارسال أولادهم الطلاب، إذا ظهرت عليهم أيّ أعراض مرضيّة وتوخي الحذر خاصة من المسافرين العائدين من المناطق التي تعاني من انتشار الفيروس حالياً، وأنّنا في أعلى درجات الجهوزيّة مُتّخذين الإجراءات الوقائيّة المناسبة.

في المقابل، أكدت مديرة ثانوية نزيه البزري الرسمية سهى حسن لـ نداء الوطن"، وهي تضم في صفوفها أكثر من 1200 طالب وطالبة، ان الادارة تلتزم بتعليمات وزارة التربية والتعليم العالي، قائلة "لدينا اجراءات يومية، تتجاوز حدود التعقيم اليومي ثلاث مرات لكل المدرسة، الى قياس درجة حرارة الطلاب، الى الطلب من ذويهم عدم ارسال اي منهم في حال ظهرت عليه عوارض المرض حتى لو كان من الرشح او الزكام"، مشيرة في الوقت نفسه الى اننا "باشرنا بحملات التوعية بين الطلاب أنفسهم حول "الفيروس" وأعراضه وسبل الوقاية منه لانهم الاساس، فالأمر لا يقتصر على المدرسة فقط، بل في الحافلات والتجمعات التي يشاركون فيها خلال حياتهم اليومية".

وتعزيزاً للتوعية حول "الكورونا" تربوياً، وبتوجيهات من رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري، استضافت الشبكة المدرسية لصيدا والجوار في بلدية صيدا، الأخصائية بالأمراض الداخلية والجرثومية والمعدية الدكتورة غنوة الدقدوقي في محاضرة حول هذا "الفيروس" حضرها جمع من مدراء المدارس الرسمية والخاصة والأونروا والمرشدون الصحيون في هذه المدارس، وتخللها عرض من بانة كلش قبرصلي مدير عام شركة "بويكر" المتخصصة في مجال التعقيم والمبيدات حول الإجراءات الواجب اتخاذها للتخفيف من مخاطر انتقال "الفيروس".

ولم يقتصر الأمر على المدارس، فقد فرض فيروس "الكورونا" ايقاعه على مختلف وجوه ومرافق الحياة في المدينة حتى في صلاة الجمعة، اذ التزم خطباء المساجد بتعميم مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان بالتركيز في خطبهم على توعية المصلين حول الاجراءات الوقائية من "الكورونا"، مشددين على أهمية نشر هذه الثقافة لمنع انتشاره في ظل حالة الهلع والقلق التي تنتاب اللبنانيين في مختلف المناطق ومنها صيدا، وصولاً الى الابتعاد عن صلاة "الجماعة"، اذا شعر احد المصلين بالاعياء والرشح والزكام. وكان اللافت ان بعض المصلين وفدوا الى المساجد وهم يضعون الكمامات الوقائية كإجراء احترازي، وابتعدوا عن المصافحة والتقبيل.

وفي قرى شرق صيدا، انتشر "الكورونا" شائعة للمرة الاولى، إثر تداول بعض المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي خبراً عن التثبت من إحدى الإصابات في بلدة عين المير في قضاء جزين، حيث نفى رئيس البلدية نادر مخول الخبر نفياً قاطعاً، جازماً بأنه لم تسجل في البلدة أية حالة من هذا النوع.

الكورونا الاقتصادي

ولم يلغ "الكورونا الصحي، الاهتمام عن "الكورونا الاقتصادي"، الذي ترجم باستمرار التحركات الاحتجاجية في صيدا، حيث نظم "حراك طلاب صيدا" تظاهرة شعبية ضد الغلاء والاحتكار تحت "يا دولة جوعتينا.. ونتحمل ما عاد فينا"، انطلقت من "ساحة الثورة" عند تقاطع "ايليا"، وسط اجراءات أمنية للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، وجابت شوارع المدينة مروراً بأحيائها وسوقها التجاري وصولاً الى "خان الافرنج"، حيث رفع المشاركون لافتات مطالبة بوقف الانهيار الاقتصادي قبل فوات الاوان.

وقال الناشط في الحراك علاء عنتر لـ "نداء الوطن"، "ان المسيرة تهدف الى أمرين، الاول رفع الصوت عالياً ضد الجوع والفقر والغلاء والتلاعب بسعر صرف الدولار، وان الشعب لم يعد يستطيع تحمل المعاناة التي لم تعد تطاق"، مضيفاً "ان الهدف الثاني اننا باقون في الساحات والشوارع ولن نتراجع عن مطالبنا المحقة والمشروعة حتى تحقيقها ووقف الفساد والهدر ومحاسبة كل مرتكب".


عودة الى الصفحة الرئيسية