إختر من الأقسام
آخر الأخبار
أسامة سعد: الصرخة علت اليوم أكثر، ويجب على الدولة تأمين مستلزمات المعيشة للمواطنين، فمن حق الناس وحق البلد الحماية من الوباء كما من حق الناس أن تعيش
أسامة سعد: الصرخة علت اليوم أكثر، ويجب على الدولة تأمين مستلزمات المعيشة للمواطنين، فمن حق الناس وحق البلد الحماية من الوباء كما من حق الناس أن تعيش
تاريخ النشر : الخميس ٢٥ نيسان ٢٠٢٤

في مداخلة لأمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد على إذاعة صوت الشعب، ضمن برنامج "حوار اليوم" في حلقة تحت عنوان " اللبنانيون بين الجوع والكورونا"، تناول فيها الانهيار الاجتماعي الحاصل والجوع الذي دق أبواب اللبنانيين في ظل أزمة الكورونا وتواضع الاجراءات من قبل الحكومة.

وعلق سعد على مشكلة التباطؤ في تجهيز المستشفيات الحكومية، ومن بينها مستشفى صيدا الحكومي التي تعاني اصلا من نقص في التجهيزات ونقص في تأمين المستلزمات الطبية، وقلة اهتمام من قبل الحكومات المتعاقبة ، اضافة الى معاناة الكادر البشري من عدم دفع رواتبه.

وقال سعد: "نحن الآن أمام أزمة كبيرة، وهناك قرار ووعد من قبل وزير الصحة بتجهيز أقسام لاستقبال حالات الكورونا. والى الآن لم تستلم المستشفى أي تجهيزات على الرغم من تسليم اللوائح المطلوبة للتجهيزات من قبل ادارة المستشفى للوزارة. وعلى الرغم من تخصيص قسم من مبلغ ال 6 مليون دولار الذي تبرعت به جمعية المصارف لتجهيز 8 غرف لاستقبال حالات الكورونا في مستشفى صيدا الحكومي، الا ان كل ما حصل هو فقط تدريب الفريق الطبي على استقبال الحالات وعلى اجراء الفحص المخبري.

أما عن مشكلة الانفجار الاجتماعي والاجراءات التي تقوم بها الحكومة في ظل أزمة كورونا، اعتبر سعد ان الانهيار المالي والاقتصادي الموجود اصلاً في لبنان قبل أزمة الكورونا، والجوع الذي دق على ابواب اللبنانيين، تضاعفا مع أزمة الكورونا في ظل التضييق من قبل المصارف على المودعين الصغار، اضافة الى انضمام شرائح عديدة من المجتمع الى الشرائح التي كانت تعاني اصلا من الفقر في ظل الاجراءات الحكومية التي اتخذت مع التعبئة العامة دون مراعاة الاضرار على الفئات الاجتماعية محدودة الدخل، وعلى المياومين وغيرهم.
استفاقت الحكومة متأخرة وقررت القيام بشيء، ولكن كله لا يزال كلاماً فقط، فتخصيص مبلغ 75 مليار لتوزيعه على الفئات المتضررة لا يمثل إلا مساعدات متواضعة، ولم تعرف اليتها بعد، علما بأن حجم الموضوع أكبر من المخصص. فالمطلوب مساعدات فعلية، بخاصة للمياومين وأصحاب المهن الحرة والحرف ومحدودي الدخل، فهم مرتبطون بايجارات وأقساط واعباء وفواتير من بينها فواتير المولدات وغيرها.
وأضاف: الصرخة اليوم علت أكثر بكثير من قبل، ويجب تأمين مستلزمات المعيشة أو العمل ضمن ضوابط معينة. فمن حق الناس وحق بلدنا الحماية من الوباء، كما من حق الناس أن تعيش ( مش الواحد بيحمي حالو من المرض وبموت من الجوع).
كما اعتبر سعد ان المبالغة الشديدة في اجراءات لا تراعي البعد الاجتماعي يعتبر مشكلة، فمن حق الناس ان تطالب بمعيشتها وحمايتها من الوباء وحمايتها من الجوع أيضا.
أما بالنسبة للتحركات والتجمعات فاعتبر سعد أن الحركة الشعبية تريد أخذ البلد الى دولة ديمقراطية عادلة، واي تحركات في الوقت الحالي بحاجة الى نقاش والى دراسة طرق الضغط على السلطة ، فالحركة الشعبية تريد تجنيب البلد أي وقوع في مآسي.
وفي موضوع التعيينات، وما جرى في جلسة مجلس الوزراء، اعتبر سعد أن ما حصل شيء مضحك ومبكي. فمنطق المحاصصة سائد، وكانت الأمور ذاهبة الى اقرار التعيينات لولا خلاف داخلي في الحكومة ولولا المحاصصة، اضافة الى العوامل المؤثرة من الخارج والتي عبرت عنها جهات دولية مثل صندوق النقد الدولي وأميركا.
وأضاف نحن أمام سلطة تستجيب لهذه الاعتبارات، والتعيينات لن تخرج من المحاصصة او الاعتبارات الخارجية، اما تأجيل الجلسة فأتى لانقاذ الحكومة، فهناك طرف من أطراف الحكومة هدد بالاستقالة.

اما عن موضوع عودة المغتربين في ظل أزمة الكورونا، اكد سعد على حق المغتربين بالعودة الى وطنهم مع اتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية البلد من نقل العدوى من الخارج الى لبنان.
وفي الختام تناول سعد موضوع تحوّل العالم نحو عالم متعدد الأقطاب، مع تراجع دور الولايات المتحدة الذي كشفت عنه أزمة كورونا التي أظهرت عدم إنسانية الأنظمة. والاتحاد الاوروبي في مهب التفكك بخاصة ان صورته اهتزت. كما أظهرت الأزمة الصحية أن مفهوم القوة العسكرية التي تضع الدول في واجهة المنظومة الدولية لم يعد الآن العامل الحاسم في هذا المجال.
الاقتصاد والقدرة والعدالة اعتبارات اساسية في الزمن القادم أكثر من القوة العسكرية. ومع الايام ستتوضح الامور، وسيتقدم أخرون مثل الصين وروسيا.
ووجه سعد كلمة الى الشعب اللبناني، ودعاه لأن يعمل على الدفاع عن مصالحه وعن حقه بالحياة الكريمة. كما دعا لمواكبة التطورات والضغط باتجاه تأمين المصالح الأساسية للغالبية الساحقة من اللبنانيين، وهم من الطبقة الكادحة والمنتجة ومن الذين انتفضوا على المنظومة الحاكمة التي تواصل سياساتها، كما أن معاناة اللبنانيين مستمرة وتزيد.
وبعد انتهاء أزمة كورونا لا بد أن تستعيد الحركة الشعبية حيويتها بشق طريق للتغيير للوصول الى دولة مدنية ديمقراطية عادلة وعصرية.


عودة الى الصفحة الرئيسية