إختر من الأقسام
آخر الأخبار
الحِراك يتصاعد صيداوياً: 'موت من كورونا وما موت من الجوع'
الحِراك يتصاعد صيداوياً: 'موت من كورونا وما موت من الجوع'
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ كانون ثاني ٢٠٢٤

إنفجر الفقر المدقع في الشارع غضباً بعد غليان طويل، لم يعد الناس قادرين على تحمّل الضائقة المعيشية في ظلّ تفشّي جائحة "كورونا"، يحاصرهم المرض والجوع والاهمال، يرفضون الإستسلام والموت، فوجدوا في ساحات الثورة مُجدّداً منبراً مفتوحاً للتعبير عن احتجاجهم وهم يدخلون اليوم الثاني عشر لحظر التجوّل والاقفال العام مع بداية أسبوع جديد.

"أنا مواطن لبناني صيداوي جِعت، اختنقت.. بدّي موت من "كورونا" ما بدّي موت من الجوع"، شِعار رفعه العشرات من الناشطين في "حراك صيدا"، الذين نظّموا للمرّة الثانية في غضون يومين مسيرة راجلة في شوارع المدينة الرئيسية، احتجاجاً على الغلاء وارتفاع الاسعار والتردّي المعيشي، ورفضاً لحظر التجوّل والاقفال العام من دون تقديم مساعدات إغاثية أو مالية.

واحتشد الناشطون في ساحة الثورة عند "تقاطع ايليا"، وسط إجراءات أمنية، ورفعوا لافتات تؤكّد على أنّ التصعيد هو الحلّ، قبل أن يجولوا في شوارع المدينة، داعين "كلّ مواطن موجوع، كلّ عامل يومي، كلّ صاحب مؤسسة ومصلحة الى الانتفاضة بوجه الفاسدين والقول لهم بكفّي ذلّ وغلاء فاحش وتلاعب بسعر صرف الدولار". يقول الناشط محمد: "الجوع دقّ باب الكلّ وصار الوقت أن ننزل نحنا الكلّ الى الساحات لنعبّر عن موقفنا ورغبتنا بالعيش بحرّية وكرامة".

على وقع صيحات الغضب، أعلن الناشطون لائحة مطالبهم: فتح تدريجي ومنظّم ومجدول لكلّ القطاعات لمدّة يومين من كلّ أسبوع لكلّ قطاع على حدة، لكي يستطيع المواطنون تأمين دخلٍ ولو بسيطٍ على قاعدة "قوت لا يموت"، مع إتباع الإرشادات الصحّية الكاملة ومراقبة تفاوت أسعار البيع بالجملة والمفرّق للمواد الأساسية، والشفافية والعلانية لكيفية توزيع الهبات والتبرّعات، خصوصاً بعد فضيحتي هبة الطحين العراقي وهبة المستشفيات الميدانية القطرية، وما خفي أعظم.

ويقول الناشط فادي رنّو لـ"نداء الوطن": "مطالبنا اليوم استثنائية في ظلّ تفشّي وباء "كورونا"، سنحافظ على ثوابت ومبادئ ثورة 17 تشرين الأول، ولكنّنا اليوم في مرحلة استثنائية تتطلّب وضع خطّة أو خريطة طريق للانتصار على الفيروس من دون الموت جوعاً، ونرفض أن تترك الناس لمصيرها "لا هي أطعمتهم (الدولة) ولا تركتهم يأكلون، كيف سيعيشون؟"، مشيراً الى أنّ الأغلبية صرفت ما لديها من مدخرات وأصبحنا بحاجة ماسة للغذاء والدواء وسواهما.

الى جانب الغضب، انتقلت المدينة الى الخطة "باء" في مواجهة تفشّي "كورونا" مع ارتفاع الاعداد وحالات الوفيات واستنزاف قدرات المستشفيات على الاستقبال، واطلقت بلدية صيدا حملة للتنسيق مع كلّ الشركات والمؤسسات لتأمين ماكينات الاوكسجين للمرضى غير القادرين على دخول المستشفيات، وِفق ما أكّد رئيس غرفة عمليات إدارة الكوارث والأزمات مصطفى حجازي لـ"نداء الوطن"، مُشدّداً في الوقت نفسه على أنّ الجهد منصبّ حالياً على إطلاق استمارة اللقاح وفق القطاعات والترتيب المعتمد"، موضحاً "كما عن إستئناف تقديم المساعدات للعائلات المحجورة المصابة بالفيروس، من مواد غذائية ومواد تعقيم بالإضافة إلى وجبات يومية ساخنة"، بمساهمة وتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني والـ Unicef و DPNA وجمعية الحركة الإجتماعية.

واعتمد مستشفى صيدا الحكومي مركزاً للتلقيح ضدّ "كورونا"، وقد بدأت التحضيرات العملية لذلك، حيث عقد لقاء بين رئيس اللجنة الدكتور عبد الرحمن البزري ورئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور أحمد الصمدي ورئيس قسم التمريض في المستشفى فرنسوا باسيل، وممثّلين عن بلدية صيدا كامل كزبر وحسن الشماس وحجازي، ممثّلين عن تجمّع المؤسّسات الأهلية ماجد حمتو وفضل الله حسونة ومحمد الددا.


عودة الى الصفحة الرئيسية