إختر من الأقسام
آخر الأخبار
لازاريني من عين الحلوة: من حق الفلسطيني العيش بكرامة
لازاريني من عين الحلوة: من حق الفلسطيني العيش بكرامة
المصدر : رأفت نعيم - مستقبل ويب
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ أذار ٢٠٢٤

على الرغم من ان زيارة مفوض عام وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين "الأنروا" فيليب لازاريني لمخيم عين الحلوة لم تحمل في نتائجها ما ينتظره ابناء المخيم واللاجئون الفلسطينيون في لبنان من الوكالة من إعادة تفعيل لخدماتها وتقديماتها الصحية والاجتماعية بما يخفف عنهم من ثقل واعباء الأوضاع المعيشية الصعبة التي يكابدونها نتيجة الأزمات المتوازية التي تحاصر يومياتهم وتكمل حلقة معاناتهم وحرمانهم من حقهم في العيش الكريم لحين العودة، الا أن هذه الزيارة اعادت تسليط الضوء أكثر على واقعين متقابلين ومرتبطين في آن : واقع اللجوء الفلسطيني في لبنان وما يعانيه من فقر وجوع وظروف اجتماعية فاقمتها الضائقة المعيشية والاقتصادية في لبنان، واوضاع صحية مأساوية تضاف اليها جائحة كورونا وتداعياتها ، ومن جهة ثانية واقع وكالة الأنروا نفسها المنهكة تحت أزمة مالية تجعلها عاجزة عن الاستمرار بترجمة تفويضها في تأمين الخدمات الأساسية والاغاثة المطلوبة للاجئين في ظل هذه الأزمات .

استقبال بأرغفة خبز

لازاريني الذي دخل عين الحلوة للمرة الثانية منذ زيارته له كمنسق للأمم المتحدة للشؤون الانسانية عام 2016 ، والأولى له كمفوض عام للأنروا ، استقبل بأرغفة خبز ولافتات مطلبية رفعها العشرات من ابناء المخيم ، حيث حرص على الاصغاء لصرختهم متفهما وجعهم واحقية مطالبهم بل ومتضامناً معهم ..هم شكوا وطالبوا وهو ضم صوته الى اصواتهم بالشكوى والمطالبة واعداً بحمل معاناتهم الى الأسرة الدولية.. هم حمّلوا الأنروا المسؤولية عما آلت اليه اوضاعهم وهو احال المسؤولية الى عدم توافر الامكانيات بسبب الأزمة المالية التي تعانيها الوكالة معولاً على ما كشفه عن مؤتمر دولي سيعقد هذا العام للدول المانحة بمبادرة من حكومتي الأردن والكويت سيتطرق الى تفويض الاونروا وسيطالب فيه برصد اموال لدعم عمل وبرامج الوكالة .

وما سمعه لازاريني من مطالب مستقبليه الساخطين على أداء الوكالة وما وصفوه بتقصيرها تجاه اللاجئين في مواجهة تداعيات الازمتين الصحية والمعيشية، وتلكؤها عن اطلاق خطة طوارئ اغاثية وصحّية ، عاد فتسلمه مكتوباً من ممثلي "هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا " واللجان الشعبية والمؤسسات الأهلية خلال لقائه بهم في مدرسة السموع التابعة لـ"الاونروا " ، قبل ان يلتقي ايضا ممثلي هيئات المجتمع المدني الفلسطيني والبرلمانات الطلابية في مدارس الاونروا .

مذكرة بالمطالب

وتضمنت المذكرة الفلسطينية الى لازاريني :

- اعتماد الاونروا لخطة طوارئ صحية في مواجهة كورونا وإقرار خطة لتأمين 300 ألف لقاح للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ورفع موازنة الصحة وتأمين التغطية الشاملة من العمليات الباردة و المستعصية بما فيها الصور( M R I ) والتحاليل المخبرية.

- إجراء الاصلاحات الشاملة في البرنامج التعليمي، بما يوفر الحق في التعليم لجميع الطلبة ومعالجة مشكلة الاكتظاظ في المدارس، وسد الشواغر الوظيفية وتثبيت المعلمين والموظفين المياومين.

- الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للاجئين الذين بات القسم الاكبر منهم تحت خط الفقر (85%)، واعتماد خطة طوارىء لتقديم مساعدات مالية مباشرة بشكل شهري لكافة فئات اللاجئين.

- تأمين أموال لاستكمال مشاريع الترميم للبيوت المتصدعة وغير الصالحة للسكن وزيادة عدد المستفيدين والمبالغ وتسليمها بالدولار.

- رفض مشروع المسح السكاني للاجئين عن طريق بصمة العين كون هذا المشروع تحوم حوله شبهات سياسية ومخاطر وقد يكون مقدمة للتوطين، مؤكدين على أن المساعدات للشعب الفلسطيني من الجهات المانحة هي حق دائم لحين إنجاز حق العودة، ومن غير المقبول ان تكون مشروطة تحت أي ذريعة.

كما طالبت المذكرة الفلسطينية بدمج موازنة "الأونروا"، ضمن الموازنة العامة للأمم المتحدة، لتجنب الضغوط السياسية التي تواجهها الوكالة بعد القرار الأمريكي بوقف تمويلها .

لازاريني

اما لازاريني الذي بدا متأثراً فأكد على حق اللاجئين الفلسطينيين في رفع الصوت وقال" تخيلوا انه اليوم قيل لي ان اللاجئين الفلسطينيين هم امام ثلاثة خيارات : اما الموت جوعاً او غرقا بالبحر هرباً من هذا الواقع الاليم ، وهذا لا يجب ان يكون قائما ، بل يجب ان يكون للاجىء الفلسطيني خيار الحياة بكرامة وهذه الرسالة سأحملها الى المجتمع الدولي وسأطالب بأن تكون في رأس اجندته لحين ايجاد حل عادل ودائم لقضية اللاجئين الفلسطينيين" .

واضاف" نحن حاليا نطالب بمساعدات مالية اضافية لكي نتمكن من الاستجابة للواقع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور في لبنان ولكي نتمكن من اتمام عملنا بشكل افضل ولكن ايضا يجب ان ننقل هذه الرسالة التي انا سمعتها اليوم وهذه الرسالة تقضي بزيادة المساعدات والتبرعات التي تمنح للاونروا ، لان الارقام صادمة في هذا المجال. فتخيلوا انه خلال السنوات الثماني الماضية بقيت ميزانية الاونروا هي نفسها ، ومنذ العام 2013 وحتى العام 2020 لم تطرأ اي زيادة عليها بينما الاحتياجات تتصاعد بشكل هائل لذلك سنعقد مؤتمرا دوليا هذا العام بمبادرة من حكومتي الاردن والكويت سيتطرق الى تفويض الاونروا ونحن سنطالب خلال هذا المؤتمر برصد اموال تسمح للوكالة بالتخطيط للمستقبل وان تعتمد على الاموال المتوفرة لبضع سنوات الى الامام حتى لا تكون في وضع مالي متأزم لا يسمح لها بتأدية ما قامت لأجله تم تشكيل ، وبالتالي بعد تأمين هذه الأموال يمكننا ان نركز على تحسين جودة الخدمات " .

وفي موضوع الاستجابة لجائحة كورونا قال لازاريني "نحن جزء من الخطة الوطنية بالتالي نأمل أنه عندما تتوفر كميات اكبر من اللقاحات ان نتمكن لوجستيا من شمول عدد اكبر من اللاجئين للفلسطينيين بالتلقيح لأن الاعداد المتوفرة من اللقاحات ليست كافية والامور اللوجستية فيها نوع من الارباك ، ونأمل ان تتم معالجة هذه الامور قريبا. كما نسعى من الناحية الاقتصادية والاجتماعية لتحسين الخدمات التي نقدمها لأنه حتى الآن هناك جزء لا يستهان به من الدولارات التي تأتي بها الاونروا كمساعدات لا يستفيد منها اللاجىء الفلسطيني بسبب الفروقات بسعر صرف الدولار.

في عيادة الأنروا

وكان لازاريني وصل الى مخيم عين الحلوة صباحاً وامضى فيه ساعات عدة يرافقه مدير عام الأنروا في لبنان كلاوديو كوردوني والمتحدثة الرسمية للاونروا تمارا الرفاعي ومدير الاونروا في منطقة صيدا الدكتور ابراهيم الخطيب والمتحدثة باسم الوكالة في لبنان هدى السمرا ، حيث تفقد برفقتهم عيادة الاونروا الاولى واثنى على جهود موظفيها ووقوفهم في الصفوف الامامية في مواجهة جائحة كورونا .

عرض الصور


عودة الى الصفحة الرئيسية