إختر من الأقسام
آخر الأخبار
غليان وغضب في صيدا على ارتفاع سعر البنزين
غليان وغضب في صيدا على ارتفاع سعر البنزين
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : الخميس ٢٥ تشرين أول ٢٠٢٤

بما يشبه "بروفا" للعصيان المدني ولكن بمفعول رجعي، احتج سائقو سيارات الاجرة في صيدا لساعات على ارتفاع سعر صفيحة البنزين بعدما تجاوزت الـ 300 الف ليرة لبنانية، اقفلوا بعض الطرقات بسياراتهم، وعبّروا عن غضبهم مما آلت اليه اوضاعهم المعيشية، في حراك احتجاجي غاب عن ساحات المدينة منذ فترة طويلة.

الاحتجاج نظّم كفورة غضب في ساحة النجمة، حيث قلب المدينة النابض بالحياة والحركة ومدخل الاسواق التجارية والشارع المؤدي الى المصارف ومحلات الصيرفة وقبالة بلدية صيدا. لم يتمالك كثيرون انفسهم وسط تهديد بالتصعيد فمنعوا باصات الشركة اللبنانية للنقل (الصاوي زنتوت) من التحرك وطلبوا من الركاب المغادرة.

احد السائقين المحتجين لم يجد وسيلة للتعبير عن اعتراضه سوى باخراج ثلاثمئة الف ليرة لبنانية من جيبه، حملها على الملأ مردداً بتأفف "باتت تساوي تنكة بنزين، كنا نصرفها طوال الشهر، من سينتقل بالتاكسي بعد اليوم؟ اولاد الوزراء والنواب والمسؤولين لديهم سياراتهم الفارهة والمواطنون الفقراء و"المعترين" مثلنا لن يستطيعوا دفع الاجرة، الحياة اصبحت ناراً والارتفاع بالسعر مستمر ولن يتوقف وقد يلامس الـ 400 الف في القريب العاجل، انها مسألة وقت لقد خدعوا الشعب، لماذا السكوت عن الغلاء كأنه بات مخدراً ولم يعد يبالي بشيء".

خلال اشهر قليلة ارتفع سعر صفيحة البنزين اضعافاً مضاعفة ليبلغ اليوم سعراً جنونياً، من نحو 25 الف ليرة لبنانية الى 300 الف... والحبل على الجرار، ارتباطاً بسعر برميل النفط العالمي وارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء، وبينهما ازمة ذلت الناس وهم ينتظرون في طوابير طويلة لساعات وايام، احترقت اعصابهم ومعها ما تبقى من اموال في جيوبهم، فارتفعت أجرة التاكسي وباتت الناس تفضّل السير على الاقدام والبحث عن بدائل أوفر.

ويقول السائق مصطفى أبو ظهر لـ"نداء الوطن": "اننا نموت تحت مطرقة ارتفاع النفط العالمي وسندان تحليق الدولار الاميركي، لم نعد قادرين على تعبئة سياراتنا بأكثر من مئة الف في اليوم، نعمل ثم ندفعها ثمناً للبنزين. الناس لم تواصل الانتفاضة الشعبية او العصيان المدني لانها كانت تتلقى من اولادها واقاربها في الخارج مساعدات مالية بالعملة الخضراء، اليوم فقدت قيمتها والامور تتجه نحو عصيان مدني لن تحمد عقباه، لن نستسلم للجوع والتركيع بهدف التوطين والتطبيع، وسنقاوم الازمة المعيشية دفاعاً عن لبنان وهويته وانتمائه".

النقاشات بين السائقين أنفسهم كانت حامية ومختلفة، لا خطة محددة لديهم للاحتجاج ولا حتى قصيرة الامد، مطلبهم ان تدعم الدولة السائقين شهرياً كي تساعدهم على تأمين قوت يومهم، فيما كل شيء متعلق بالسيارات يتم احتسابه بالدولار، من الدولاب الى الباب وبينهما الزيت والفرامل وقطع "الموتير"، وفق ما يؤكد احمد ابو فؤاد، "اليوم بدأت الانتفاضة الشعبية ولكننا نحتاج الى خريطة طريق تكون مؤثرة على المسؤولين كي يسمعوا نداءاتنا قبل الانفجار الكبير".

والانفجار الاجتماعي ذاته حذر منه رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الجنوبي عبد اللطيف الترياقي مؤكداً ان"الانفجار الآتي بحجم التخلي الرسمي عن معالجة الازمات المتراكمة، والسؤال على ماذا يتكل اركان السلطة وكيف سيواجهون هذا الانفجار"؟ داعياً العمال والمستخدمين والفئات المهمّشة "الى التهيؤ لأخذ المبادرة في الايام المقبلة لان هذه الاوضاع لم تعد تحتمل". وخلال الازمة، لم يعدم الناس وسيلة بالبحث عن بديل، بعضهم وضع خطة تقشف قاسية، حذف من قاموسه "الكزدرات" ليصبح التنقل بالسيارة مقتصراً على "مشاوير الضرورة"، بعضهم الآخر اعتمد على الـ 11" اي القدمين في سيره، وبعضهم الثالث لجأ الى استخدام الدراجات الكهربائية او الهوائية ووصل الى استخدام "التوك توك"، فيما كان ملفتاً مشهد معلمة الرياضة ايمان الصباغ وهي تستقل دراجة كهربائية للوصول الى احدى مدارس المدينة لتدريس طلابها.


عودة الى الصفحة الرئيسية