إختر من الأقسام
آخر الأخبار
بعد أن أنجبت في سن السبعين... كيف ينظر الطب إلى هذه الحالة؟
بعد أن أنجبت في سن السبعين... كيف ينظر الطب إلى هذه الحالة؟
المصدر : النهار
تاريخ النشر : الخميس ٢٥ تشرين أول ٢٠٢٤

أحدثت قصة المرأة الهندية جيوفنبين راباري التي أنجبت طفلها الأول في سن السبعين ضجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وتعتبر أكبر امرأة تصبح أماً للمرة الأولى في العالم. بدت هذه الحادثة النادرة خارجة عن المألوف وقد أثارت ردود فعل واسعة بعد أن ظهرت الأم وزوجها البالغ من العمر 75 سنة وهما يحملان طفلهما الذي انتظراه طوال 45 عاماً من الزواج حتى تمكنت من إنجابه في هذه السن بفضل تقنية الإخصاب. فإذا كانت هذه الحادثة صادمة للناس، كيف ينظر إليها الطب اليوم؟

وفق ما يؤكده الطبيب الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد الدكتور بيار نخل، إذ تفاجأ الناس بهذه الحادثة النادرة الحدوث، فمن الناحية الطبية هي مقبولة تماماً ولا تدعو للاستغراب. فهذا الحمل ليس طبيعياً، بل تم من طريق الإخصاب بالتقنيات المساعدة للإنجاب. كما أن البويضة هي من متبرعة في سن صغيرة نسبياً وبالتالي ما من مشكلة من الناحية الطبية ويمكن أن يحصل الحمل. شارحاً: "ليحصل الحمل يؤخذ في الاعتبار بيت الرحم من جهة والمبيض من جهة ثانية. المبيض يتعطّل حكماً بعد سن اليأس وتتوقف الإباضة. أما بالنسبة إلى بيت الرحم فيبقى سليماً ويستمر بالعمل بصورة طبيعية وهذا ما يسمح بحصول الحمل عبر التقنيات المساعدة".

الهرمونات لتنشيط بيت الرحم
يعتبر وجود الهرمونات واللجوء إليها أساسياً لتنشيط بيت الرحم بالدرجة الأولى. وحتى إذا كانت المرأة في سن 70 سنة يمكن ان تسمح الهرمونات بتنشيط بيت الرحم ويتم عندها اللجوء إلى بويضة من سيدة أخرى شابة ليحصل الحمل أياً كان عمر المرأة. هذا ويوضح نخل أن الهرمونات هنا لا تشكل أي خطر على المرأة ويمكن اللجوء إليها من دون قلق.

لكن على الرغم من أن الطب يعتبر هذه الحالة طبيعية ويمكن أن تتم ولا مانع في ذلك، لا ينصح نخل أبداً بحصول الحمل في هذه السن المتقدمة. فإذا كان قد حصل الحمل من الضروري ألا تعمم مثل هذه الحالات. فالحمل في هذه السن يترافق مع مضاعفات خطيرة عديدة، بعيداً من الصحة بين الرحم وإمكان الإنجاب. فيمكن أن تتعرض المرأة عندها إلى مضاعفات عديدة أبرزها السكري وارتفاع ضغط الدم والتجلطات، خصوصاً أن شرايينها لا تعود سليمة كما في سن صغيرة. في القاموس الطبي، هذه المضاعفات لا تمنع حصول الحمل والإنجاب ومن الممكن السيطرة عليها. فمن الطبيعي، أن تخضع المرأة إلى مراقبة طبية مشددة في مثل هذه الحالات، وتكون على علم بما يحمله هذا الحمل من خطورة على صحتها وحياتها، ويمكن للطب التعامل مع هذه المضاعفات وتخطيها.

...الحمل ممكن ولكن
اما بالنسبة إلى احتمال الإجهاض الذي يعتبر عالياً مع التقدم بالسن، يوضح نخل أن هذا لا ينطبق على مثل هذه الحالات لاعتبار أن البويضة من متبرعة شابة وبالتالي يكون الجنين سليماً وما من سبب إضافي لحصول الإجهاض بمعدلات أعلى بكثير مما يمكن أن يحصل مع حامل شابة. فعندما تكون البذرة والبويضة سليمتين لا يرتفع خطر الإجهاض بمعدلات مرتفعة ولو في حال التقدم بالسن، لاعتبار أن مسالة الإجهاض ترتبط بهما لا بسن الحامل بذاتها.

في كل الحالات، وعلى الرغم من هذا الواقع، يبقى ضرورياً عدم تعميم مثل هذه الحالات التي تعتبر خارجة عن الطبيعة لا بسبب المضاعفات المرتبطة بالحمل الذي يعتبر هنا ذا مخاطر، إنما أيضاً بسبب التداعيات النفسية والاجتماعية العديدة التي تترتب عن الإنجاب في هذه السن. وهنا تُطرح علامة الاستفهام حول ما إذا كان منطقياً الإنجاب في هذه السن؟ وإن كان ذلك مقبولاً وممكناً من الناحية الطبية ولا عوائق تمنع حصوله.

عرض الصور


عودة الى الصفحة الرئيسية