إختر من الأقسام
آخر الأخبار
المخيمات الفلسطينية على شفير 'الانفجار الاجتماعي'... هل تعلن 'المجاعة نتيجة الفقر المدقع
المخيمات الفلسطينية على شفير 'الانفجار الاجتماعي'... هل تعلن 'المجاعة نتيجة الفقر المدقع
المصدر : النشرة
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٦ كانون ثاني ٢٠٢٤

دق أبناء ​المخيمات الفلسطينية​ ناقوس "الخطر الداهم" من "الانفجار الاجتماعي"، الذي ينذر بـ"كارثية انسانية" قد تصل الى حدود "المجاعة"، بعدما بدأوا يئنّون تحت وطأة الجوع و​الفقر​ المدقع معا، اثر تضاعف مأساتهم انعكاسا للحراك الاحتجاجي ال​لبنان​ي الذي دخل شهره الثالث، دون أن تلوح في الأفق بوادر حلولقريبة،مع العقبات السياسية التي تحول دون ولادة الحكومة العتيدةبرئاسة حسان دياب، ومع استمرار الأزمة المعيشيّة والاقتصاديّة الخانقة.

وتؤكد مصادر فلسطينية مسؤولة لـ"​النشرة​"، أن جملة من الأسباب المتداخلة تضافرت لتنذر من الانفجار الاجتماعي، وتزيد من معاناة أبناء المخيمات فوق الوصف، وأبرزها عدم نجاح وكالة "الاونروا" بإطلاق "نداء استغاثة" لتقديم المزيد من الدعم المالي لها إستجابة لسد الفوراق في إرتفاع كلفة المعيشة نتيجة الغلاء وإرتفاع الاسعار وفق ما كان متوقعا، وقد برّر المدير العام للوكالة في لبنان كلاودي كودورني السبب، أن الأزمة لا تطال مجتمع اللاجئين الفلسطينيين بعينه، بل هو امتداد للأزمة اللبنانية، ما يعني استحالة اطلاق "نداء استغاثة" خاص بهم، ناهيك عن إرتفاع نسبة البطالة بعد توقيف العشرات من أبناء المخيمات عن العمل بسبب إقفال المؤسسات أو إفلاسها أو تخفيض عدد العمال، فإزداد الفقراء فقرا، في ظل عجز القوى والفصائل والجمعيات الفلسطينية عن تأمين البديل.

وتعانيالمخيمات الفلسطينية منذ سنوات من الفقر المدقع، وقد فاقممن تداعياتها "الامن الهشّ" في بعضها والأحداث الأمنيّة المتنقلة في بعضها الآخر، والتي دفعت بالكثير من أبنائها وعائلاتها الى الهجرة بهدف الخلاص من الواقع المؤلم.

في المقابل، تقدمت المباردات الانسانية والخيرية لبعض القوى والجمعيات الفلسطينية تحت شعار "التكافل الاجتماعي" بهدف تجاوز المرحلة بأقل الخسائر الممكنة، اذ حرصت وكالة "الاونروا" على دفع رواتب موظفيها بالدولار الاميركي للمرة الاولى، ووقّعت عقدا مع أحد المصارف لهذه الغاية، في محاولة لتعويض الموظفين من الفروقات بين سعر صرف الدولار الرسمي 1515 ليرة لبنانية وصرفه في السوق السوداء حيث وصل الى 2400 ليرة لبنانية، كذلك "منظمة التحرير الفلسطينية" التي قبضت رواتب عناصرها وموازنتهم بالدولار للغاية ذاتها، بينما عمدت جمعيّات وفصائل الى تقديم مساعدات ماليّة ومؤن بهدف التخفيف من اوجاعهم وخاصة التيار الاصلاحي في حركة "فتح" بقيادة اللينو"، حركة "حماس" وجمعية "عمل تنموي بلا حدود-نبع".

وفيما إستغربت أوساط فلسطينية التحرك السياسي الجماعي الخجول للقوى والفصائل الفلسطينية والذي ترجم بعدم عقد أيّ اجتماع موسع لـ"هيئة العمل الفلسطيني المشترك" في لبنان–"القيادة السياسية الموحدة" لوضع "خطة طوارىء موحدة" او تشكيل "خلية أزمة" لمواجهة التداعيات السلبية، علمت "النشرة" ان سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، بحث مع مدير "الاونروا" كوردوني سبل مواجهة الازمة الانسانية والمعيشية لأبناء المخيمات، قبل الوصول الى "نقطة اللاعودة"-"المجاعة"، فيما حذّر ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان إحسان عطايا، من خطر "الانفجار الاجتماعي" داعيا الوكالة إلى "إغاثة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من أوضاع اقتصاديّة قاسية، قد تكون في ذروتها الآن، وهي تتجه نحو الانفجار، بسبب تأثرهم بشكل كبير بالوضع الاقتصادي الخانق الذي يشهده لبنان"، كاشفا "اننا أبلغنا مدير "الأونروا"كوردوني في زيارتنا الاخيرة له، بأن مخيماتنا تشهد كارثة ويجب التعامل معها كما الكوارث الطبيعية، وعلى إدارتكم أن تقوم بخطة إنقاذية عاجلة وتشكل "خلية أزمة" تجاه المخيمات الفلسطينية، وأن تنقل الصورة الحقيقية عن واقع المخيمات، وعليها أيضاً التوجَه إلى المؤسسات الدولية، والدول المانحة وغيرها لتقديم المساعدات في أسرع وقت ممكن".

بينما وجَّه الناطق بإسم "عصبة الأنصار الإسلامية" الشيخ أبو شريف عقل نداء، دعا فيهِ الناس للبحث في مُجتمعنا عن الجوعى المتعفِّفين من جيران وأقارب الذين لا يملكون ثمن رغيفِ الخُبز ولا حتى قُوتَ يومهم ولا يعلم بهم إلاَّ الله، نتيجة الوضع المعيشي الصعب الذي يعانيه الناس وسط ارتفاع أسعار السِّلع والبضائع بشكل جنوني ومُتسارع مع فقدان السُّيولة وارتفاع مستوى البطالة وقلة الأشغال، متوجهاً لأصحاب المحلات التجارية وغيرهم بأن يرحموا أهلنا في البيع ويكسبوا القليل، وإلى أهلنا عليكم فقط بشراء ما تحتاجونه من الضروريات وليس الكماليّات، وتوجه إلى الميسورين وأصحاب الأيادي البيضاء في بلاد الاغتراب بأن يكونوا عوناً للناس ويقدّموا ما يستطيعوا لأنّ الوضع الراهن بات لا يحتمل ويُبادروا للقيام بخطوات تكافلية داخل المجتمع.


عودة الى الصفحة الرئيسية