إختر من الأقسام
صيدا |
لبنان |
شؤون فلسطينية |
عربي ودولي |
مقالات وتحقيقات |
صحة وطب |
تكنولوجيا |
مشاهير وفن |
المرأة والرجل |
منوعات |
رياضة |
إقتصاد وأعمال |
ثقافة وأدب |
صور وفيديو |
إعلانات |
آخر الأخبار |
- جمعية تجار صيدا وضواحيها أعلنت فتح الأسواق ليلاً بدءاً من الإثنين وحتى ليلة عيد الفطر
- إيجابيّات موسم الأعياد... هل تطال الفنادق؟
- لاعتراض جسم مشبوه... اسرائيل تفعل الدفاعات الجوية في صفد
- هدّاف النادي التاريخي... هاري كين يعود إلى توتنهام
- بشأن رفح.. تحذير من بلد عربي لإسرائيل
- فشل استراتيجي عميق.. الحزب يدبّ الرعب في الشمال الإسرائيلي
- الحرب مستمرّة… ونتنياهو يلتفّ على قرار مجلس الأمن
- الصحة بغزة: ارتفاع القتلى جراء القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 32552 بالإضافة إلى 74980 جريحا
- الدفاع المدني: شهداء الامس لا ينتمون الى الدفاع المدني كجهاز من أجهزة وزارة الداخلية والبلديات
- ميقاتي غادر بيروت اليوم متوجهاً إلى السعودية لأداء مناسك العمرة
الحجر في صيدا القديمة... على أنغام الكلارينيت |
المصدر : علي حشيشو - الأخبار | تاريخ النشر :
31 Mar 2020 |
المصدر :
علي حشيشو - الأخبار
تاريخ النشر :
الخميس ٢٨ أذار ٢٠٢٤
لم يعهد أهل صيدا القديمة أن يُحجروا في منازلهم ويُحظر تجوالهم في الأزقة التي يحيون ويعملون ويتسامرون فيها. في الأيام الاستثنائية التي تعيشها المدينة الجنوبية للمرة الأولى منذ الاجتياح الإسرائيلي في عام 1982، تتزاحم المبادرات الأهلية والفردية في إطار التكافل الاجتماعي والتضامن الإنساني. الموسيقي وعازف الكلارينيت، طارق بشاشة (الصورة)، اختار أن يتضامن مع المحجورين ليس بصندوق إعاشة أو دواء أو تعقيم وكمامة، بل بالموسيقى.
لم يألف أهل البلد أن تصدح الأنغام وتغلب على أصوات الباعة وشجار أفراد العائلة أو أطفال الحي وزحام الفقراء المقيمين والزوار. ابن البلد فعلها في «التخاريق» (الأزقة باللهجة المحلية)، التي ولد ونشأ فيها. كالمسحراتي، نزل بشاشة في الليل يتنقل بين مداخل البيوت. ولأنه يعرف سكانها، بات ينادي عليهم بأسمائهم: «يا أبو سعيد احجر نفسك وما تبهلل»، «خليك بالبيت أوعى تضهر من البيت» و«الله بيعينك ع أم سعيد للضرورة أحكام».
ولم يتورّع عن نهر من صادفه في الزقاق مطلقاً بوجهه عتاباً صيداوياً معروفاً: «روو (روح) انضب ببيتك».
متنقلاً من حي مار نقولا إلى الكشك ثم السبيل فرجال الأربعين، مشى طارق ينفخ نفَسه في الآلة العجيبة. تترجمها نغمات خفيفة على السمع، بعثت بعضاً من الترفيه والتسلية والمواساة للمحجورين بين الجدران. البعض خرج إلى الشرفات ليتلقّف النغمات ويصفّق لعازفها، مقدّراً مبادرته. وبرغم تجواله، يحاول بشاشة أن يقدّم نفسه كنموذج للوقاية. هكذا، يرتدي قفّازات وكمّامة، يضطر لإزاحتها خلال العزف. الأب لثلاثة أطفال ملتزمين بالحجر المنزلي، يقرّ بأنّه غامر بالخروج، لكن من أجل زرع بسمة لأهله ولمؤانسة كبارهم وصغارهم.
لم يألف أهل البلد أن تصدح الأنغام وتغلب على أصوات الباعة وشجار أفراد العائلة أو أطفال الحي وزحام الفقراء المقيمين والزوار. ابن البلد فعلها في «التخاريق» (الأزقة باللهجة المحلية)، التي ولد ونشأ فيها. كالمسحراتي، نزل بشاشة في الليل يتنقل بين مداخل البيوت. ولأنه يعرف سكانها، بات ينادي عليهم بأسمائهم: «يا أبو سعيد احجر نفسك وما تبهلل»، «خليك بالبيت أوعى تضهر من البيت» و«الله بيعينك ع أم سعيد للضرورة أحكام».
ولم يتورّع عن نهر من صادفه في الزقاق مطلقاً بوجهه عتاباً صيداوياً معروفاً: «روو (روح) انضب ببيتك».
متنقلاً من حي مار نقولا إلى الكشك ثم السبيل فرجال الأربعين، مشى طارق ينفخ نفَسه في الآلة العجيبة. تترجمها نغمات خفيفة على السمع، بعثت بعضاً من الترفيه والتسلية والمواساة للمحجورين بين الجدران. البعض خرج إلى الشرفات ليتلقّف النغمات ويصفّق لعازفها، مقدّراً مبادرته. وبرغم تجواله، يحاول بشاشة أن يقدّم نفسه كنموذج للوقاية. هكذا، يرتدي قفّازات وكمّامة، يضطر لإزاحتها خلال العزف. الأب لثلاثة أطفال ملتزمين بالحجر المنزلي، يقرّ بأنّه غامر بالخروج، لكن من أجل زرع بسمة لأهله ولمؤانسة كبارهم وصغارهم.
Tweet |