إختر من الأقسام
آخر الأخبار
عن كواليس التحضيرات لتظاهرة 'السادس من حزيران'
عن كواليس التحضيرات لتظاهرة 'السادس من حزيران'
المصدر : مارون ناصيف - النشرة
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ حزيران ٢٠٢٤

على مدى أيام وأيام، لم تتوقف مجموعات 17 تشرين الأوّل عن عقد الإجتماعات لإتخاذ القرار المناسب حيال تظاهرة ​ساحة الشهداء​ التي إنطلقت الدعوات لها من تنسيقيات المناطق وسرعان ما ركبت الأحزاب موجتها. إجتماعات تركزت نقاشاتها حول شكل التظاهرة ومضمون شعاراتها. في الشكل إعترضت مجموعات عدّة على فكرة التظاهر جنباً الى جنب مع الأحزاب، كـ"​الكتائب​" و"سبعة". وفي الشكل أيضاً طرحت إقتراحات عدة بالتظاهر ولكن في ساحات اخرى غير ساحة الشهداء. اما الإعتراض الأكبر فكان على الشعارات، إذ تشير المصادر الى أن مطلب ​الإنتخابات النيابية​ المبكرة الذي يشكل أساس دعوة الكتائب و"سبعة" الى التظاهر ليس أولوية في هذه المرحلة بالنسبة الى "محتجّي 17 تشرين الأول"، لأن أي إنتخابات ستجرى على أساس القانون الحالي لن تغيّر إلا القليل القليل على صعيد تركيبة ​المجلس النيابي​، وهذا ما لا تتمناه المجموعات التي نزلت الى الشارع ل​تحقيق​ التغيير. أكثر من ذلك ترى المجموعات التي تعتبر نفسها عصب الإحتجاجات أن المطالبة بإنتخابات نيابية مبكرة فوراً ومن دون تغيير القانون، تكشف نيّات بعض من حاول منذ اليوم الأول ان يركب موجة الحالة الشعبية الرافضة للواقع لغايات سلطويّة ولمكاسب شخصيّة لا أكثر ولا أقل. اما الضربة الأكبر التي تلقّاها التحرك يقول ناشطون بارزون في المجموعات، فهي الدعوات التي نسفت الشعارات المطلبيّة والشعبيّة وإستبدلتها بشعار تطبيق ​القرار 1559​ ونزع سلاح "​حزب الله​". هذا الشعار جعل مجموعات كثيرة تحسم خيارها بعدم المشاركة في التظاهرة لأسباب عدّة:

أولًا-غضّ النظر عن الأزمات التي يعيشها المواطن من حجز ودائعه في المصارف، الى غلاء الأسعار بشكل فاحش، وصولاً الى البطالة وخسارة مئات الآلاف من اللبنانيين لأعمالهم ورواتبهم.

ثانيًا-طرح مشكلة لا يمكن حلّها بهذه الطريقة، أي عبر الشارع لأن طرحها سيعيدنا بالمشهد الى معادلة شارع مقابل شارع. أضف الى هذه الأسباب، ان مجموعات عدة في المظاهرات، تدور في الفلك السياسي لما كان يعرف بفريق "8 آذار"، ما يعني أن شعاراً كالشعار المطروح بنزع سلاح "حزب الله" سيستفزها ويجعلها تنسحب من المشاركة في التظاهرة وهذا ما حصل فعلاً.

نقاشات وضعت الناشطين أمام خيارين، إما مقاطعة التظاهرة والنزول الى الشارع في يوم آخر، وهذا ما كان يمكن أن يترك الساحة للأحزاب، وإمّا النزول والمشاركة ولكن بشعارات مختلفة كتلك التي إنطلقت منها المظاهرات في 17 تشرين الأوّل من العام الماضي، وهذا الخيار كان الأكثر تأييداً بين المجموعات عندما وصلت الأمور الى التصويت، الذي أدى الى مشاركة مجموعات كثيرة في التظاهرة، بقي من بينهم من لا يزال رافضاً للمشاركة كـ"مواطنون ومواطنات في دولة" و"طلعت ريحتكم" و"تجمّع إئتلاف بناء الدولة، مجموعات اخرى. تظاهرة يبقى الحكم عليها متروكاً الى ما بعد السادس من حزيران.


عودة الى الصفحة الرئيسية