إختر من الأقسام
آخر الأخبار
الأزمة اللبنانية بحاجة لتسوية دولية ولكن...!
الأزمة اللبنانية بحاجة لتسوية دولية ولكن...!
المصدر : فادي عيد - ليبانون ديبايت
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ تموز ٢٠٢٤

بعد تراجع أسهم التغيير الحكومي، كشفت معلومات سياسية عن السيناريو الذي كان مطروحاً ولم ينجح على هذا الصعيد، وحيث أن الجميع في الأيام الماضية كان في صورة ما يجري من اتصالات ولقاءات بعضها في العلن، إضافة إلى لقاءات ذات أهمية حصلت بعيداً عن الأضواء، وتمحورت برمتها حول إيجاد المخارج لدفع الحكومة إلى الإستقالة، وتشكيل حكومة إجماع وطني أو حكومة إنتقالية تتولى إعداد قانون إنتخابي وإجراء انتخابات نيابية، في حين أن البعض كان يشدّد على أن تلي الإنتخابات النيابية إنتخابات رئاسية، وتحديداً بعد المواقف التي صدرت عن مرجعيات رسمية سياسية وروحية، غمزت من قناة العهد وإخفاقاته، وهذا ما يؤمن الأرضية الصلبة للتغيير الرئاسي، بعدما كان يعتبر خط أحمر أكان في عهد الرئيس الأسبق إميل لحود، وصولاً إلى العهد الحالي.

وأوضحت المعلومات، أن هذه الإتصالات جرت بالتنسيق والتواصل مع عواصم القرار واستمزاج موقفها، خصوصاً مع الفرنسيين الذين يحبّذون هذا التغيير، على اعتبار أنهم يدركون أن الحكومة الحالية لا يمكنها أن تنجز أي خطة اقتصادية وإصلاحية وأن تحظى بثقة المجتمع الدولي، وبالتالي، فهي لا تملك الخبرة في مواجهة الأزمات السياسية والمالية والإقتصادية، ومن هنا، جاء بيان الخارجية الفرنسية متناغماً مع المطالبة بالتغيير الحكومي وإعادة إنتاج سلطة سياسية جديدة في لبنان.

وعلى هذه الخلفية، سيزور وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان بيروت، من أجل جسّ نبض المسؤولين السياسيين حول التغيير الحكومي والوقوف على الوضع اللبناني عن كثب، وإن كانت هذه الزيارة لم تُحسم بعد، لكنها واردة بعدما شكّلت الأزمات والتطورات في لبنان قلقاً لدى الإتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بشكل عام، ومن الممكن أن يحمل لودريان معه صيغة لحل المعضلة اللبنانية، أو ما يشبه التحضير لمؤتمر ترعاه فرنسا على غرار "سان كلو"، باعتبار أنه من الصعوبة في هذه الأجواء الإنقسامية والخلافية على الساحة اللبنانية أن يتم التوافق على دعم لبنان قبل الشروع في تقريب المسافات بين الزعامات والقيادات المنتمية لهذا المحور وذاك.

وبناء على هذه المعطيات، فإن هذه الأجواء الحكومية تبقى معلّقة بين التغيير واستمرار الحكومة نظراً لصعوبة التوافق على من يخلف الرئيس حسان دياب، وعندئذٍ يدخل البلد في فراغ حكومي، وهذا ما يثير المخاوف في ظل الضغوطات التي يرزح تحتها اللبنانيون، وصولاً إلى غياب المساعدات من الدول المانحة، وهذا يسبب مزيداً من الإفلاس والإنهيار المالي والإقتصادي، لذلك، فإن إنقاذ البلد لا يمكن أن يأتي من خلال توافق قياداته وزعاماته ومسؤوليه، إذ أكدت المعلومات، أنه يبدو جلياً أن الحل يكمن من خلال تسوية دولية، قد تكون باريس أحد أقطابها لأنها تبقي على قنوات تواصل مع طهران، بحيث يمكنها لعب دور في هذا الصدد، وبالتالي، فان الدور الفرنسي كان يحظى دوماً بتفويض من واشنطن، ومن ثم مباركة من موسكو وبريطانيا، ولكن ظروف المرحلة الراهنة مختلفة كلياً عن الظروف التي أدّت إلى تسوية "الدوحة" و"سان كلو"، وما فشل طاولة بعبدا الحوارية الأخيرة ومقاطعتها من قبل مكوّنات أساسية، إلا دليل على عمق الإنقسام الداخلي، بالاضافة الى أن الأزمات في معظم دول العالم التي نجمت عن "كورونا" على وجه الخصوص، وما رتّبت من خسائر وانهيارات إقتصادية دفعتها الى عدم الإهتمام بالملف اللبناني كما كان يحدث في مراحل سابقة، وهذا ما ستتوضح معالمه خلال الأيام القليلة المقبلة ليبنى على الشيء مقتضاه على الصعيدين المحلي والدولي.


عودة الى الصفحة الرئيسية