إختر من الأقسام
آخر الأخبار
ترامب يتباهى بمناعته ويراهن على الاقتصاد
ترامب يتباهى بمناعته ويراهن على الاقتصاد
المصدر : جولي مراد - نداء الوطن
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ تشرين أول ٢٠٢٤

رغم جنوح معظم استطلاعات الرأي المحلية الى إعطاء منافسه تقدماً ملحوظاً عليه، لا يبدو الرئيس الاميركي دونالد ترامب قلقاً. ليس ذلك بمستغرب. فمع رجلٍ من قماشته توقع كلّ ما لا يخطر على بال، فأنت أمام سيّد "غير تقليدي"، يتفوّه بما لا يُنطَق به عادةً عُرفاً أو حياءً، فلا يتوانى عن وصف المرشحة لمنصب نائبة رئيس عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس بالـ"مسخ" وإنزال صفة "المعتوه" بخصمه. كل الموبقات السلوكية مباحة وهو بذلك نصّب نفسه ملك "المفاجآت" وطبعاً "التغريدات الصادمة". ولعلّ الرجل يستمدّ قوته الفعلية من قدرته على إبقاء شعلة "الاستعراض" في لهيبٍ دائم.

وفي استثمارٍ جديد لـ"المهرجان الكوروني"، يتباهى ترامب باكتسابه "مناعةً" ضدّ الفيروس الفتاك. لا يخفي بهجته لاقتراب لحظة مقارعة خصمه الديمقراطي جو بايدن في المناظرة الثانية التي كانت مرتقبة في 15 من الشهر الجاري، وألغتها اللجنة لرفض ترامب الحوار الافتراضي تخوفاً من "عدوى محتملة" يسببها الرئيس.

ومع إعلان طبيبه شون كونلي شفاءه التام بحيث "لم يعد يُعتبر مصدراً محتملاً لانتقال عدوى كوفيد-19"، زاد إصرار ترامب على قيام المناظرة في أطرها التقليدية، علماً أنّ غموضاً مريباً يخيّم على وضع الرئيس الصحي مع غياب مطلق للشفافية ورفضٍ لفريقه الطبي إعلان موعد آخر فحص "سلبيّ" أجراه للفيروس. وفي تشويقه لجمهوره، كمن يحضّر لجولة ملاكمة حماسية، يؤكد المرشح الجمهوري لقاعدته أنّ ظنّه لن يخيب في قدراته كـ"رجلٍ خارق" مقارنةً بـ "جو النعسان": "لديكم رئيس لا يحتاج للاختباء في قبو منزله". ولزعزعة المصداقية التي حققها بايدن في الاسابيع الماضية والتي انعكست بارتفاع رصيده في الاستطلاعات، حاول ترامب إثارة الشكوك في صحة خصمه: "إذا نظرتم إلى جو يوم السبت كان يعطس بشكلٍ فظيع. كان ممسكاً بكمامته طوال الوقت ويعطس. لا أعرف ما يعني ذلك لكن الإعلام لم يتحدّث عن الأمر كثيراً".

ويتقدّم بايدن على ترامب بنحو عشر نقاط في معّدل الاستطلاعات على صعيد البلاد عموماً، علماً أنه عزّز تقدّمه في نوايا التصويت بالولايات الحاسمة انتخابياً. وكتكتيكٍ لمواجهة هذه الأرقام ينهل ترامب من ماضيه مذكّراً بما حقّقه من مفاجأة في العام 2016 بفوزه بالرئاسة على الرغم من استطلاعات أكيدة بتقدّم منافسته هيلاري كلينتون. والتاريخ سيعيد نفسه، وفق ترامب الذي استعاد في تغريدة مقولة اختصاصي الإحصاءات الانتخابية نايت سيلفر الشهيرة: "فوز ترامب في العام 2016 كان أكبر صدمة سياسية في حياتي". ولا شكّ في أنّ وسائل الاعلام تتعامل بحذرٍ فائق مع نتائج الاستطلاعات، فهي لا تريد أن تلدغ من جحر مرتين، فيتكرر معها ما حصل إبان انتخابات 2016 حين أخطأت التقدير الى حدّ بعيد.

ويستأنف ترامب جولاته الانتخابية بوتيرةٍ مكثفة، فهو يزور ولايات فلوريدا اليوم وبنسلفانيا غداً وأيوا الأربعاء.

ولتسجيل مزيد من النقاط يحاول ترامب اقتناص فرصٍ اقتصادية كرهانٍ محوري لمعسكره مع اتساع الفارق في استطلاعات الرأي بينه وبين بايدن، إذ أكد مستشاره لاري كودلو أنّ خطة إنعاش الاقتصاد الذي اقترحه البيت الأبيض على قدمٍ وساق، وأنّ الإدارة ترغب في إقرار تدابير موجّهة لمساعدة قطاعات متضررة من الوباء كالنقل الجوي والشركات المتوسطة والصغيرة.

وعقب أسبوع من المماطلة، رفعت إدارة ترامب قيمة برنامجها المقترح لتحفيز الاقتصاد إلى 1800 مليار دولار على أمل التوصل إلى اتفاق مع الديموقراطيين، قبل أقل من أربعة أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية.

من جهتها اعتبرت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي أنّ المقترح الجديد يمثل "خطوة الى أمام وخطوتين الى وراء"، فيما وصفته المسؤولة التي تتفاوض حول الملف مع وزير الخزانة ستيفن منوتشين بأنه "غير كافٍ". ومع أنّ بيلوسي عبّرت امام أعضاء مجلسها من الديموقراطيين عن "وجود خلافات حول كثير من الأولويات" إلا أنّها أشارت في الوقت نفسه الى أنّها "متفائلة".

وبإلإضافة إلى الديموقراطيين، يرفض كثير من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين اقتراح البيت الأبيض باعتباره "مبالغاً" فيه. وكشف الجمهوريون تحفظاتهم خلال مؤتمر عبر الهاتف مع منوتشين ومدير مكتب ترامب مارك ميدوز. وحذر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل من أن التوصل إلى اتفاق "غير مرجح في الأسابيع الثلاثة المقبلة".


عودة الى الصفحة الرئيسية