إختر من الأقسام
آخر الأخبار
بعدما أعطى ابنته للجيش لعجزه عن تأمين الطعام لها... هذا ما قاله الوالد
بعدما أعطى ابنته للجيش لعجزه عن تأمين الطعام لها... هذا ما قاله الوالد
المصدر : أسرار شبارو - النهار
تاريخ النشر : الخميس ١٨ كانون ثاني ٢٠٢٤

صورة طفلة تركها والدها مع الجيش خلال احتجاجات طرابلس، لعدم قدرته على تأمين أبسط حاجاتها، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي... صورة تحمل في طياتها آلآف المعاني والحكايات والوجع والمرارة المخبأة خلف جدران المنازل... علامات استفهام عدة طرحها ناشطون عن مصير الصغيرة وما حلّ بوالدها، منهم من شعروا بمأساته ومنهم من لامه، مشددين على ضرورة تحمّله مسؤوليته مهما جارت عليه الظروف، ومهما شعر بتعب من ضيق الحال، ليحسم الوالد الجدل في حديث لـ"النهار" أوضح خلاله ما الذي دفعه إلى اتخاذ هذه الخطوة.

رسالة ليس أكثر

"هي رسالة للمسؤولين، أنّ أهل طرابلس بشكل خاص، واللبنانيين بشكل عام موجوعون، جاعوا من دون عمل، وزاد الإقفال العام الطين بلّة". بهذه الكلمات برّر حسن ياسين ما أقدم عليه ليل أمس، مضيفاً: "أردت القول أنّه بإمكاني البقاء وزوجتي من دون طعام، لكن ابنتي تولين، التي تبلغ من العمر الثلاث سنوات وشهرين، لا يمكنها تحمّل الجوع. لا أريد أن يقدّم أحد المساعدة لي، بل كلّ ما أطلبه هو عمل أستطيع من خلاله أن أؤمّن قوت عائلتي بعرق جبيني. أرضى بالعمل اليومي، لكن أرفض أن يقال لي ابقَ في المنزل من دون أن أستطيع شراء ربطة خبز، فبين الموت بكورونا والموت جوعاً، أفضل الموت بالفيروس".

وجع كبير

منذ 15 سنة، وابن الميناء يستأجر سيارة تاكسي للعمل عليها. قال: "منذ فترة، توقّف العمل، كما حال معظم الشباب في لبنان بسبب الأزمات التي يمر بها البلد، وارتفعت الأسعار بشكل خيالي، فكيف عساي أن أتدبّر أموري؟! حتى ناطور مبنى، لا أمانع من العمل، فكل ما أطمح إليه ألا تجوع عائلتي". وعن المدة التي بقيت فيه ابنته مع الجيش، أجاب: "نحو ساعة، أعطيتهم إياها وأطلعتهم أنه لم يعد باستطاعتي إطعامها. قلتُ لهم: تريدونني أن أبقى في المنزل، فلا مانع لدي. أبقوا الطفلة في عهدتكم. أمّنوا الطعام والشراب لها، وحين أجد عملاً آتي وآخذها. ومن ثم ابتعدتُ عنهم، إلا أنني بقيت في الساحة إلى حين قدِم مقدم في الجيش، استفسر مني عن الموضوع، وقال لي: كلنا موجوعون وطلب مني استعادتها".

وفيما إن جرى توقيفه، بحسب ما تداوله البعض، نفى حسن ذلك، وهو ما أكده مصدر أمني لـ"النهار"، حيث أشار إلى أنّ الأمر لم يتعدَ سوى إعطاء الوالد طفلته للجيش لبعض الوقت قبل استعادتها من دون أن يتم توقيف الوالد، أو فتح تحقيق بالموضوع. وعما إن أدركت الفتاة ما حصل معها، أجاب حسن (40 سنة): "حين عاودت رؤيتي وحملتها بين ذراعي، حضتني وبدأت بالبكاء ومن ثم عادت الأمور إلى طبيعتها".


عودة الى الصفحة الرئيسية