إختر من الأقسام
آخر الأخبار
مقاومة المضادّات الحيويّة أكثر فتكاً من كورونا... واللقاح ضروري!
مقاومة المضادّات الحيويّة أكثر فتكاً من كورونا... واللقاح ضروري!
المصدر : نور مخدّر - النهار
تاريخ النشر : الجمعة ٢٦ أذار ٢٠٢٤

مقاومة المضادات الحيويّة أزمةٌ ستودي بحياة 10 ملايين فرد عام 2050، وستكون القاتل الأول في العالم، وفق منظمة الصحة العالمية. كارثةٌ صحية ستكلف اقتصادات الدول أكثر من تريليون دولار، ما سيوّلد أزمة صحية، لا سيما مع ارتفاع أسعار الخدمات الصحية، بحسب ما أعلن المسؤول الوطني للجنة القائمة عن الصحة العامة في اللجنة الدولية لطلبة الطب في لبنان (LeMSIC)، ‎جوزيف حولي، في حديث الى "النهار العربي" حول خطورة الوضع الصحي.

من هنا، تأتي أهمية اتخاذ الإجراءات الصارمة لضمان الاستخدام الفعال والمناسب لهذه المضادات إضافة إلى استحداث علاجات جديدة. ولعلّ هذه المشكلة العالمية، قد ترتكز أكثر في المناطق العربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بسبب سوء استخدام المضادات الحيوية على مستوى الفرد والقطاع الصحي والقطاع العام. فكيف زاد فيروس كورونا من وطأة استخدام هذه المضادات؟ وماذا عن أسبابها؟

أولاً- ما المقصود بمقاومة مضادات الميكروبات؟
تشمل مضادات الميكروبات جميع المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات. وتعدّ أدوية تُستعمل للوقاية من الالتهابات التي تصيب الإنسان والحيوان والنبات ولعلاجها.

في السنوات الأخيرة، ظهرت مشكلة جديدة في الوضع الصحي نتيجة مقاومة مضادات الميكروبات. وذلك نتج من تغييرات على البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات بمرور الزمن. وبالتالي، أصبحت أقل استجابةً للأدوية، ممّا يصعّب علاج الالتهابات ويزيد خطورة انتشار الأمراض والاعتلالات الوخيمة والوفيات.

وبناءً على ذلك، باتت المضادات الحيوية والأدوية الأخرى المضادة للميكروبات غير نافعة بفعل مقاومة الأدوية.

ثانياً- ما أسباب تفاقم هذه المشكلة الصحية؟
برأي حولي، أنّ عوامل عدّة ساهمت في ازدياد مقاومة المضادات الحيوية، ويمكن تحديدها، بالنقاط التالية:

أولاً- الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية من دون مراجعة طبيب. كذلك، غياب المراقبة على الصيدليات.

ثانياً- دخول هذه المضادات إلى جسم الإنسان نتيجة إما استخدام هذه المضادات للحيوانات، أي وجودها في مختلف أنواع اللحوم والدجاج، وإما في المياه الجوفية، بسبب تسربها عند تصنيع شركات الأدوية لها.

ثالثاً- عدم الالتزام بالارشادات الطبية عند تناول المضادات الحيوية، على سبيل المثال: يصف الطبيب للمريض مضاداً حيوياً لمدة 10 أيام. في اليوم السابع، عندما يشعر بتحسن، يوقف المريض من تلقاء نفسه الدواء، ما يؤدي إلى بقاء الكميات القليلة من هذه الجرثومة لديه، ومن ثمّ تكاثرها من جديد.

من هنا، تأتي أهمية معالجة كل سبب من هذه الأسباب للتخفيف من الاستعمال اللاوعي لها، إضافة إلى دور الدول في وضع سياسات صحية ترتبط بهذه المشكلة وفرض المراقبة الشديدة من قبل المراجع الطبية. إلى ذلك، تعدّ توعية المواطن والمزارع عاملاً أساسياً في ترشيد استخدام المضادات الحيوية أو إيجاد البديل عنها.

ثالثاً- مقاومة المضادات توازي خطر كورونا
ولّد وباء كورونا مشكلةً جديدة في تفاقم استخدام المضادات الحيوية التي لا تقي ولا تشفي منه. وذلك لأنّ المضادات الحيوية لا تقضي على الفيروسات، بل تكافح العدوى البكتيرية، وفق حولي. إلى ذلك، يعود أصل مرض كوفيد-19 إلى الفيروس، وبالتالي، لا تنفع المضادات الحيوية في معالجته.

وفي ما يتعلق بوصف هذه المضادات لمصابي كورونا، أوضح المسؤول الوطني للجنة القائمة عن الصحة العامة أنّ الأطباء في المستشفى قد يلجأون إلى المضادات الحيوية للمصابين بمضاعفات كوفيد-19 لمعالجة عدوى بكتيرية ثانوية أو الوقاية منها، أي في حالات طبية محددة. لذا، ينبغي تقيد المصاب بتعليمات الطبيب لدى استعمال المضادات الحيوية لعلاج حالات العدوى البكتيرية.

وحول أهمية تلقي لقاح كورونا، أشار حولي إلى إنّ تلقي اللقاح يقي من البكتيريا، ويؤخر من مقاومة المضادات الحيوية، تحت قاعدة: "من يتلقى اللقاح، تنخفض لديه الاصابة بالأمراض. وعند التقاط العدوى، لا يحتاج إلى علاج قائم على مضادات حيوية"، مضيفاً أنّ التلقيح يجب أنّ يشمل الكائنات الحية أي الانسان والحيوان والنبات، وليس فقط من فيروس كورونا بل من كل الأمراض الأخرى.

خطرُ المضادات الحيوية يتفاقم بسرعة، ما ينذر بكارثة صحية أخرى في العقود المقبلة، لا سيما بعد إعلان الاتحاد الدولي لمصنعي الأدوية أنّ البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية المستخدمة، باتت تلقي بثقلها وتتسبب بخسائر فادحة. مع العلم أنّ نحو 700 ألف شخص في العالم يموتون سنوياً بسبب مقاومة المضادات الحيوية.


عودة الى الصفحة الرئيسية