إختر من الأقسام
آخر الأخبار
الفقر والغلاء ينغّصان بهجة رمضان وأزمة اللحوم في صيدا بين الاحتكار والاقفال
الفقر والغلاء ينغّصان بهجة رمضان وأزمة اللحوم في صيدا بين الاحتكار والاقفال
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ نيسان ٢٠٢٤

ينغّص الغلاء على الصيداويين صومهم في شهر رمضان الفضيل، تغيب عن موائد إفطارهم اليومية قسراً اصناف كثيرة من الطعام والشراب بسبب ارتفاع الاسعار ارتباطاً بالدولار، وفي خضمّ الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، تضاف اليها جائحة كورونا التي قيّدت حركة عبادتهم صلاة وقياماً في المساجد كما جرت العادة في السنوات الماضية.

ويجمع الصيداويون على ان رمضان يأتي هذا العام مختلفاً مع الفقر والعوز، وطول أمد التعبئة العامة وحالة الطوارئ الصحّية جرّاء "كورونا" والتي لم تراع احتياجات الناس في تأمين قوت يومها، مع المماطلة في تأليف حكومة وطنية ترعى شؤون البلاد والعباد وغياب الضمانات للمواطن وجشع بعض التجّار وتفلّت الاسعار واختلافها من دكان الى دكان.

ويقول الحاج محمد اليمن "ابو علي": "لقد سرقت الازمات المتلاحقة بهجة رمضان، وباتت متطلّباته المعيشية الخاصة تشكّل عبئاً على غالبية ابناء المدينة، حيث تغيب عن منازلهم الضروريات بعد الاستغناء عن الكماليات، ولكنّنا في هذا الشهر الفضيل ندعو الله أن يرفع عنّا البلاء والوباء والغلاء وأن تتشكّل الحكومة سريعاً لانقاذ لبنان من الانهيار الكبير".

وصيدا التي اعتادت ان تستقبل رمضان كل عام بالزينة والاضواء، تكاد تغيب عنها، غير ان بلدية صيدا حرصت على نصب بعضها في ساحة "النجمة" وعند "تقاطع ايليا" ترحيباً، واستبدلت بدعوات الى رفع منسوب التكافل الاجتماعي، وِفق ما يؤكد مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان الذي خاطب ابناء المدينة كعائلة صيداوية واحدة، قائلاً: "كنّا وما زلنا نحرص على التكافل والتكامل الاجتماعي والانساني... هذا رمضان يطلب من الغني أن ينظر الى الفقير فيعطيه من دون منّة، والكبير يعطف على الصغير فيساعده من دون رياء وتشهير، رمضان لا يريد أن يرى أرملة أو يتيماً أو مسكيناً يتسوّل أو يجوع، رمضان يقول فطّر صائماً... أطعِم جائعاً... إكسِ يتيماً... واحفظ كرامة أرملة في بيتها. أتوجّه الى المقتدرين والميسورين المقيمين والمغتربين الى كلّ الجمعيات والمؤسسات والهيئات الانسانية والاجتماعية أن يمدّوا يد المساعدة والعطاء لكل محتاج وفقير".

احتكار واقفال

وأعباء الشهر الفضيل جاءت ثقيلة مع استمرار طوابير الانتظار امام محطات الوقود، معظمها أقفلت لنفاد مادة البنزين، والقلة فتحت ابوابها ولساعات معدودة وسمحت بتعبئة كميّات محدودة لا تزيد عن العشرين الف ليرة لبنانية، فيما كانت الافران تشهد ازدحاماً وتبيع ربطات الخبز بلا أكياس نايلون كعادتها رغبة بالتوفير، وبقيت المعضلة الاساس في فقدان اللحوم المدعومة، حيث شكا القصّابون من ضآلة كمية اللحوم المخصّصة للمدينة والتي تقلّ كثيراً عن كمّية الاستهلاك المعتادة، واحتكار اللحوم المدعومة من قبل تاجر واحد، بحيث أصبح المستهلك مضطرّاً لدفع أسعار اللحوم غير المدعومة، في وقت حدّدت فيه بلدية صيدا سقف مبيع كيلو لحم العجل المدعوم بالجملة للقصّابين في مسلخ المدينة البلدي بما لا يتجاوز 29 ألفاً، وعلى أن يباع بالمفرّق للمواطنين في الملاحم ومحال القصابة بما لا يتجاوز 45 ألفاً، وسط تسيير دوريات من شرطة البلدية من أجل التأكّد من الإلتزام وتحرير محاضر ضبط بحقّ المخالفين.

وبالرغم من ذلك لم تشهد الأزمة انفراجاً، اذ كشف القصّابون أنّ التاجر المستورد للحوم المدعومة بالاتفاق مع وزارة الاقتصاد، لم يقبل تزويد المسلخ إلا بكمّية ضئيلة لا تصل إلا إلى 16% فقط من الاستهلاك المعتاد وبالرغم من تدخّل المدير العام لوزارة الاقتصاد بقيت الكمية دون الحدّ الأدنى المقبول، ما أدّى إلى اقفال المسلخ وحرمان منطقة صيدا من اللحوم المدعومة، ودفع الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد الذي التقى وفداً من اللحّامين وتجّار اللحوم في المدينة، الى الاتصال مجدّداً بكلّ من وزير الاقتصاد راوول نعمة ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي، مشدّداً على ضرورة توفير الكمية الكافية من اللحوم المدعومة وتخفيض الأسعار.


عودة الى الصفحة الرئيسية