إختر من الأقسام
آخر الأخبار
9 حِيل يستخدمها البعض للتلاعب برأيك ودفعك إلى تغييره
9 حِيل يستخدمها البعض للتلاعب برأيك ودفعك إلى تغييره
المصدر : عربي بوست
تاريخ النشر : السبت ٢٠ أيار ٢٠٢٤

من منّا لم يدخل يوماً في نقاشٍ مع شخصٍ يحاول تشتيتك ودفعك لتغيير رأيك أو وجهة نظرك بطريقة غير منطقية، لتجد نفسك فجأة ضحية محادثة غير مفيدة ولا ممتعة؟

هذا نمط معتاد يتكرر كثيرًا سواء في العلاقات الشخصية مع الأصدقاء أو العائلة، أو حتى في مكان العمل. إذ يعتمد بعض الناس على سلوكيات وطرق معينة في المناقشة تجعل الحديث معهم صعب ومؤذي وغير مجدي.

ينبه الأخصائيون النفسيون من حيلٍ يتبعها البعض لإيصال النقاش إلى طريقٍ مسدود، يسلكها بعض الناس استخدامها في أغلب محادثاتهم ليتجنبوا الانتقاد أو الاعتراف بخطئهم. وفي بعض الأحيان، قد يُخطئ ويستعملها أحدنا بدون قصد. لهذا من المفيد أن نعرف هذه الحيل النفسية حتى ننتبه لها ونتجنبها وتكون نقاشاتنا صحية وتفاعلية أكثر.

1. التلاعب بالمحادثة والحقائق

"ما تقوله ليس صحيحًا بالمرة".. "هل أنت مجنون؟" .. "كل ما تقوله من تخيلك وليس حقيقًا". هل حدث وسمعت، أو قلت، هذه الجمل أثناء حديثك مع زملائك أو أصدقائك حين أخبرتهم برأيك أو مشكلة تواجهها في حياتك العملية أو الشخصية؟ تمثل هذه الجمل، وغيرها الكثير، ما يسميه الخبراء النفسيين بالتلاعب النفسي وهو أسلوب لئيم يهدف إلى تشكيك المتحدث في رؤيته للأمور، وتشكيكه في مشاعره ورأيه بدون حجج منطقية. فبدلًا من محاولة فهم الطرف الأخر ومناقشة المشكلة، يلجأ بعض الناس إلى نفي وجود المشكلة من الأساس لتجنب الحديث فيها أو لتجنب الانتقاد.

2. إلقاء اللوم على الآخرين دائما وأبدا

يلجأ بعض الناس، بشكل واعي أو غير واعي، إلى إلقاء اللوم على الآخرين ليدافعوا عن أنفسهم بدلًا من الاعتراف بالخطأ أو لأنهم ببساطة غير مستعدين لتحمل مسئولية أفعالهم وأقوالهم. وقد يصل بهم الغرور إلى الحد الذي يمنعهم أصلًا من رؤية خطأهم أو تقصيرهم، وإذا حدثت أي مشكلة فكل الناس مخطئين ماعداهم. تقول د. ليندا لوي أن الإنسان عمومًا إذا واجهته مشكلة أو تعثر في حياته يلجأ في بعض الأحيان إلى إلقاء اللوم على الكون، الحظ السيء، أو من حوله سواء كانوا عائلته، أصدقائه، زملائه في العمل قبل أن يفكر أن الخطأ قد يكون فيه قبل غيره. إلا أن اعتماد هذا الأسلوب دائمًا هو علامة غير صحية، وهي كذلك سمة الأنانيين النرجسيين. لذلك، فالحديث معهم يكون صعبًا للغاية، فهم لا يهدفون إلى مناقشة رأيك أو المشكلة بحد ذاتها، وإنما إلى إلقاء اللوم عليك بشكل غير مبرر.

3. تغيير الموضوع وتشتيت المتحدث

من أكثر الأساليب التي يتم استخدامها لتحويل الانتباه عن المشكلة الأصلية والانشغال بالأمور التافهة والتي لا علاقة لها بالموضوع الأصلي. نلاحظ هذا الأسلوب في النقاش ومعالجة المشكلات في أماكن العمل، وفي الحوارات السياسية العامة، وكذلك في العلاقات الشخصية بكثرة. مثلًا، عندما يشتكي أحد أطراف المشكلة من موضوع معين، نجد الطرف الآخر يقول: "ماذا عني؟ لقد جرحتنى أولًا فاضطررت إلى فعل ذلك" وبهذا فهو يجر الشريك الآخر للحديث عن موضوع مختلف تماما وتشتيته عما يريد الحديث عنه. على نطاق أكبر مثلاً، حين تطالب بعض النساء بحقوقهن، نجد من يقول لهم: الاهتمام بتقليل اللامساواة بين الأغنياء والفقراء أهم من حل مشاكل المرأة في الوقت الحالي.

4. تصيد الأخطاء

هناك فرق بين النقد البناء والنقد الهادم، فالنقد البناء يشير إلى القصور والأخطاء بهدف تحسين أداء الفرد في العمل مثلا أو تقوية العلاقة بين الأصدقاء. أما النقد الهادم فهو تصيد الأخطاء والتأكيد عليها في كل مرة بدون هدف واضح وأحيانًا بطريقة مؤذية. وعادةً، تجد النرجسيين، على حسب تشخيص الأطباء النفسيين، ومن لا يتحملون النقد البناء والطبيعي يتعمدون استخدام هذا الأسلوب للتقليل من شأن الآخرين وإبراز أخطائهم بشكل كبير حتى لا يجدون الفرصة لانتقادهم. كما أن تصيد الأخطاء والنقد المتواصل على كل صغيرة وكبيرة له أثر سلبي كبير على سيكولوجية الإنسان، فيشعره في بعض الأحيان أنه لا يستحق الاحترام وأنه ليس جيدًا بما فيه الكفاية.

5. الكلام غير المنطقي وفي غير وقته

كثيرًا ما نجد أنفسنا في كثير من المواقف نتجادل حول أمور سخيفة وغير منطقية في حين أنا كنا نريد مناقشة أفكار جادة في العمل أو في الجامعة أو مع أصدقائنا. أحيانًا ينسى الناس الغرض الأساسي من النقاش وينجرون إلى محاولة إثبات أنهم أصحاب أفضل رأي وأقوي منطق. فيتحول النقاش من نقاش حول فكرة محددة إلى نقاش شخصي متعلقٌ بكبرياء المتحدث بشكل كبير. ولهذا، من الجيد أن نتذكر في كل مرة ندخل فيها نقاشًا أننا لسنا في منافسة للحصول على لقب الأفضل.

6. تحريف الوقائع والأحداث

بعض الأشخاص يحترفون مهارة اللعب بالكلام وتحريف الأحداث حتى يخلقوا قصة جديدة يكونوا فيها غير مذنبين أو مخطئين. وفي بعض الأحيان، يلجأون إلى إنكار كل ما تقوله ببساطة. ولهذا، إذا كنت تعرف أحدًا يفعل هذا بشكل مستمر ومتكرر، فمن الجيد أن يكون لك توثيق معين لكل ما تواجهه من مشكلات حتى تتمكن من إحباط محاولته لتغيير الحقيقة.

7. استغلال المشاعر

قد يتمادى أحدهم في المزاح، أو الإساءة، أو إنكار المشكلة اعتمادًا منهم أن صديقهم أو شريكهم يحبهم ولن يتركهم مهما فعلوا هو في واقع الأمر استغلال مشاعر الحب والاحترام. الطبيعي أن يتجنب الأصدقاء الإساءة لبعضهم بعض أو تقليل الاحترام أو فعل ما يضايقهم، وليس أن يستغل الإنسان مشاعر الطرف الآخر لتبرير خطأه. كذلك، قد يستغل أحدهم مشاعر الآخرين ويجعلهم يوافقوا على أمر لا يريدونه بتهديدهم بأنهم إن لم يقبلوا فلن يتحدث معهم مرة أخرى، على سبيل المثال. هذا النمط من التفاعل مع الأخرين غير صحي ويحدث في المساحات الشخصية وفي العمل العام على حد سواء.

8.التصغير من الأفكار أو المشاعر

التصغير من مشاعر الطرف الآخر أو رأيه من الحيل المعروفة التي يستخدمها بعض الناس ليهربوا من تحمل مسئولية أخطائهم أو من محاولة حل المشكلة التي يواجهونها. فتراهم يقولون مثلا: "إنه مجرد خلاف صغير على موضوع هامشي، فلا فائدة من مناقشته" أو "لا بأس أن تشعر ببعض الحزن أو الضيق فأنا أتضايق منك في كثير من الأحيان ولا أخبرك". تعتمد هذه الحيلة على إشعار الطرف الأخر بعدم أهمية رأيه ومشاعره وبأن الحديث عنها مضيعة للوقت والجهد وبالتالي إضعاف ثقته في نفسه ورأيه. بل وقد يلوم نفسه ويفكر أنه هو سبب المشكلة وليس العكس. ولكن بشكل عام، يعتبر هذا الأسلوب أيضًا غير فعال، فتجاهل المشكلة والتقليل من الطرف الآخر قد يزيدها سوءا مع مرور الوقت.

9. المزاح الساخر والتحقير من الآخر ورأيه

من أسوء ما يمكن أن يفعله أي شخص أن يحقر من الرأي الآخر بمزحة ساخرة منه ومن رأيه، فإذا أخبرته أنه أساء إليك، يقول "إنما هي مزحة، لا تكن حساسًا لهذه الدرجة". وهو ما يجعل الأمر أصعب خاصة في الحوارات الجادة سواء في العمل أو العلاقات الشخصية، فالمزاح الساخر أثناء النقاشات الجادة، حتى وإن لم يُسئ لأحد، ينم عن عدم احترام الجالسين وما يتحدثون فيه.


عودة الى الصفحة الرئيسية