إختر من الأقسام
آخر الأخبار
هل اقترب لبنان من الخراب الكبير أمنياً؟
هل اقترب لبنان من الخراب الكبير أمنياً؟
المصدر : كريم حسامي- VDLNEWS
تاريخ النشر : الجمعة ١٩ حزيران ٢٠٢٤

على الرغم من انهيار لبنان واننا ما زلنا في المراحل الأولى من هذا الانهيار المروع حيث لم يبقى أي مؤسسة "واقفة" ولا مواد أساسية ولا حدّ أدنى من مقومات العيش في وقت ان لا سقف لارتفاع الدولار حتى 30 الف وأكثر، غير أنّ السياسيين من كل الجهات يستغلون أوضاع الشعب من أجل مصالحهم الاقليمية-الدولية ضمن الحرب الأميركية الاسرائيلية الإيرانية العميقة.

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية التي تواجه خيارين: إما أنها لن تحصل وسيتم التجديد للمجلس الحالي على رغم رفض الدول الخارجية، خصوصاً فرنسا، تأجيلها أو يتم إمرارها "كيف ما كان".

أما الانتخابات الرئاسية، فستكون الأخيرة ويبدو أنّ خطط القوى السياسية اللبنانية لمساعدة شعبها تتأثر بهذين الموعدين محلياً عبر تأجيل بتّ البطاقة التموينية وإعادة فتح والبحث والبتّ بموضوع الكابيتال كونترول الذي لم يعد له مغزى، فضلاً عن اقتراح مصرف لبنان إعطاء مبلغ 500 دولار (إن نجح) للمودعين كطريقة لإسكاتهم لفترة قصيرة.

الفدرالية المقنعة غير المعلنة

كل هذه السياسات النقدية تسير ضمن سياق واحد متكامل تتفق عليه كل الطبقة السياسية الاقتصادية وبالاتفاق أيضاً مع الشعب الذي انتخبها مراراً منذ ثلاثين عاماً ويتحمّل مسؤولية خياراته، فيما الخشية هي إن حصلت انتخابات، هو أن من بقيَ في البلد سينتخب نفس الطبقة العام المقبل مع تغيير بسيط جدّاً، وهذا ما تدركه هذه الطبقة.

القوى السياسية تدرس خياراتها بعناية على حساب أرواحنا وتريد استغلال والاستفادة من أوجاعنا لتحقيق غاياتها عبر اختراع الحلول آخر ربع ساعة وفق توقيتها. وهذه النظرية تدعمها ما يحصل في شأن تقديم الخدمات حيث كل منطقة تُقدّمها لزبائنها، لذلك الشعب هو الوجه الآخر للسياسيين. فنرى أن محطات المحروقات تخدم أبناء الضيعة أو المنطقة حيث تخدم فقط كما تفعل الصيدليات، إضافة إلى تقديم الأحزاب اللقاحات لمناصريها بطريقة أسرع من الدولة التي دمروها، وبالتالي هي الفدرالية المقنعة التي نعيشها والتي لا يمكن إعلانها رسميا لأنّ هناك العيش المشترك الموجود.

لا داعي للقول بعد الان اننا في حالة حرب منذ سنتين وستشتد كثيراً وتصبح أسوأ يومياً وأسوأ من الأسوأ ولا نهاية للطوابير الطويلة، غير أن الإشكالية أنّ اللبناني لا يريد الإقرار بذلك وبالتالي تسوء الأوضاع ويتقوقع في وضعيته ويتأقلم بتألّم، والنفق المظلم الذي نحن فيه سيصبح أكثر ظلاماً مع مرور الأيام والسنوات وسيضطر الشعب إلى تغيير كل عاداته للبقاء على الحياة.

هذا ما بدأنا نراه في عدد كبير من المناطق حيث يعترف عدد من أصحاب المحلات أنه لو لم يكن هناك أزمة محروقات مثلاً، لكان هناك عدد أكبر من الناس يخرجون، ما يُعتبر إقرار بدائي بوقع الانهيار.

تفكيك عبوة وخطر على الجيش

وسط هذه التطورات، إن مكونات الانهيار التي تفوق قدرة الشعب على تحمّله غطّت على الخبر الخطير الأول من نوعه منذ سنوات وهو تفكيك عبوة ناسفة معدة للتفجير قرب مدرسة مار منصور في منطقة برج حمود الاسبوع الماضي.

ووفق التقارير، فانه تمّ العثور على مواد تُستعمل لتصنيع العبوات داخل مستودع في المنطقة بالقرب من مكان وجود القنبلة. ومن المواد التي تمّ العثور عليها، “الغراد” لتصنيع العبوات، الصواعق، الـTNT و10 براميل من الأسيد. فما الذي يُحضّر للبنان في المرحلة المقبلة؟ الانهيار الامني الشامل بعد الانهيار الاجتماعي والاقتصادي والنقدي؟

أما الاهتمام الدولي بالجيش البعيد عن حزب الله، فهو من أجل انقاذ آخر مؤسسة من الانهيار الكامل القريب جداً لأنها الوحيدة التي تمسك البلد وتحميه وتدعمه أمام التحديات الذي سيواجهه واستقبال ماكرون لقائد الجيش وتحضيره مؤتمر دولي لمساعدته دليل على جدية الطروحات للوقوف الى جانب المؤسسة العسكرية خوفاً من حدث أمني كبير في الفترة المقبلة يؤثّر عليها.

لكن نعيد ونكرر ان أسباب التطورات ليست فقط داخلية، إنما جوهرها النزاع الأميركي الإيراني والدليل ما عبّر عنه ماكرون من أنّ إيران تُعرقل تأليف الحكومة عبر حزب الله، في وقت أفلست الطبقة السياسية ووصلت حدّ الوقاحة القصوى حيث تتفاخر بالاعتداء على الناس لمُجرّد التعبير عن وجعهم.


عودة الى الصفحة الرئيسية