إختر من الأقسام
آخر الأخبار
توتّر غير مسبوق بين 'فتح' و'حماس' في مخيمات لبنان.. تبادل إتهامات ودعوات إلى التعالي عن الجراح
توتّر غير مسبوق بين 'فتح' و'حماس' في مخيمات لبنان.. تبادل إتهامات ودعوات إلى التعالي عن الجراح
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ كانون أول ٢٠٢٤

لم تهدأ الاتصالات واللقاءات السياسية اللبنانية والفلسطينية لتطويق ذيول الحادث الامني في برج الشمالي في منطقة صور، وقد ادى الى سقوط 3 ضحايا وعدد من الجرحى، اثناء تشييع القيادي حمزة شاهين بعدما قضى في حريق اندلع يوم الجمعة في مسجد "أبي بن كعب" وتشرف عليه حركة "حماس" وقد اكدت انه ناتج عن تماس كهربائي في مخزن يحوي كمية من أسطوانات الأوكسجين والغاز المخصصة لمرضى "كورونا" وكمية من المنظّفات والمطهّرات والمواد الأولية.

وتؤكد مصادر فلسطينية لـ"نداء الوطن" ان الحادث "يعتبر الاخطر في مخيمات صور، فإضافة الى انه سلط الاضواء على واقع السلاح الفلسطيني وتفلّته بين الحين والآخر، أدى الى توتر غير مسبوق بين حركتي "فتح" و"حماس"، علماً ان العلاقة بينهما تمر عادة بمراحل من الفتور والقطيعة، او الوفاق والتلاقي ارتباطاً بتطورات المواقف السياسية في الداخل على ضوء نجاح أو فشل المصالحة الفلسطينية وطي صفحة الخلافات بينهما وآخرها تأجيل اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني كما اتّفق عليه سابقاً في حوارات القاهرة الاخيرة".

واشارت المصادرالى انه "كان من بين المشيعين عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين ومفتي صور واقضيتها الشيخ مدرار حبال والمسؤول السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" في الجنوب الدكتور بسام حمود، وقيادات رفيعة من "حماس" ابرزها عزت الرشق، حسام بدران، اسامة حمدان رامز جبارين الذي اصيب بشظية طفيفة، وممثل الحركة في لبنان احمد عبد الهادي".

"حماس" للمرة الاولى، اتهمت رسمياً قوات "الامن الوطني الفلسطيني" التي تتولى مهام الامن في المخيمات، بالمسؤولية المباشرة عن جريمة القتل والاغتيال المتعمّد اثناء التشييع، ووصفتها بـ "المجزرة"، وحمّلت قيادة السلطة في رام الله وأجهزتها الأمنية في لبنان المسؤولية الكاملة، ودعت "إلى تسليم القتلة للسلطات اللبنانية وإحالتهم للعدالة، وكل من له علاقة بالمجزرة"، ودعت أجهزة الأمن اللبنانية "إلى ملاحقة هؤلاء القتلة ووقف التعاون مع جهاز يرتكب مثل هذه المجزرة".

وابلغ مسؤول بارز ان الحركة اتخذت قراراً بمقاطعة "الامن الوطني" او المشاركة في اي اجتماع يكون مشاركاً فيه، (ما يعني عملياً تهديد تجميد العمل المشترك الفلسطيني) وطالبت بتسليم اكثر من عشرة اشخاص متهمين باطلاق النار في التشييع الى مخابرات الجيش اللبناني وبعدم دفن الضحايا قبل ذلك.

ولم تتأخر حركة "فتح" عن الردّ، نافية التهمة ومؤكدة بأنها لم ترق اي دماء، وسلّمت سريعاً احد ابناء المخيم الذي اتهم باطلاق النار اثناء التشييع مع تأكيدها انه ليس عنصراً في الحركة او "الامن الوطني"، وقالت في بيان رسمي انها "لن ترضى على نفسها أن تكون في موضع الشك أو التضليل"، مستغربة "استباق حماس للتحقيقات وانتهاجها التحريض والتخوين والتشكيك بالطرف الآخر"، ومؤكدة انها في عهدة الأجهزة الأمنية اللبنانية.

ورفض القائد العسكري والتنظيمي لـ"فتح" في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله زجّ اسم حركة "فتح" واتهامها جزافاً و"ليس لـ"فتح" أي علاقة بالحادث الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة من أبناء شعبنا الفلسطيني"، مؤكّداً استعداد الحركة لتسليم أي شخص يثبت تورطه في الحادث.

وعلمت "نداء الوطن" ان قيادتي فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" و"فتح" في لبنان، عقدتا اجتماعاً طارئاً في سفارة دولة فلسطين في بيروت للبحث في التطورات السياسية والامنية، في وقت اكد السفير الفلسطيني اشرف دبور أن "الشهداء والجرحى هم ابناؤنا ونعزّي انفسنا وجماهير شعبنا الفلسطيني وعائلات الشهداء واخوتنا في حركة "حماس" ونعتبر ما حصل اعتداء علينا جميعاً وعلى امن واستقرار مخيماتنا".

وابلغت مصادر فلسطينية ان حركة "أمل" دخلت على خط التهدئة، عبر عضوي المكتب السياسي محمد جباوي وبسام كجك وبتكليف من الرئيس نبيه بري، حيث عقد اجتماع في مكتبها في حارة صيدا، شارك فيه ممثلون عن "التحالف" و"المنظمة"، وبذلت جهود مع "حماس" من اجل تشييع الضحايا الثلاث حيث اعلنت الحركة انه سيجري تشييعهم في مدينة صيدا اليوم الى مقبرة صيدا الجديدة في سيروب وليس في المخيمات تفادياً لاي احتكاك جديد. والخشية من أي احتكاك ترجم بهدوء حذر بدءاً من برج الشمالي وامتداداً الى باقي المخيمات في الجنوب، حيث اقفلت مدارس ومؤسسات "الاونروا"، ودانت الفصائل الفلسطينية بكل مكوناتها الحادثة ودعت الى التعالي على الجراح والتحلي بالحكمة والمسؤولية الوطنية في معالجة الذيول ومن خلال محاسبة كل من تسبّب بها، وتسليم كل من له علاقة بالأمر الى السلطات اللبنانية.

ونعت "حماس" الضحايا الثلاث وهم محمد وليد طه 30 عاماً من مخيم عين الحلوة، حسين محمد الأحمد 22 عاماً وعمر محمد السهلي 21 عاماً وهما من مخيم المية ومية، وأجرى رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ونائب رئيسها صالح العاروري، ورئيسها في إقليم الخارج خالد مشعل اتصالات منفصلة مع عوائلهم معزّين باستشهادهم.


عودة الى الصفحة الرئيسية