اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

صيدا تواكب الترسيم: عسى أن يشكّل خشبة خلاص

صيدا اون لاين
خطف إتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان و»إسرائيل» بوساطة أميركية وتحت إشراف الأمم المتحدة، الإهتمام الشعبي في صيدا كما في مختلف المناطق، بعيداً من الإجراءات الرسمية التي حرص المسؤولون على التأكيد بأنّ التوقيع ليس تطبيعاً ولا تنازلاً ولا تفاوضاً مباشراً، وإنما هو «تفاهم» للحفاظ على ثروات لبنان في النفط والغاز أمام المحاولات الإسرائيلية المتكرّرة لسرقتها.

ويأمل الصيداويون أن يشكّل توقيع الإتفاق في الناقورة في «يومه التاريخي» كما وُصف، بصيص أمل للخروج من النفق المظلم والطويل جرّاء الأزمات التي فتكت بالناس بلا هوادة، ليعيد لبنان إلى الخارطة الدولية بتحوّله إلى بلد نفطيّ ومنتج للغاز، ما يساعد على وقف الإنهيار المتسارع وبدء خطوات جديدة نحو التعافي، ولو تطلّب الأمر بعض الوقت.

«الاتفاق سيمنع العدوّ الإسرائيلي من سرقة خيراتنا البحرية»، يقول محمد غزاوي لـ»نداء الوطن»، ويضيف: «قوة المقاومة والموقف اللبناني الموحّد أجبراه على توقيعه رغم كل المماطلة والمناورة بهدف تحقيق مكاسب إضافية، وفي نهاية المطاف نأمل في أن يشكّل بداية لوقف معاناتنا المعيشية غير المسبوقة والتي جعلتنا نموت يومياً ببطء».

في أروقة المدينة وصالوناتها العائلية، تدور أحاديث كثيرة عن الإتفاق وبأنّه يصبّ في مصلحة لبنان اقتصادياً ومالياً كما يقول عبد الله المصري «لأنّه يشكّل خشبة خلاص المواطنين في دورة حياتهم وإنقاذهم من حفرة الانهيار التي وقعوا فيها ولو بعد حين، اليوم نحن نجمع رصيدنا في «القجّة» للغد، وسيكون أفضل إذا أحسن المسؤولون إدارة الملف وعائداته لمصلحة كل لبنان واللبنانيين».

بدورها، تقول الناشطة في حراك «ائتلاف 17 تشرين» المهندسة هانية الزعتري لـ «نداء الوطن»: «بغضّ النظر عن تفاوت الآراء وموقفنا من الإتفاق، فإنّه بالتأكيد سينعكس إيجاباً على الدورة الاقتصادية في ظل أسوأ أزمة معيشية يمرّ بها لبنان في تاريخه الحديث، والمطلوب إدارة حكيمة وشفّافة لهذا الملفّ النفطي، بعيداً من المحاصصة والمحسوبية»، مشددة على «ضرورة ان يواكب اللبنانيون مسار هيئة إدارة النفط بشكل دقيق من أجل ضمان وصول فوائدها اليهم، والاعتراض عند ملاحظة اي خلل وتصحيحه».

وفيما ملأ ضجيج التوقيع مقارّ الرئاسات الثلاث، إمتداداً الى مقرّ الأمم المتحدة في الناقورة جنوباً، كان أبناء المدينة يعيشون روتينهم اليومي، البعض فضّل متابعة عمله لكسب قوت يومه وإن استرق السمع بين الحين والآخر الى ما يجري، والبعض الآخر واكبه باهتمام، ويقول الناشط الاجتماعي وائل قصب لـ»نداء الوطن»: «باعتقادي أنّ لبنان لم يساوم على حدوده البحرية، والعبرة تبقى في النجاح بترجمة إيجابياته لوقف معاناة الناس وعودة لبنان الى سابق عهده منارة للشرق والحرية والسياحة والطبابة وسواها».

امّا «أبو مازن» جرادي فلا يبالي كثيراً بكل ما يقال حول الاتفاق، مستغرباً توصيف البعض، فـ»ما حصل هو الممكن في ظلّ عدوّ ماكر وغادر، ولولا تهديد المقاومة لكان العدو الاسرائيلي استخرج النفط والغاز من دون مبالاة لحقوق لبنان البحرية، ولما اكترث العالم، لا بما يجري في لبنان، ولا بمأساة شعبه».
تم نسخ الرابط