اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

أنظر ماذا فعلت هاتان الامرأتان من أجل اسقاط ديونهنّ!

صيدا اون لاين

امرأتان، كل منهما تعيش في فاقة، الأولى بحاجة إلى المال لسداد ديون تراكمت عليها بعدما تركها زوجها بصحبة أربعة أطفال لا مورد رزق لهم، والثانية تحتاج إلى طفل يكون طوق النجاة لها من زوج لا يريد منها إلا صغيراً يحمل اسمه، وإلا سيكون الطلاق مصيرها. الحاجة ولّدت نوعاً من التلاقي، فبدأ التخطيط لجريمة ضحيتها امرأة بسيطة دخلت أحد المستشفيات الحكومية لوضع مولودها الأول، وقبل أن تستفيق من عملية الولادة كان الرضيع قد اختفى بعد لحظات من

إبصاره النور.
في وسط القاهرة، حيث يقع مستشفى الجلاء للولادة، كواحد من أشهر المستشفيات الحكومية المتخصصة في النساء والتوليد، حيث تجرى أكثر من 20 عملية ولادة يومياً، كانت بشرى على موعد مع استقبال طفلها، بعدما ذهبت إلى المستشفى ودخلت غرفة العمليات لإجراء ولادة قيصرية.
ربع ساعة قضتها السيدة في غرفة العمليات، قبل أن تخرج ممرضة منها حاملة مولوداً، ذهبت به إلى غرفة مجاورة لتنظيفه من دماء الولادة ووضع إسورة في قدمه تحمل بيانات الأم حتى يسهل تمييزه عن باقي الأطفال.
لحظات قليلة غادرت فيها الممرضة الغرفة وتوجهت الى أهل المولود الذين كانوا ينتظرون في لهفة خارج غرفة العمليات... زفت اليهم البشرى بقدوم المولود وأخذت منهم ملابسه، وذهبت لاستكمال تنظيفه حتى تسلّمه الى قسم الأطفال لإجراء الفحوصات اللازمة له.
اختفاء الرضيع
ثمة مفاجأة كانت في انتظار الممرضة عند عودتها، فحين اكتشفت اختفاء الرضيع، انطلقت صرخاتها طالبة الاستغاثة علّ أحدهم يكون قد شاهده أو نقله الى غرفة أخرى... لكن بلا فائدة. صرخات الممرضة كانت كفيلة باستدعاء رجال الأمن في المستشفى، فأخذوا يبحثون عن الرضيع، لكن بعدما تأكد خطفه على يد مجهول، تم إبلاغ رجال الشرطة بالواقعة.
أمام الرائد حسام العشماوي، رئيس مباحث بولاق أبوالعلا، جلست هدير حمدي، 21 سنة، ممرضة، تروي تفاصيل الواقعة وكيف اختفى الصغير، في وقت كانت الأم بشرى إسماعيل، 26 سنة، لا تزال تحت تأثير «البنج» غير مدركة أمر سرقة مولودها.
أقوال الممرضة كانت كافية ليدرك رجال الشرطة أن الطفل قد خطف على يد شخص يعمل في المستشفى، مما مكنه من دخول الغرفة الملحقة بحجرة العمليات من دون أن يعترضه أي شخص من رجال الأمن.
اشتباه
بدأ رجال المباحث في حصر الأشخاص الذين يترددون على هذه الغرفة، لتحوم الشبهات حول سماح عاملة النظافة، حيث شاهدها أحد رجال الأمن حال خروجها وهي تحمل كيس القمامة عقب جمعها لإلقائه في الخارج وتعود على وجه السرعة.
الظروف التي تعيشها سماح جعلت رجال الأمن يشكون في أمرها، فهي ترعى أربعة أطفال بمفردها عقب قيام والدهم بتطليقها ورفضه الإنفاق عليهم، فاضطرت الى العمل حتى تستطيع تربيتهم، لكن تدنّي راتبها جعلها مثقلة بالديون.
وجد رجال المباحث مبرراً لقيام هذه العاملة بخطف الرضيع وبيعه مقابل بضعة آلاف تمكّنها من سد ديونها لدى الآخرين، فتم استدعاؤها على الفور ومحاصرتها بالأسئلة، لتظل متمسكة بالإنكار، حتى خدعها أحد الضباط وأبلغها بأن كاميرات المراقبة قد رصدتها، فانهارت على الفور واعترفت بجريمتها.
الشريكة
لم تكن سماح المتهمة الوحيدة في هذه الجريمة، بل كانت لها شريكة هي دافعها لارتكابها بعدما حاصرتها بالديون، وبدأت تهديدها بالسجن حال امتناعها عن الدفع، مما جعلها تنصاع لكل أوامرها.
سعدية علي، أو هالة عصران كما كانت تشتهر في منطقتها، 31 سنة، صاحبة محل لبيع الأدوات الكهربائية، اشترت منها سماح بعض الأجهزة بالتقسيط مقابل إيصالات أمانة وقّعت عليها، لتصل ديونها لديها إلى عشرة آلاف جنيه، عجزت سماح بسبب ظروفها عن سدادها، لتستغل الأولى الأمر.
كانت هالة حاملاً في شهرها الخامس، إلا أنها أجهضت وأبلغها الأطباء بصعوبة حملها قبل عامين، مما جعلها تشعر بالخوف إذا علم زوجها بالأمر، حيث سيسارع الى تطليقها والزواج بأخرى ينجب منها قبل أن تمضي سنون عمره.
إسقاط الديون
طلبت هالة من سماح مساعدتها مقابل التنازل عن ديونها لديها، بل وعدتها بمنحها مبلغاً مالياً لسداد ديونها المستحقة لدى الآخرين، فلم تتردد الأخيرة ووعدتها بالمساعدة حتى قبل أن تعرف نوع المساعدة.
إحضار رضيع من المستشفى الذي تعمل فيه، كان هذا هو طلب هالة، فصمتت الأخيرة لدقائق فكرت خلالها في مصيرها حال رفضها، ولتنطق بعدها بالموافقة، وفي سبيل ذلك بدأ التخطيط.
أبلغت هالة زوجها بأنها تشعر بالتعب من الحمل وستذهب للإقامة عند والدتها حتى تنجب، وهو ما وافق عليه على الفور حرصاً منه على المولود، في وقت قامت سماح بتأكيد دخولها الى المستشفى حتى يسهل عليها قيد المولود الذي سيتم خطفه.
كيس القمامة
ظلت سماح تتردد على غرفة تنظيف المواليد بدعوى جمع المخلفات منها، وفور مجيء الممرضة بالصغير وذهابها لإحضار ملابسه من أهله، قامت بوضعه في كيس جمع المخلفات وتوجهت الى صندوق القمامة في الخارج ووضعته فيه، في وقت كانت المتهمة الثانية تقف على مقربة من المكان، وفور تأكدها من عدم رؤية أحد لها، ذهبت إلى الصندوق وحملت الكيس الذي في داخله الرضيع وغادرت المستشفى.
توجهت هالة بصحبة الصغير إلى منزل والدتها واتصلت بزوجها تبلغه أن آلام الوضع قد داهمتها في الشهر السابع وأنها أنجبت مولوداً ذكراً، وطلبت منه الحضور لرؤيته، فطار من الفرح، لكن رجال الشرطة سبقوه في الوصول إليها، وألقوا القبض عليها وأعادوا الطفل الى والدته الحقيقية.  

تم نسخ الرابط