اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

ما حقيقة فرملة التسوية.. وهل ينعيها "حزب الله"؟

صيدا اون لاين

لم تبدّل جلسة الرابية بين رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية من مواقف الرجلين حيال المبادرة الرئاسية أو التسوية، و"لم يتخلّلها أيّ التزام من أيّ من الطرفين"، بحسب فرنجية نفسه الذي أوضح في حديث لصحيفة "المستقبل"، أنّ "الجلسة مع عون كانت صريحة وهادئة".
وفي هذا السياق، أفادت معلومات صحيفة "النهار"، أنّ "أحداً من الرجلين لم يعطِ أيّ انطباع أو استعداد للتراجع عن ترشّحه،

وقد أدرج فرنجية زيارته للرابية في إطار الإنفتاح الذي يسعى من خلاله إلى تبديد الهواجس ومعالجتها، خصوصاً لدى الحلفاء ولكن من دون التسليم لمنطق رفضها لمجرد طرحه مرشحاً يحظى بفرصة متقدمة لم تتوافر لسواه". وأضافت: "إلّا أنّ أوساطاً قريبة من الرابية لفتت إلى أن "أجواء اللقاء كانت ايجابية وتخللها تأكيد الحلف بين القطبين وان الدعم قائم ودائم للعماد عون ما دام مرشحاً"، مشيرةً إلى أنّ "عون أبدى حرصه على فرنجيه ضمن التحالف كما تصارحا بمسار الامور والحؤول دون افتعال شرخ بينهما".

غير أنّ مصادر سياسية أخرى مواكبة للقاء أوضحت أنّ "فرنجيه فوجئ بأن سمع جواباً عن طلبه تأييد ترشيحه بقول عون له إنه يريد منه الإستمرار في تأييده، داعياً إياه الى عدم إحداث شرخ في الخط الإستراتيجي، وكذلك عدم الوقوع في فخ المناورة التي دبّرت، خصوصاً أنّ حليفيه التيار الوطني الحر وحزب الله غير مؤيّدين لترشيحه وعندئذ مع من سيحكم؟ وشرح عون لفرنجيه أنه لا ينوي الانسحاب من السباق الرئاسي وأن حظوظه باتت مكتملة. ورد فرنجيه بأنّ تأييد الفريق الآخر لترشيحه لم يكن مناورة وأنّ الأمر جديّ، فرد عون بالقول إنّه، أي فرنجيه، لا يستطيع أن يحكم مع الحريري وحده".

وأشاع قرار فرنجية عدم الإدلاء بأيّ تصريح لدى خروجه من الرابية جواً سلبياً تقاطع مع ما قالته مصادر في قوى "8 آذار" مقربة من "حزب الله" لصحيفة "الشرق الأوسط"، عن "سقوط التسوية الرئاسية التي كان من المنتظر أن تأتي بفرنجية رئيساٍ للبلاد"، لافتة إلى أّنه "يتم حاليا تقبل التعازي بهذه التسوية".

استراحة قبل الإنطلاق

من جهتها، أكّدت أوساط قريبة من الحريري أنّ "ما يحدث حالياً استراحة قبل انطلاقة جديدة أقوى"، لافتةً إلى أنّ "الإعتراف بسقوط التسوية سيؤدّي إلى تعميق خسارة الحريري وسط حالات معارضة ظهرت عبر رموز أساسية في المستقبل، إضافةً إلى وضع غير سليم طاول الشارع السنّي".

وفي سياق الحديث عن إسقاط التسوية، أشارت أوساط القوى المسيحية في حديث لصحيفة "الجمهورية"، إلى أنّ "طريقة تعاطي الدوَل والسفراء مع الفرقاء اللبنانيين ومحاولة تطويق السياسيين والتهويل على المراجع الروحية، هي من الأسباب التي أفشلت طرحَ اسم فرنجية وعزّزت المواقف الرافضة، وجعلت هذا الطرح في مأزق حقيقي".

ما سبق عن احتمال فرملة التسوية، تدحضه معلومات صحيفة "اللواء" التي تسربت عن لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز، والتي أشارت إلى أنّ "تسوية انتخاب فرنجية وما بعدها مازالت قائمة، وأنّ ثمّة دعماً دولياً وعربياً وإقليمياً لهذه التسوية، وأنّ المطروح الآن هو مسألة وقت لمعالجة الإعتراضات الآخذة بالتلاشي، بصرف النظر عن موقف الرابية أو غيرها".

جعجع بالمرصاد

في المقابل، أكدت مصادر بارزة في حزب "القوات اللبنانية" لصحيفة "الأنباء" الكويتية، أنّ "رئيس القوات سمير جعجع يبدي أمام زواره وخلال الإجتماعات التي يعقدها في معراب، ارتياحه إلى الأفق المسدود الذي وصلت إليه تسوية انتخاب فرنجية حيث أنها فرملت وتوقفت، ويعود ذلك إلى عوامل عدّة، أبرزها رفض القوات الحازم لهذه التسوية، والتنسيق وصلابة الموقف بين القوات والتيار الوطني الحر والذي لم يعد أحد قادراً على تجاوزه، لا يعني سقوطها أو الانتهاء منها لأن العاملين على خطها سيعاودون نشاطهم". وشددت المصادر على أنّه "في حال تحركت التسوية مجدّداً، فإنّ جعجع سيكون في المرصاد وسيواجهها، وستكون هناك خطوات مفاجئة".

وفي هذا الإطار، أكّد مصدر قواتي لـ"الجمهورية" أنّ "معراب تشهد حركة غير اعتياديّة واجتماعات متواصلة، وهي أشبه بخلية نحل، لكنّ موعد قطاف العسل لم يحِن بعد". واشار المصدر إلى أنّ "القوّات تضع في أولوياتها مصلحة المجتمع المسيحي، و14 آذار ومصلحة اللبنانيين عموماً، والدليل على ذلك كلّ التضحيات التي قدّمها الحزب الذي تنازَل دائماً عن المراكز النيابية والوزارية من أجل مصلحة لبنان واستقلاله وسيادته، وشدّد المصدر على أنّه "لن يكون هناك رئيس من دون موافقتنا وموافقة بقيّة الأطراف المسيحية".

تدخل خارجي؟

إلى ذلك، أكّدت أوساط سياسية لصحيفة "السياسة" الكويتية أنّ "كلام السفير الأميركي ديفيد هيل لم يأتِ من عبث ولا هو وليد الصدفة، ذلك أنّ التعقيدات التي تحكم التسوية الرئاسية باتت تتطلب تدخلاً خارجياً، ولو غير مباشر، ممن رعى انطلاقتها وحدد السيناريو الخاص بتسويقها منذ لحظة لقاء الحريري بفرنجية في باريس".

واعتبرت أنّ "الرهان ما زال قائماً على إمكان تمرير التسوية من بوابة تليين المواقف عبر المكاسب السياسية"، متوقعةً أن "تنشط حركة الإتصالات واللقاءات المباشرة بين القيادات في الأيّام المقبلة".

اتصالات مسيحية

من جهته، قال النائب ابراهيم كنعان لـ"الجمهورية": "زيارتنا الى الصرح البطريركي هي للتأكيد على التواصل الدائم مع البطريرك والوقوف عند آخر معطيات الشأن الرئاسي الذي دخلَ مرحلة الاتصالات المسيحية ـ المسيحية، وهو ما يشجّعه غبطته، وقد وضَعته في أجواء العماد عون وموقف التكتّل، وأكّد البطريرك خلال اللقاء دعمَه التقاربَ المسيحي ـ المسيحي الذي وحدَه يؤسّس الى استعادة المسيحيين زمامَ المبادرة".  

تم نسخ الرابط