اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

موسم البعوض في بيئة ملوّثة: الآتي أخطر

صيدا اون لاين

استُنفرت أمس بلديات المدن الساحلية في طرابلس وبيروت وصيدا لاتخاذ الإجراءات الوقائية من "موجة" البعوض والذباب، التي انتشرت في صيدا ووصلت إلى طرابلس، حيث سُجّلت "إصابة العشرات من أبناء المدينة بأضرار جسدية جسيمة"، وفق بيان البلدية. حالة "الهلع" التي أصابت الناس، وتحديداً المقيمين في تلك المدن، تركّزت على "الدهشة" من وجود البعوض والذباب، إلا أنّ الخبراء يؤكدون أن بداية فصل الربيع هو الموسم الطبيعي لتكاثرهما.
الخطورة في ما نشهده اليوم هو تكاثر هذه الحشرات في بيئة وسخة، ما يسمح بنقل عدد كبير من الجراثيم

والأمراض والفيروسات إلى الناس من طريق اللدغات التي قد يتعرّضون لها، ومنها فيروس زيكا والملاريا في حال كون الشخص حاملاً لهما.
تشرح رئيسة دائرة مكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة عاتكة برّي، أنّ "ما نشهده ليس ظاهرة غريبة، هذا هو الموسم الطبيعي لتكاثر البعوض والذباب. هناك ازدياد في الأعداد، وهذا يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة بنحو أعلى من المعدلات الطبيعية، إضافة إلى توافر بيئة حاضنة ملوثة، إذ تخمّرت النفايات على مدى 8 أشهر، وكان من المفترض أن تحصل عملية الرش مسبقاً". لكن في المقابل لا تنكر برّي وجود مشكلة "أسوأ من السنوات السابقة، لكن ليس بالحجم الذي صُوّر به الأمر".
تشير بري إلى أن "الخطورة ليست في وجود البرغش أو الذباب، بل في المحيط الوسخ الموجود فيه، فعندما يلدغ البعوض ينقل الجراثيم التي يحملها إلى الإنسان، ما يؤدي إلى التهاب المنطقة المصابة، وقد شهدنا بعض هذه الحالات، خاصة عند الأطفال، بحيث يلتهب مكان اللدغة وتطول مدة شفائه ويوجع أكثر من العادة". تقول بري إن "ما نشهده بنحو متكرر هو تحسّس على اللدغات لم نكن نراه من قبل، إضافة إلى انتشار الجرب والقمل بكثرة نتيجة البيئة الملوثة". لكنها تحذّر من أمر شديد الخطورة متمثّل بإمكانية ظهور فيروس زيكا والملاريا في حالات معينة. تشرح بري أنّ "ما قد يكون خطراً جداً هو أن يظهر لدينا فيروس زيكا أو الملاريا جراء ما يحصل، لكن هذا لا يحصل إلا إذا توافرت ظروف معينة، هي أن يكون الشخص يحمل فيروس زيكا ويلدغه نوع محدّد من البعوض، وليس أي نوع، ما يؤدي إلى نقل الفيروس (في هذه الحالة يكون الشخص قادماً من خارج البلد، إذ أكّدت وزارة الصحة سابقاً عدم وجود أي إصابة بهذا المرض في لبنان، لكنها أعلنت وجود أنواع من البعوض يمكن أن تلعب دوراً في نقل هذا الفيروس، وحددت أن هذه الأنواع من البعوض تتكاثر في مستوعبات مياه صغيرة حول المنازل وتنشط خلال الأشهر الدافئة الممتدة بين شهري نيسان وتشرين الأول وتلدغ خلال النهار). كذلك بالنسبة إلى الملاريا على الشخص أن يكون حاملاً للملاريا ويلدغه نوع معين من البعوض، لكن هذا النوع قليل جداً وجوده في لبنان". وأعلنت وزارة الصحة سابقاً أن لبنان يسجل سنوياً نحو 130 حالة ملاريا التقطت جميعها العدوى من خارج البلد.
ووفق موقع منظمة الصحة العالمية "ينتج مرض فيروس زيكا من فيروس ينقله البعوض المزعج الذي عادة ما يلسع في ساعات الصباح والمساء. ويشكو الأشخاص المصابون بفيروس زيكا من الحمى الخفيفة والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة. وعادة ما تستمر هذه الأعراض لمدة تراوح بين يومين و7 أيام". وتضيف المنظمة أن البعوض وأماكن تكاثره يمثلان "عاملاً مهماً من عوامل خطر العدوى بفيروس زيكا. وتعتمد الوقاية من المرض ومكافحته على تقليص أعداد البعوض من طريق الحد من مصادره (إزالة أماكن تكاثره وتعديلها) والحدّ من تعرض الناس للبعوض، إذ لا يوجد حالياً أي علاج محدد لهذا المرض أو لقاح مضاد له". أمّا الملاريا فهي "مرض تسبّبه طفيليات من فصيلة المتصوّرات التي تنتقل بين البشر من خلال لدغات أجناس بعوض "الأنوفيلة" الحامل لها، التي تُسمى "نواقل الملاريا"، والتي تلدغ الناس في الفترة بين الغسق والفجر بالدرجة الأولى". وتؤكد المنظمة أنّ "الملاريا من الأمراض الحموية الحادة، وتظهر أعراضه لدى الأشخاص الذين ليس لهم مناعة ضدّه، بعد مضي 7 أيام أو أكثر من التعرّض للدغة البعوض الحامل له (...) وقد يؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان".
الحل الأفضل برأي بري يتمثل "بالمكافحة والرش بانتظام، لأن ما يمكن توقعه هو أن الحشرات الموجودة أصلاً في لبنان ستتكاثر بأعداد أكبر من السابق، وبالتالي يجب استباق الأمور".
 

تم نسخ الرابط