ضرس العقل المزعج: هل لوجوده أهمية ومتى يظهر تحديداً؟
سُمّيت أضراس العقل بهذا الاسم، لأنها غالباً ما تظهر في عمرٍ يكون فيه الشخص أكثر نضجاً مقارنة بالأضراس الأخرى، ومن الطبيعي أن يرافق ظهورها الشعور ببعض الانزعاج وعدم الارتياح، ولكن في حال كان هناك ألمٌ أكثر فيُنصح بزيارة طبيب الأسنان، لأخذ الاستشارة المناسبة...
ضرس العقل هو الضرس الثالث والأخير من حيث الظهور بآخر الفم، وعادةً ما يظهر في السنوات القليلة قبل أو بعد العشرين من العمر، فما أعراض ظهور ضرس العقل؟ وهل هناك أهمية له؟ ما أهمية ضرس العقل؟
يساعد ضرس العقل الأضراس الأخرى على أداء وظيفتها في حال كان بصحة جيدة وبارز باتجاه مناسب، ولكن هذا ليس الحال دائماً، إذ تكون أضراس العقل مائلة في الاتجاه بكثير من الأحيان، وهو ما يمكن أن يؤثر سلباً في بقية الأسنان، أو عظم الفك، أو الأعصاب فتحتاج عندها القلع.
سُمّيت أضراس العقل بهذا الاسم، لأنها غالباً ما تظهر في عمرٍ يكون فيه الشخص أكثر نضجاً مقارنة بالأضراس الأخرى، ومن الطبيعي أن يرافق ظهورها الشعور ببعض الانزعاج وعدم الارتياح، ولكن في حال كان هناك ألمٌ أكثر فيُنصح بزيارة طبيب الأسنان، لأخذ الاستشارة المناسبة.
ما عدد ضروس العقل؟ يحتوي فم الإنسان في العادة على أربعة ضروس عقل على الأكثر، يقع اثنان منها في الجزء العلوي من الفك، واثنان بالفك السفلي، وفي بعض الأحيان قد لا يظهر بعضها أو جميعها لدى بعض الأشخاص، بسبب عدم تطوّرها لديهم.
وبشكل عام، فإن لفم الإنسان 32 سناً دائمة، تنقسم بتعادل بين الفكين، وهي المجموعة الثانية من الأسنان التي تظهر في فم الإنسان بعد الأسنان اللبنية التي يبلغ عددها 20 سناً.
ما مشاكل أضراس العقل عادة؟ يرى بعض الخبراء أنه مع مرور السنين، وتغيّر نمط طعام الإنسان فإن الفك البشري يصبح أصغر وأضيق، وتقل المساحة المتاحة لظهور ضرس العقل، وقد تسبب أضراس العقل عديداً من المشاكل، لذلك يقوم طبيب الأسنان عادةً بمتابعة ظهورها وملاحظة بعض النقاط، ويمكن تفصيل ذلك على النحو التالي:
تجمُّع بقايا الطعام في ضرس العقل: عندما لا يكون ضرس العقل ظاهراً بموقعه الصحيح، فإنّه قد يشكل مكاناً تنحصر فيه بقايا الطعام ويصبح تجمعاً للبكتيريا المسبِّبة لتسوسات الأسنان، وأحياناً قد يصعب استخدام خيط الأسنان الطبي بين ضرس العقل والضرس الذي يسبقه.
حدوث التهاب اللثة: في حال كان ضرس العقل غير ظاهر بالكامل في الفم، فإنه يعطي مجالاً لدخول البكتيريا من خلال اللثة في تلك المنطقة، وحدوث الالتهاب، وانتفاخ اللثة، والمعاناة من الألم والانزعاج تبعاً لذلك.
تراكم الأسنان: عندما لا تكون المساحة المتوافرة كافيةً لظهور ضرس العقل، فإن ذلك قد يؤدي إلى تراكم الأسنان الأخرى، أو يُحدث ضرراً لها وللعظم المحيط بها.
ولكن في حال حدوث التهاب فيه، فإنّ لذلك أضراراً عديدة على الأسنان وأجزاء الفم المجاورة، ويُصاحب هذا الالتهاب بعض الأعراض، مثل: انتفاخ واحمرار اللثة، وألم ونزيف في اللثة، وألم وانتفاخ في الفك، ورائحة نفَس كريهة، وصعوبة في فتح الفم.
أعراض ظهور ضرس العقل، يتسبب بزوغ أضراس العقل في حدوث بعض الأعراض والعلامات؛ منها أن يشعر الشخص ببعض الضغط، وكذلك بنبضٍ خفيفٍ مزعجٍ في مؤخرة الفك، وعادةً ما تُرافق ظهور أضراس العقل بعضُ المشاكل إذا لم يتوافر لها الفراغ الكافي لبزوغها؛ وهو ما يؤدي إلى نموّها بشكلٍ خاطئٍ، حيث إن أضراس العقل التي لا تظهر بشكلها وموقعها الصحيحَين تؤدي إلى تجمُّع بقايا الطعام حولها، ونمو البكتيريا بعد ذلك، كما أن أضراس العقل المطمورة جزئياً تُعطي فرصةً للبكتيريا للنمو، وحصول الالتهاب كنتيجةٍ لذلك، وتظهر أعراض هذا الالتهاب على شكل احمرارٍ وانتفاخٍ في اللثة المحيطة بضرس العقل، بالإضافة للألم الذي ينتج من الضغط على الأضراس الخلفية، وقد يُرى الصديد أو القيح خارجاً من اللثة، ويُرافق ذلك وجود طعمٍ سيئ ورائحةٍ كريهةٍ في الفم.
ومن الأعراض الأخرى التي تصاحب التهاب ضرس العقل في أثناء نموّه، وجود ألمٍ بالفك تصاحبه صعوبةٌ في فتح الفم، وفي بعض الأحيان يتسبب الالتهاب بحدوث انتفاخٍ في اللثة المحيطة بالضرس، والخد، ومناطق أخرى محيطة بالفك في الجهة نفسها، وقد يؤدي الانتفاخ إلى حدوث ضغطٍ على المناطق المحيطة بضرس العقل، كما قد يمتد الألم ليصل إلى الأذن ويتسبب بحدوث ألمٍ فيها.
ضرس العقل.. هل خلعه ضروري؟
عندما يكتمل ظهور جميع الأسنان، فجأة تظهر في سن متأخرة أسنان إضافية في كل زاوية من الفم تُدعى أضراس العقل، وتُشكل هذه الأسنان في بعض الأحيان متاعب، ما يدفع لخلعها. فهل يجب إزالتها دائماً؟
عند بلوغ سن الثانية عشر تتكون الأسنان التي مجموعها 28 سناً، نصفها في الفك العلوي والنصف الآخر في الفك السفلي، بحيث تكون سبعة أسنان في كل جانب من الفك. لكن بعد ذلك وتزامناً مع فترة بلوغ الإنسان سن الرشد، تظهر عند العديد من الناس في عمر متأخر أضراس العقل وتنشأ أربعة في كل زاوية من الفم.
وذكر البروفسور ديتمار أوسترايش، نائب رئيس الرابطة الألمانية لأطباء الأسنان، أن هناك حالات عديدة يبزغ فيها فقط ضرس واحد للعقل أو اثنان أو ثلاثة أو ربما لا يظهر أي ضرس على الإطلاق. أما عن وقت نشأة أضراس العقل فتختلف من شخص لآخر. وأكد البروفسور أوسترايش أن "بزوغ الأضراس في سن متقدم نادر جداً". رغم ذلك لا ينفي الطبيب الألماني أن هناك حالات لأشخاص مسنين منعدمي الاسنان ظهر عندهم فجأة ضرس العقل.
وكان الأطباء ينصحون سابقاً بخلع أضراس العقل إذا بزغت بعد سن الخامسة والعشرين لكونها تُولد إزعاجاً ومشاكل لكثير من الناس عاجلاً أم آجلاً، إذ تتسبب في تزاحم الأسنان الأخرى وتحركها إضافة إلى الالتهابات اللثوية الميكروبية المواكبة لبزوغ أضراس العقل.
أما اليوم فقد بات خلع أضراس العقل يخضع لضوابط عديدة لما تتخلله عمليات خلع أضراس العقل الجراحية من مخاطر، كالتهاب الجرح مثلاً بعد إجراء العملية أو إتلاف الألياف العصبية. وقال مدير قسم جراحة الفم والوجه والفكين في جامعة ميونخ، البروفسور ميشائيل إيرنفيلد: "خلع أضراس العقل ليس خطأ ولكن أصبحنا اليوم أكثر حذراً من أي وقت مضى".
وأضاف البروفيسور إيرنفيلد: "حسب الإحصائيات فإن كل ضرس من أصل خمسة أو ستة أضراس يتعذر عليها البزوغ وتشكل بذلك مشاكل في المستقبل". وينصح مدير قسم جراحة الفم بالرجوع إلى طبيب الأسنان الذي يمكنه تقييم إجراء عملية خلع أضراس العقل بالاعتماد على صور الأشعة السينية للفكين وتحديد مدى ضرورتها وتنبيه الشخص إلى مضاعفات الجراحة المحتملة.
أما طبيب الأسنان إدريس ورطيني فيرى أن "هناك معايير مختلفة تحدد ضرورة الإقدام على إزالة ضرس العقل". فإذا كانت لضرس العقل المساحة الكافية وبات لا يزعج الأسنان الأخرى، يجب الانتظار وعدم التسرع في إزالة أضراس العقل، لاسيما وأن هذه الضروس يمكنها أن تؤدي مهام الأسنان المفقودة والتالفة، ومن هذا المنطلق فإن تواجدها له منافع أكثر من إزالتها.
هل يمكن علاج ألم ضرس العقل في المنزل؟
هناك عديد من الوصفات البيتيّة التي تساعد على تخفيف ألم ضرس العقل، إلا أن تخفيف هذا الألم بهذه الوصفات يكون مؤقتاً، ولا يُغني عن تشخيص المشكلة وعلاجها عند طبيب الأسنان. ومن هذه الوصفات ما يلي:
استخدام غسول الفم الملحي: حيث يتم استخدام الماء الدافئ المذاب فيه ملح الطعام كغسولٍ فموي؛ فالمحلول الملحي يساعد على قتل البكتيريا، وتتم المضمضة بالمحلول الملحي مرةً أو مرتين في اليوم، ويكون ذلك لمدة 30 ثانية في المرة الواحدة.
استخدام زيت القرنفل: حيث يحتوي زيت القرنفل على مادةٍ مخدرةٍ تسمى الأوجينول، ويتم وضع قليل من زيت القرنفل على قطعةٍ صغيرةٍ من القطن، ليتم وضعها على منطقة الألم، على ألا توضع طويلاً، لأن ذلك قد يتسبب بتهيج المنطقة التي يوضع عليها.
استخدام زيت النعناع الفلفلي: والذي يوضع على قطعةٍ من القطن لتوضع على مكان الألم، وكذلك المضمضة بشاي النعناع بعد أن يبرد، ولزيت النعناع القدرة على تخفيف الألم والالتهاب على حدٍّ سواء.
استخدام الثوم والزنجبيل المهروسَين: حيث يتم هرسهما حتى يصبحا كالمعجون، ثم يوضع المعجون على اللثة، وللثوم والزنجبيل القدرة على قتل البكتيريا، وكذلك قد يُخلط الثوم المهروس بقليلٍ من الملح، ثم يوضع الخليط على منطقة الألم.
علاج ألم ضرس العقل عند الطبيب، في حال زيارة طبيب الأسنان عند وجود ألمٍ أو التهابٍ بضرس العقل، فإنّ طبيب الأسنان يفحص المريض وأخذ صور لضرس العقل باستخدام تقنية الأشعّة السينيّة X-ray، ويقرر فيما إذا كان المريض بحاجةٍ لخلع ضرس العقل أم لا، وهناك حالاتٌ يكون فيها خلع ضرس العقل هو الحل للتخلص من المشاكل التي ترافقه، ومن هذه الحالات ظهور الألم، ووجود الالتهاب، ووجود الأكياس، أو مُصاحبة الضرس لنوعٍ من السرطانات، أو تسبّبه بحدوث أمراض اللثة، وتدميره للأسنان المجاورة، وكذلك تسوّسه مع صعوبة إصلاح التسوس، ولذلك يستدعي الأمر خلعه.
ومع ذلك فإن هناك حالات لا تستدعي خلع ضرس العقل؛ مثل أن يكون ضرس العقل مطموراً ولا يتسبب في حدوثٍ أيٍّ من المشاكل، وفي الحالات التي تستوجب خلع ضرس العقل، فالبعض يحتاج بضع دقائق والبعض الآخر قد تمتد عملية خلع ضرس العقل لديهم لأكثر من 20 دقيقة، وقد يحس المريض بألمٍ بعد الخلع، وبعض الانتفاخ خارج الفم وداخله، ويكون الألم شديداً في الأيام الثلاثة الأولى، ثم تخف حدّته، ويستمر بعدها أسبوعين تقريباً.
وتستدعي بعض الحالات بعض أنواع التدخل الجراحي، كأن يحتاج الطبيب إجراء قطعٍ في اللثة، وإزالة بعض العظم الذي يُغطي الضرس لتسهيل إزالته من مكانه، ثم تتم خياطة الجرح بعد خلع الضرس، ووضع قطعةٍ من الشاش مكان الجرح.
وفي حال قرر الطبيب الحفاظ على أضراس العقل وعدم خلعها، فعلى المريض أن يقوم بزيارة الطبيب بشكلٍ دوريٍّ، للكشف على أضراس العقل والتأكد من سلامتها، ولذلك لا بد للمريض من الكشف عليها بشكلٍ دوريٍّ وتنظيفها باستمرار، وكلما كبُر الشخص في العمر، فإن مخاطر إصابته بالمشاكل الصحية بشكلٍ عامٍ، وبالمشاكل التي تتصاحب مع أضراس العقل بشكل خاص تزداد، لذا وجبت متابعتها دائماً.
تطور سريع على البشر يسبب اختفاء ضروس العقل
توصلت دراسة جديدة إلى أن بعض أطفال هذه الأيام يولدون من دون ضروس العقل، وهناك عدد كبير من الناس لديهم شريان إضافي نادر في سواعدهم، ما يعني أن البشر يخضعون لـ"تطور دقيق".
واكتشف العلماء في أستراليا، بحسب تقرير لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، ترجمته "عربي21"، العديد من التغييرات في البشر، التي ظهرت خلال فترة زمنية قصيرة، وقالت الدكتورة تيجان لوكاس، من جامعة فليندرز في أديلايد، إن شكل الوجه أصبح أقصر أيضا، بسبب التغيرات في نظامنا الغذائي، كما أن فكوكنا تصغر، وبالتالي فهناك مساحة أقل للأسنان.
ويولد معظم الناس عادة بأربعة ضروس عقل، والتي تعرف أيضا باسم الأضراس الثالثة، والتي تنمو في مؤخرة اللثة، وتبدأ بالظهور أحيانا عند سن المراهقة، وقد يتأخر نموها في بعض الحالات لوقت أطول.
ويعتقد علماء الأنثروبولوجيا أن هذه الضروس كانت أداة مفيدة جدا للبشر الأوائل، الذين استخدموها لتناول الأطعمة القاسية أو غير المطهوة، لكنها سرعان ما أصبحت زائدة عن الحاجة مع تطور البشر.
وقالت لوكاس: "هذا يحدث في زمن تعلمنا فيه استخدام النار بشكل أكبر، ومعالجة الأطعمة بشكل أكثر، مع زيادة قدرتنا على مضغ الطعام بشكل أفضل، ما أدى إلى ولادة الكثير من الناس من دون ضروس العقل".
ووجد فريق البحث أيضا انتشارا متزايدا للأشخاص الذين يولدون بعظام إضافية في أذرعهم وأرجلهم، بالإضافة إلى نمو عظام صغيرة في مؤخرة الركبة تسمى "فابيلا"، وإلى وجود وصلات غير طبيعية لعظمتين أو أكثر في أقدامهم، كما أظهر البحث، الذي أجرته الدكتورة لوكاس وزملاؤها، "زيادة كبيرة" في انتشار الشريان المتوسط منذ أواخر القرن التاسع عشر، ويتشكل الشريان أثناء وجود الطفل في رحم الأم، ويعد الشريان الوعاء الرئيسي الذي يمد الدم إلى الساعد واليد، لكنه يختفي في أواخر مرحلة الحمل وقبل الولادة، ويتم استبداله الشريان الكعبري والشريان الزندي به.
وقالت الدكتورة لوكاس: "من القرن الثامن عشر، كان علماء التشريح يدرسون انتشار هذا الشريان عند البالغين، وتظهر دراستنا أنه يتزايد بشكل واضح. كان معدل الانتشار حوالي 10% لدى الأشخاص الذين ولدوا في منتصف ثمانينات القرن التاسع عشر، مقارنة بنسبة 30% في أولئك الذين ولدوا في أواخر القرن العشرين، وبالتالي فإنه عندما يتعلق الأمر بالتطور فإن هذه الزيادة تعد كبيرة في فترة زمنية قصيرة نسبيا".
وأضافت: "يمكن أن تكون هذه الزيادة ناتجة عن طفرة في الجينات المرتبطة بتطور الشريان المتوسط، أو مشاكل صحية لدى الأمهات أثناء الحمل، أو كليهما"، وتابعت: "إذا استمر التطور في هذا الاتجاه، فإن غالبية الناس سيكون لديهم شريان متوسط بحلول عام 2100"، لافتة إلى أن الدراسة توضح أن البشر يتطورون، في الوقت الذي يعتقد فيه الكثير من الناس أن البشر قد توقفوا عن التطور، ولكن دراستنا تظهر أننا ما زلنا نتطور، وبمعدل أسرع من أي وقت مضى خلال الـ 250 عاما الماضية".
وأشارت لوكاس إلى أنه اليوم، يوجد هناك شخص من كل ثلاثة أشخاص لديه شريان متوسط، دون تشكيل مخاطر صحية أو زيادة في إمداد الدم لليد. وقال المؤلف البروفيسور ماسيج هينبيرج: "هذا هو التطور الجزئي في الإنسان الحديث.. الشريان المتوسط هو مثال رائع عن كيفية تطورنا كبشر"، وتم إجراء البحث الذي نشر في مجلة علم التشريح، من خلال تتبع معدل الاحتفاظ بأجزاء مختلفة من الجسم عبر الأجيال، وتشريح الجثث المحفوظة للأشخاص الذين ولدوا في القرن العشرين.
هل كل الناس لديهم أضراس العقل؟
يتوقع معظم الناس ظهور أضراس العقل في مرحلة ما خلال أواخر سن المراهقة وبداية سنوات الشباب. ولكن في حين أن العديد من الأشخاص لديهم من واحد إلى أربعة من أضراس العقل، فبعض الأشخاص لا يمتلكون أيًا منها على الإطلاق، أضراس العقل هي المجموعة الثالثة من الأضراس في مؤخرة الفم.
على الرغم من أنه من الشائع الحصول على أضراس العقل، فإنها قد تسبب المشاكل، فقد تشعر بالألم عندما تخترق هذه الأضراس اللثة، وإذا لم تكن هناك مساحة كافية في فمك لأضراس العقل، فقد تنطمر تحت سطح اللثة. في كلتا الحالتين، قد تحتاج إلى إزالتها.
لماذا لا يملك بعض الناس أضراس العقل؟
يمكن أن تكشف الأشعة السينية إذا كانت لديك أضراس ثالثة. قد يكون عدم وجود ضرس العقل مفاجئًا، وقد تعتقد أن هناك شيئًا خاطئًا في صحة فمك، لكن الحقيقة أنه من المقبول تمامًا عدم وجود هذه الأضراس.
وفقًا لمجلة دينتال ريسيرش جورنال، تشير التقديرات إلى أن ما بين 5 إلى 37٪ من الأشخاص يفقدون واحدًا أو أكثر من أضراسهم الثالثة. السبب غير معروف، لكن عدم وجود هذه الأسنان قد ينطوي على أسباب جينية، لذلك قد لا تكون أضراس العقل موجودة عند الشخص إذا لم تكن لدى أحد الوالدين.
العوامل الأخرى التي قد تؤثر في فقد أضراس العقل هي البيئة والنظام الغذائي ووظيفة المضغ.
عدم التمكن من رؤية أضراس العقل لا يعني بالضرورة أنها غير موجودة. في بعض الأحيان، تنطمر أضراس العقل أو تعلق في اللثة، ونتيجةً لذلك، فإنها لا تظهر بشكل كامل.
ولكن حتى لو لم تتمكن من رؤية أضراس العقل، فيمكن أن تكشف الأشعة السينية عن سن منطمر. قد يوصي طبيب الأسنان بإزالتها لتجنب التهابات اللثة والألم، أو قد يراقبها ولا يزيل ضرس العقل المنطمر إلا إذا بدأ يتسبب بمشاكل.
متى تظهر أضراس العقل؟
تظهر أضراس العقل في أعمار مختلفة. عادةً، يمكن توقع ظهور الأضراس الثالثة خلال سن المراهقة المتأخرة أو سنوات الشباب المبكرة، بين 17 و21 عامًا. ومع ذلك، قد تظهر أضراس العقل في وقت أبكر، وقد يتأخر ظهورها عند البعض.
في حال الحاجة إلى خلع ضرس العقل، فمن الأسهل القيام بذلك في عمر صغير. لا يعني ذلك أنه لا يمكن إجراء عملية جراحية في وقت لاحق من الحياة، ولكن العملية تكون أسهل؛ إذ تكون العظام حول اللثة أكثر ليونةً، والنهايات العصبية في الفم لم تتشكل تمامًا.
ما فائدة أضراس العقل؟
يُعد خلع ضرس العقل إجراءً شائعًا، لأنه غالبًا ما تكون هناك مساحة لتضم فقط 28 سنًا في الفم. فإذا ظهرت جميع أضراس العقل الأربعة، سيصبح العدد 32 سنًا، وقد يؤدي ذلك إلى الازدحام السني.
بما أن الفم يتسع لنحو 28 سنًا فقط، فما الهدف من ضرس العقل؟
أحد المعتقدات هو أن أضراس العقل كانت بمثابة أسنان بديلة لأسلافنا القدماء. اليوم، نحن نأكل الأطعمة اللينة أو الطرية، ومعظم الناس يحافظون على نظافة الفم. كلا العاملين يساعدان في تقليل احتمالية فقدان الأسنان.
نظرًا إلى أن أسلافنا تناولوا أنواعًا مختلفة من الأطعمة -ربما لم تكن طرية- ولم يكن لديهم مواعيد منتظمة للاستشارات السنية، فقد يكونون قد عانوا من مشاكل اللثة والأسنان، مثل تسوس الأسنان أو فقدانها. إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن توفر أضراس العقل أسنانًا إضافية للمضغ.
اليوم، قليلًا ما نحتاج إلى أضراس العقل، وغالبًا ما تسبب ضررًا أكثر من نفعها.
ما مضاعفات وجود ضرس العقل؟
حتمًا لا توجد قاعدة تنص على أنه يجب قلع ضرس العقل الذي يظهر -خاصةً إذا كانت هناك مساحة في الفم- ولكن يختار بعض الأشخاص القلع حتى عندما لا تسبب أضراس العقل مشكلات لتجنب المضاعفات في المستقبل، وبعض الناس لا يقومون بالقلع إلى أن يشعروا بالألم.
إذا أُجّل القلع لعدم المعاناة من أي أعراض، فقد تحتاج في النهاية إلى إجراء جراحة في الفم. تميل أضراس العقل إلى التسبب في مشاكل كلما طالت مدة بقائها في الفم.
تشمل المضاعفات الشائعة المرتبطة بأضراس العقل ما يلي:
ألم أسنان: يُعد الألم في مؤخرة الفم علامة شائعة على ظهور أضراس العقل. قد يبدأ ألم الأسنان بنحو خفيف ومتقطع في مؤخرة الفم ويستمر بضعة أيام، ثم يهدأ. قد يحدث هذا بشكل متقطع على مدار عدة أشهر أو سنوات، ومع ذلك يمكن أن يزداد الألم تدريجيًا إلى الحد الذي يصعب فيه المضغ أو التحدث. غالبًا ما يكون الألم ناتجًا عن ضغط الأسنان على أعصاب الفم.
تورم واحمرار: إلى جانب الألم، تشمل علامات ظهور ضرس العقل احمرارًا أو تورمًا في اللثة حول الضرس الثالث.
الأسنان الضامرة: في بعض الأحيان، يمنع عظم الفك والأسنان الأخرى؛ ضرس العقل من البزوغ، وتبقى الأسنان مطمورة تحت خط اللثة. هذا يمكن أن يسبب ألمًا شديدًا في الفم. تشمل العلامات الأخرى على وجود ضرس عقل ضامر؛ وجود ألم حول الأضراس عامةً، دون وجود علامة على بزوغ سن. من العلامات أيضًا ظهور كيس في مؤخرة الفم.
التهابات الفم: عندما تظهر أضراس العقل، يمكن أن تتجمع البكتيريا في الللثة، ما يؤدي إلى التهاب الفم. من علامات الإصابة ما يلي:
ألم
احمرار
تورم
ليونة في الفك
رائحة الفم الكريهة
طعم كريه في الفم
النخور: قد يتجمع الطعام أيضًا في اللثة حول الأضراس الثالثة، ما قد يسبب نخرًا في الضرس الثالث الناشئ. الأسنان الموجودة أمام ضرس العقل يمكن أن تتسوس أيضًا بسبب عدم وجود مساحة كافية لتنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط.
انزياح الأسنان: عندما لا تكون هناك مساحة كافية في الفم لأضراس العقل، فإن بزوغها قد يؤدي إلى تحرك الأسنان الأخرى خارج مكانها، أو قد تصبح غير مصطفة جيدًا، أو ملتوية.
متى تجب زيارة إلى الطبيب؟
في حال الشعور بألم في الأسنان أو ظهور ضرس عقل، تجب استشارة طبيب الأسنان. يمكن أن يأخذ طبيب الأسنان صورة أشعة سينية لتحديد عدد أضراس العقل.
عند معاناة ألم أو مشاكل أخرى، فمن المرجح أن يوصي طبيب الأسنان بالإزالة من قبل اختصاصي جراحة الفم. هذا يساعد في تقليل مخاطر حدوث مضاعفات مثل:
الالتهابات
فقدان العظام
ألم عصبي المنشأ
النخور
انزياح الأسنان
إذا كانت أضراس العقل لا تسبب أي مشاكل أو مضاعفات، فقد يراقب طبيب الأسنان الوضع ويوصي بإزالتها في وقت لاحق.