اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

على وقع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس.. لماذا التركيز على رفح وما أهميتها؟

صيدا اون لاين

كتب موقع "الحرة": مع بلوغ الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الثامن قريبا، تتجه أنظار العالم لمدينة رفح، جنوب غزة، حيث تحاول إسرائيل تنفيذ هجوم، الغرض منه "محاصرة حماس واستعادة الرهائن"، بحسب كبارة القادة الإسرائيليين.
وكانت إسرائيل لوحت منذ عدة أسابيع لنيتها تنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة التي لجأ إليها أكثر من مليون شخص هربوا من القصف في الشمال.
وتعترض الكثير من دول العالم، خاصة الولايات المتحدة، على خطط إسرائيل خشية وقوع مزيد من الضحايا في صفوف المدنيين الذين لجأوا إلى آخر ملاذ في غزة المحاصرة.
وليل الأحد الإثنين، نفذ الجيش الإسرائيلي هجوما على مخيم تل السلطان في المدينة ما أوقع 45 قتيلا وفق أرقام نشرتها السلطات الفلسطينية.
والإثنين، ساد غضب كبير أرجاء العالم على مستوى الدول والحكومات والمنظمات الدولية وغير الحكومية، حيث استيقظ العالم على صور الضحايا المدنيين والأشلاء التي تركتها الغارة الإسرائيلية.
وحتى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وصف الغارة بأنها "خطأ مأساوي"، بحسب صحيفة "هآرتس".
من جهته، وصف متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، الثلاثاء، الغارة بـ"الخطيرة والمؤلمة"، مؤكدا على مباشرة التحقيق في الحادثة. 
وبعد أن قصفت أغلب المناطق في القطاع بدءا من الشمال، تسعى إسرائيل الآن لتنفيذ هجوم واسع على الجنوب حيث مدينة رفح المتاخمة لمصر.
أهداف إسرائيل في رفح
تقول إسرائيل إن هدفها الأساسي من الهجوم على رفح هو إعادة الرهائن الذين تم اختطافهم في السابع من تشرين الأول خلال هجوم حماس، ومنع الحركة من تنفيذ هجوم آخر على الإسرائيليين.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم مصممون على إغلاق أنفاق تهريب الأسلحة والأشخاص بين غزة ومصر، وإنهاء نفوذ الجماعة الفلسطينية المدعومة من إيران على القطاع، والضغط على حماس للموافقة على صفقة من شأنها إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
ويعتقد الإسرائيليون أن العديد من الرهائن الذين يزيد عددهم عن 130، محتجزون في رفح. 
ويعتقد العديد من المحللين الإسرائيليين، وفق موقع "اللجنة اليهودية الأميركية" أن الضغط على حماس في رفح قد يجبر المنظمة على الجدية في التفاوض مع إسرائيل وإطلاق سراح الرهائن. 
وتعتبر إسرائيل، رفح، المعقل الأخير المتبقي لكتائب حماس العسكرية وقياداتها. 
ويرى الإسرائيليون أن هزيمة كتائب حماس المتبقية في غزة أمر ضروري لضمان أن "الجماعة المدعومة من إيران لم تعد لديها القدرة على قتل الإسرائيليين" وفق اللجنة ذاتها. 
ويعتقد أن العديد من كبار القادة، بما في ذلك زعيم حماس يحيى السنوار، ربما يتواجدون هناك. 
وبينما تعد رفح ذات قيمة استراتيجية في جهود إسرائيل الرامية إلى هزيمة حماس بشكل كامل، فإن حماس تستخدم القطاع بأكمله في عملياتها، كما قال مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق آفي ميلاميد، لصحيفة "ذا هيل" البريطانية.
وقال ميلاميد: "تتصور حماس نفسها كلاعب إقليمي، وإسرائيل بحاجة إلى تقليص حجمها إلى حد لن تتمكن فيه من الاستمرار في لعب هذا الدور". 
وتابع "طريقة القيام بذلك تتطلب في الواقع عنصرين رئيسيين، الأول هو سحق العمود الفقري العسكري لحماس بشكل كبير، وهو بالضبط ما تفعله إسرائيل الآن، والأمر الآخر هو تقليص دورها في غزة، وهي في الواقع المرحلة النهائية".
أهمية رفح بالنسبة لحماس
تقع رفح بجوار مصر، وكانت في السابق واحدة من آخر الحدود التي تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة والطريقة الوحيدة التي يمكن للفلسطينيين من خلالها مغادرة قطاع غزة. 
لذلك، تنوي إسرائيل تدمير كل الأنفاق التي حفرتها حماس طيلة سنوات حكمها.
وبعد وقت قصير من سيطرة حماس على قطاع غزة، عام 2007، بدأت في حفر الأنفاق، التي تستميت الآن في حمايتها في جميع أنحاء القطاع، ولا سيما الجنوب ناحية رفح.
ومع بقاء قيادتها على حالها إلى حد كبير في رفح، فإن حماس تستطيع بسهولة أن تستخدم المنطقة  كقاعدة لإعادة تأكيد سيطرتها على قطاع غزة بالكامل إذا انتهت الحرب.
وقال جوناثان لورد، وهو زميل بارز ومدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الدراسات الدولية في حديث لمجلة "فورين بوليسي" إن مدينة رفح تبدو مختلفة بعض الشيء عن المدن الأخرى من حيث أهميتها الاستراتيجية لطرفي النزاع.
وقال لورد إن كتائب حماس التي تقاتل في رفح هم من السكان الأصليين للمنطقة، الذين يعتمدون على ممر فيلادلفيا، وهو عبارة عن شبكة كثيفة من الأنفاق.
وقد حاول الإسرائيليون إقامة جدار تحت الأرض لمنع حماس من استخدام الممر، لكنهم لم ينجحوا.
وقال أيضا "على الأرجح حماس متحصنة ومستعدة للقتال من مواقع حيث يمكنها الوصول إلى الأنفاق وإعادة الإمداد والقدرة على التسلل والهروب والتحرك". 
وقال محللون إن حماس قد ترغب أيضا في أن يعيق المدنيون في رفح الطريق أمام الإسرائيليين، حيث أن الكثافة السكانية هناك تعيق أي عملية عسكرية دون وقوع خسائر بشرية فادحة وسط المدنيين.
في الصدد، قال كينيث ماكنزي، جنرال متقاعد من مشاة البحرية ورئيس القيادة المركزية الأميركية حتى عام 2022 "معركة رفح متعددة الأبعاد" في إشارة إلى أهميتها.
وأضاف أن حماس تريد فرض منطقها على الجيش الإسرائيلي، وتجبره على القتال في رفح تحت الأرض، وعلى سطح الأرض، والقتال أيضا في الغلاف الجوي المنخفض للأرض، لأنها ستطير على الأرجح بالكثير من الطائرات بدون طيار على كامل المنطقة وهذه الآلية تثبت أهميتها لدى الحركة الفلسطينية.
ولا تزال الحدود بين رفح ومصر مغلقة مؤقتا، ما يعني أن معظم الفلسطينيين لا يستطيعون المغادرة ولا يمكن دخول معظم المساعدات الإنسانية.
وتسيطر إسرائيل على جميع الحدود البحرية والبرية الأخرى عبر الأراضي الفلسطينية. 
وتحولت المدينة إلى مخيم جماعي للاجئين، حيث فر أكثر من مليون شخص من أجزاء أخرى من قطاع غزة بحثاً عن ملجأ من القصف الإسرائيلي المكثف.
وقد أدى القصف عبر رفح إلى تحويل العديد من المباني إلى أنقاض، ما أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين.
ولا يزال الغذاء والمياه النظيفة نادرين، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن الأزمة الإنسانية الإقليمية المتصاعدة.

تم نسخ الرابط