من 300 سرير الى 80 فقط... مستشفى الحريري يتحول الى مستوصف!
يؤكد بسام عاكوم الناطق باسم موظفي مستشفى رفيق الحريري في حديث الى "ليبانون ديبايت"، ان الموظفين بقرار اضرابهم بدءاً من يوم الاثنين قد ظهّروا الإضراب التي تنفذه فعلياً الإدارة، فمستشفى الحريري والذي هو مستشفى جامعي والذي لديه قدرات لامحدودة ومجموع أسرة يصل عددها الى حوالي 480 وعندما يعمل منها فقط 70 سريراً فانما ذلك يدل على أنها بحالة إضراب ، وعندما يصبح قسم الأشعة الذي هو من الأضخم على صعيد لبنان وربما الشرق الاوسط ويشمل حوالي 90% من صور الأشعة في لبنان لا يعمل الا بطاقة لا تتعدى الـ 10 و20% بكافة معداته التي اصبح أغلبها متوقف وبحاجة الى صيانة وليس عقد صيانة من أجل إصلاحها، فهذا يدل على ان المستشفى في حالة اضراب ايضاً.
كما أن هناك قسم العلاج بالأشعة مقفل بسبب الحاجة إلى صيانة، وقسم التنظير متوقف عن العمل منذ أشهر وبعضها منذ سنوات يعني هذا نحن في حالة إضراب، كما يوضح العاكوم.
ويقول: نحن نرفض إنهيار المستشفى من دون أن يشعر أحد بها ونحن قمنا بالمستحيل مع كافة الجهات من أجل وضعهم بالصورة، نحن إجتمعنا بالوزارة لأكثر من مرة وقدمنا لائحة بالمشاكل التي نعاني منها والفشل الإداري أو عدم الدراية بإدارة المستشفيات وإجتمعنا مع مدير عام الوزارة 4 مرات وكذلك قدمنا ما هي الحلول المقترحة طيلة خمسة اشهر.
ويضيف: عدنا إجتمعنا معهم من جديد في الاسبوع الماضي وأخبرناهم بأن المستشفى تنهار الإدارة ليس لديها رؤية ولا خطة عمل ولا نهوض ولا أي أفكار من أجل التطوير وتعود المستشفى الى الإنطلاق من جديد.
ويكشف ان عدد مرضى المستشفى لا يتجاوز اليوم الـ 80 والادارة لا تحرك ساكن وكأن الوضع جيد جداً ، لذلك يعتبر الموظفون ان هذا الشيئ مرفوض فالمستشفى ليس بمستوصف، لا سيما اننا نسمع طبول الحرب تقرع والمستشقيات في لبنان بأغلبها تجهز نفسها بالمقابل المستشفى الرسمي الضخم يغلق أقساماً ويخفض الخدمات.
ويتناول وضع الموظفين حيث لا يملك معظمهم ثمن البنزين للوصول الى المستشفى ويسأل: "من سيستقبل المرضى وكافة الخدمات غير متوفرة؟".
ويؤكد الفشل الإداري الذريع وعدم الدراية بالإدارة حيث لا توجد رؤية، رغم ان الوزير ليس بعيداً عن المستشفى فهو كان مديرها سابقاً وهو مديرها الفعلي لكن ليس هناك من تواصل بينه وبين رئيس اللجنة المكلفة إدارة المستشفى الدكتور جهاد سعادة الذي كلفه بالادارة ، وهي لجنة مؤقتة، ويقتصر تواصله مع أحد أعضاء اللجنة ، وواجب عليه عندما يلحظ درجة تدني نتائج المستشفى أن يتحرك لوحده.
وهل المشكلة المالية هي السبب لما وصلت اليه المستشفى؟ يجيب العاكوم:إذا أردنا التعامي عن المشكلة الرئيسية يمكننا أن نقول نقص المال لكن ببساطة في حال اليوم أعطونا الاموال المكسورة فهل حلت مشكلة مستشفى الحريري بـ 80 مريض.
ويكشف ان الموظفين لم يتقاضوا رواتبهم الشهر الماضي وتقاضوا جزء بسيط والذي هو 40%، منهم من تقاضى حوالي 170 دولار ومنهم 300 دولار وهؤلاء من كبار الموظفين.
ويختم: مستشفى الحريري ليس هذا هو دورها فهي ليست بمستوصف بل على الاقل يجب أن تخدم حوالي 300 مريض وتتوفر فيها كافة الخدمات الطبية وتلبي ما يحتاجه المواطن وتكون مقصداً للجميع لديها الكثير من المقومات ولكن ليس لديها إدارة قادرة على إستخدامها .