"السكسكية " تودع أقمارها بالورود.. وبإصرار على الصمود !
رغم تعرضها أربع مارات لغارات من الطيران الحربي منذ بدء العدوان الإسرائيلي على الجنوب وفقدانها 12 من زهرات شبابها وشاباتها ، بقيت بلدة السكسكية في منطقة الزهراني تنبض بإرادة الحياة والإصرار على الصمود .
فقد أدى استهداف مبنى سكني فيها بغارة معادية الى وقوع مجزرة ذهب ضحيتها 12 شهيداً مدنياً ونحو 18 جريحاً، وادت الغارة لتضرر مبان مجاورة واحتراق سيارات كانت متوقفة في محيط المكان.
وفي جولة على أنقاض المبنى المستهدف، رافق الإعلاميون بعض اقارب الضحايا والناجين وهم يتفقدون المكان ، وروى لهم بعضهم ما جرى قبل ولحظة الاستهداف ، وأمسك آخرون بشظية صاروخ مشيرين الى ما احدثه من دمار .
واليوم استقبل أهالي الشهداء جثامين 9 من أبنائهم مسجاة ، ملقين عليهم النظرة الأخيرة ومودعين فلذات الأكباد ، ومن بين الأهالي انحنى أحمد حلّال ( الذي فقد يده في حرب تموز 2006 ) على جثمان ابنته جور حلّال ناثراً الورود عليها وعلى بقية شهداء هذه المجزرة .
في "مركز أنفينيتي للرعاية الصحية" القريب من البلدة والذي نقل اليه معظم الشهداء والجرحى، واستقبل منذ يوم أمس اعدادا كبيرة منهم معظمهم من المدنيين، كانت إصابات بعضهم وأنين بعضهم الآخر كافيين للتعبير عما اختبروه من أهوال في لحظات استهداف بيوت ومبان دمرت جزئياً أو كلياً أو سويت بالأرض وحتى في مناطق لجأوا اليها ظناً أنهم سيكونوا فيها بمأمن من الغارات فلاحقتهم اليها .
وقال الدكتور موسى يوسف : كما ترى الصور تعبر عن نفسها . وكما هو واضح هي مجازر بحق مدنيين وليست ضربات عسكرية. فتسعون بالمائة من الإصابات هي في صفوف الأطفال ، وتتراوح بين جروح وحروق وكسور . لقد استقبلنا عددا كبيرا من الجرحى من الأطفال والنساء بالإضافة الى غير اكثر من مائة شهيد ، حيث يتم احضار جثامين شهداء وتسليم أخرى ، وحاليا يوجد 23 شهيدا في البراد ..