اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

لبنان "سويسرا الشرق" قريباً!

صيدا اون لاين

اطّلعت، في الأسابيع القليلة الماضية، على عشرات البرامج الانتخابيّة للوائح تخوض الانتخابات البلديّة في محافظاتٍ مختلفة. كلامٌ جميل وخيالٌ جامح وصورٌ افتراضيّة لمدنٍ وبلداتٍ وقرى تشعر أنّها لحديقة في بروكسل وملعبٍ في برلين وشارعٍ في نيس الفرنسيّة.

تكثر الوعود، قبل الانتخابات. يكثر "النقّ" بعدها. وبدل شعارات التغيير وأحلام التجميل، يحلّ الكلام عن الصعوبات والعراقيل، و"ما خلّونا" بلديّاً أيضاً. ولكن، لو طُبّقت الوعود المسمّاة، لزوم المعركة، "البرامج الانتخابيّة"، بل لو طُبّق اليسير منها، لأصبحنا نسير على طرقاتٍ فسيحة وأرصفةٍ جديدة وتحت إنارةٍ على الطاقة الشمسيّة، ثمّ نعرّج على مساحاتٍ خضراء واسعة وعلى ملاعب مزدحمة بالروّاد، وننجز معاملاتنا من هواتفنا الذكيّة، ونحصل من بلديّاتنا على كامل الحقوق... 
باختصار، لو طُبّقت هذه البرامج الانتخابيّة لأصبح لبنان "سويسرا الشرق"، من دون حاجةٍ إلى صندوق النقد الدولي والدول الصديقة، ومؤتمرات الدعم…
لكنّ الحقيقة مختلفة، ليس فقط لأنّنا نعرف أن غالبيّة الوعود الانتخابيّة لن تتحقّق، وهو ما يعرفه أصحابها أكثر منّا، ولكنّ لأنّ عراقيل عدّة تحول حتى الآن دون ذلك، أهمّها عدم إيجاد حلّ حازم لمسألة سلاح حزب الله ومؤسّساته غير الشرعيّة، كمثل مؤسّسة القرض الحسن التي لم يجرؤ أحدٌ في هذه الدولة على البحث في مصيرها.
لذا، وسنقول الأشياء بأسمائها، ستزورنا الجميلة مورغان اورتاغوس بعد قرابة أسبوعين، لتكون أكثر حزماً في مخاطبتها للمسؤولين اللبنانيّين الذين يعوّلون، على الأرجح، على الاتفاق الأميركي الإيراني الذي سيعفيهم من مواجهة "الحزب"، فيتكفّل الإيراني بدفعه الى تسليم سلاحه ووقف الدعم عنه.

هكذا نحن، ننتظر من الخارج أن يفعل لنا ما نعجز عن فعله، في وقتٍ تتراجع آمالنا بأن تصنع الحكومة الحاليّة فارقاً في أكثر من مجال، خصوصاً أنّنا لم نرَ رئيسها بعد يجول بين دولةٍ وأخرى طالباً الدعم وواعداً بما هو أفضل. ولم نسمع مسؤولاً يعالج مسألة عودة النازحين الى بلدهم، وقد زالت أسباب بقائهم وآخرها العقوبات التي رُفعت.
ربما يكون التعويل على بعض المجالس البلديّة أكثر جدوى من انتظار انجازاتٍ حكوميّة، اللهم إلا إذا كان الكلام الكثير يُحسَب إنجازاً.

تم نسخ الرابط