عون: المشاركة تعكس إرادة الصمود والحياة بالمنطقة

انتهت المرحلة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية، على وقع «ضمانات دولية» تمثلت في «ضغوط على إسرائيل»؛ لمنعها من عرقلة هذا الاستحقاق بالاستهدافات التي نفذت آخر جولاتها العنيفة، الخميس.
وأكد الرئيس جوزيف عون، الذي أدلى بصوته في مسقط رأسه ببلدة العيشية ، «وجود ضمانات» لعدم حصول اعتداءات إسرائيلية، ووجه رسائل عدة؛ أهمها أن «إرادة الحياة أقوى من الموت، وأن إرادة البناء أقوى من الهدم»، وأن «اليوم ليس فقط عيد التحرير بل عيد الديمقراطية والخيار الصحيح»، في إشارة إلى تزامن الانتخابات مع ذكرى تحرير جنوب لبنان في عام 2000
وبدأ عون جولته من سرايا صيدا الحكومي، جال على الموظفين برفقة وزيري الدفاع ميشال منسى، والداخلية أحمد الحجار، وعقد اجتماعاً في سراي صيدا، وقال: «تحل الذكرى الـ25 لتحرير الجنوب، وللأسف لا يزال الجرح ينزف، وأحيي في هذه المناسبة ذكرى الشهداء من عسكريين ومدنيين الذين رووا بدمائهم أرض الجنوب، وشكلوا منارة على طريق الحرية والكرامة لجيل المستقبل».
ودعا عون اللبنانيين «للتصويت بكثافة، ليس فقط لأنه حق ديمقراطي، بل أيضاً لأن هذه الانتخابات إنمائية وليست سياسية، ويجب التصويت لمن يمثلهم في إنماء المدن والقرى المعنية، ولمن يقدّر تضحيات أبناء المدينة، ولمن سيساهم في إعادة الإعمار، وهذا حق طبيعي للمقترعين». وقال إن «هذه الانتخابات تؤكد أن إرادة الحياة أقوى من الموت وإرادة البناء أقوى من الهدم. اليوم ليس فقط عيد التحرير بل عيد الديمقراطية والخيار الصحيح».
وفي النبطية، ترأس عون اجتماعاً أمنياً، وشدد على «أهمية هذا الاستحقاق الجنوبي، على الرغم من كل الاعتداءات». ووجه تحية إلى «ابن الجنوب الذي يبدو اليوم مصمماً على المشاركة في الانتخابات، وهذا يعكس إرادة الصمود والحياة والبناء لديه».
وقال: «الانتخابات هي مشاركة لإنماء البلدة والقرية، خصوصاً بعد الدمار الذي لحق بها، ومن واجب الناخبين المشاركة في بناء
لبنان الغد لجيل المستقبل، ودورهم اليوم اتخاذ الخيار الصحيح والمساهمة في هذا الإنماء. وأمل الرئيس عون أن تشهد الأيام المقبلة نهاية المآسي والحروب والدمار».
وكانت لعون محطة شخصية وانتخابية في مسقط رأسه بلدة العيشية، حيث اقترع في الاستحقاق الاختياري، نظراً إلى أنه تم التوافق على فوز مرشحي البلدية بالتزكية.
ولدى خروجه، تحدث عون إلى الإعلاميين فقال: «لقد اعتدت على حماية الانتخابات طوال 40 عاماً، واليوم أدلي بصوتي للمرة الأولى في الاستحقاق الانتخابي، وهو لإنماء البلدة. التزكية هي نوع من الديمقراطية، والبلد قائم على الديمقراطية التوافقية، ولو لم يحصل توافق لكنا اتجهنا إلى انتخابات ديمقراطية، وهو أمر طبيعي، وكل من يفوز، أعتبر أنه يمثّلني».
وسُئِلَ عن وجود ضمانات لعدم حصول اعتداءات إسرائيلية، فأجاب عون أن «الضمانات موجودة». وجدد الدعوة إلى الناخبين للتصويت بكثافة، مشيراً إلى أن «الرسالة هي أن الجنوب هو من لبنان وقلب لبنان، ويجب ألا يكون هناك رادع لإرادة صمود اللبنانيين».
بدوره ، أوضح وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، خلال تفقده سير العملية الانتخابية في بلدة شبعا الحدودية، أن «كل الاتصالات الدبلوماسية مطمئنة، ونحن متمسكون بسيادة الدولة الحاضرة إلى جانب الشعب».
وبدوره شكر رئيس الحكومة نواف سلام كل من ساهم في إنجاح العملية الانتخابية. وقال في تصريح من وزارة الداخلية مساء : وعدنا ووفينا بأن تتم الإنتخابات بموعدها وجهوزية وزارة الداخلية كانت عالية جدًا.
أضاف: "لا يمكن أن ننكر وجود بعض الشوائب لا سيما في الشمال، وقد تعلّمنا منها وسنبدأ بالعمل للتحضير للانتخابات النيابية في العام المقبل متسلّحين بالدروس من الانتخابات البلدية