بهية الحريري رقماً صعباً في معادلة صيدا الانتخابية: ماكينة تيار المستقبل تنبض مجدداً

أثبت جمهور تيار المستقبل في مدينة صيدا أنه لا يزال الرقم الأصعب في المعادلة الانتخابية المحلية، وهو ما تجلّى بوضوح خلال العملية الانتخابية الأخيرة. فقد تمكن المهندس يوسف النقيب، في ظرف سبعة أيام فقط، من تشغيل ماكينة انتخابية فعالة، درّب خلالها 500 متطوع ، ليُحقق فوزًا بارزًا بلائحة "سوا" برئاسة مصطفى حجازي التي نالت 11 مقعدًا ونجحت في تولي إدارة بلدية صيدا بالشراكة مع باقي اللوائح.
هذا الحضور القوي يعكس استمرار فعالية وحيوية جمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي أثبت مرة جديدة استعداده الكامل لخوض أي استحقاق انتخابي، رغم محاولات الخصوم تقليص دوره أو التقليل من تأثيره. فالجمهور الذي لبّى دعوة الماكينة الانتخابية بحضور تجاوز الألف شخص، إنما عبّر عن ولائه لنهج رفيق الحريري وثقته بالدور الوطني والقيادي للسيدة بهية الحريري، حتى وإن كانت تتابع مجريات الانتخابات من بعيد.
في ضوء هذا المشهد، يمكن القول إن صيدا لا تزال وفية لخط الرئيس الحريري، وأن السيدة بهية الحريري تحتفظ بمكانتها كمرجعية سياسية أولى في المدينة. ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقبلة، تبدو الصورة أكثر وضوحًا: القوى السياسية والأحزاب في صيدا وجزين ستسعى إلى فتح قنوات تواصل مع السيدة الحريري، لإبرام تفاهمات تتيح لها الاستفادة من رصيد شعبي واسع لا يمكن تجاوزه.
لكن يبقى السؤال الأساسي: هل ستتكرر النتائج ذاتها في الانتخابات النيابية المقبلة؟ الأرجح أن المشهد سيتغيّر وفقًا لتحالفات جديدة، إلا أن المؤكد أن تيار المستقبل، بقيادة بهية الحريري، سيبقى لاعبًا أساسيًا في صياغة التوازنات الانتخابية في صيدا، وأن أي طرف سياسي سيكون مضطرًا لأخذ هذا الواقع بعين الاعتبار.