الإدارة الأميركية للبنان: نفد صبرنا من تعاملكم مع سلاح "الحزب"

كانت التداعيات الحكومية حيال مجاهرة أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم بموقف «الحزب» الذي يمعن بالتفرد بقرار الحرب والسلم لتمر بهدوء لولا اتساع رقعة ردود الفعل خارج الحدود. وكانت النتيجة، عاد التدهور الأمني أمس إلى مناطق واسعة من لبنان بفعل العمليات الإسرائيلية والتي حملت العنوان من بيان وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس والذي نقلته وكالة أجنبية حيث جاء فيه: «أنصح الوكيل اللبناني أن يلزم الحذر ويدرك أن إسرائيل فقدت صبرها حيال الإرهابيين الذين يهددونها وإذا حصل إرهاب، فلن يعود هناك «حزب الله».
وعلمت «نداء الوطن» أن عبارة كاتس حول «فقدان الصبر»، هي ذات العبارة التي وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين أخيرًا من واشنطن، حيث أكدت الإدارة الأميركية أن «صبرها قد نفد حيال تعامل السلطات مع ملف نزع سلاح «حزب الله». وحذرت مصادر دبلوماسية من أن تطابق الموقفَين الأميركي والإسرائيلي من سلاح «الحزب» يجب أن يدفع الحكم في لبنان إلى إعادة النظر في مقاربته لهذا الملف.
وفي السياق نفسه، علمت «نداء الوطن» أن المبعوث الرئاسي الأميركي توم برّاك الذي زار لبنان الخميس غادر في اليوم نفسه إلى الرياض لإجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين حول تطورات المنطقة. وقد قرر برّاك العودة إلى لبنان بعد ثلاثة أسابيع لكي يبقى في بيروت قدر ما تتطلبه مهمته إضافة إلى تسيير شؤون سفارة بلاده في أنقرة.
وأتت زيارة الموفد الأميركي لرئيس «الحزب الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، في إطار إعادة تمتين العلاقات بين الجانبَين بعد التوتر الذي شابها نتيجة مواقف الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس من جنبلاط. ونقل بعض الذين التقوا برّاك بعد لقائه الرئيس بري أن هناك تقاربًا بين الجانبَين وتقديراً من برّاك لشخصية بري ومواقفه.
وفي نيويورك وفي إحاطة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط صرّحت المندوبة الأميركية في المجلس دوروثي شيا: «أن الحكومة الإيرانية شجعت وكيلها الإرهابي «حزب الله» على فتح جبهة شمالية من لبنان».
وأسهبت مصادر نيابية بارزة في تتبع تسارع التطورات في لبنان فقالت لـ «نداء الوطن» إن خطورة كلام نعيم قاسم الأخير أنه موجه ضد خطاب القسم الرئاسي والبيان الوزاري. لكن الأخطر هو عجز الدولة عن تطمين اللبنانيين إلى استقرار البلاد مثلما هو عجز «الحزب» عن مواجهة إسرائيل.
أضافت المصادر، أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران ماضية إلى تصعيد وأن هناك ضربة كبرى بين ساعة وأخرى ستسبق طاولة المفاوضات. وما يثير القلق أن يقدم «حزب الله» بناء على قرار إيراني على عملية انتحارية يجر معه لبنان مجددًا إلى الانتحار. وتساءلت عن قدرة المسؤولين على توجيه إنذار إلى «الحزب» من مغبة انفراده مرة أخرى بقرار الحرب تحت طائلة مواجهته من الدولة نفسها؟».
ولفتت إلى أن تصريح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس ينطوي على دلالة مفادها أن «حزب الله» المشارك في الحكومة إذا قرر عدم الالتزام بسياستها عليه الاستقالة منها.