اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

بالأرقام: الأموال تتدفّق إلى سوريا... متى موعد لبنان مع الازدهار؟

صيدا اون لاين

شكّل تغيير النظام في سوريا ووصول أحمد الشرع الى سدّة الرئاسة ورقة "يانصيب" رابحة للبلد الذي بدأ يواكب التغيير الكبير في المنطقة على مُختلف المستويات وبسرعة قياسيّة، وبدأ يقطف ثمار تموضعه الجديد بالمليارات وبدعم طويل الأمد.

تجاوزت الالتزامات المالية الغربية والعربية في سوريا الـ 20 مليار دولار، وكثرٌ هم الداعمون لسوريا الجديدة، أبرزهم بريطانيا التي قدّمت ما يصل إلى 200 مليون دولار لدعم التعافي في العام 2025 تشمل الطاقة والخدمات الحكومية والطوارئ، وقد أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لاميمنذ أيام عن تقديم حوالى 129 مليون دولار لدعم التعليم والإغاثة الإنسانية في سوريا، وفي آذار 2025، خرج عن المؤتمر الذي نظمته المفوضية الأوروبية التزام ما يقارب 2.7 مليار يورو لإعادة الإعمار في سوريا، وكانت قمّة بروكسل قد التزمت بدورها بـ6.5 مليار دولار كتمويل متعدد السنوات.

ليس هذا فقط، بل التزم برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة الـ UNDP بـ 1.3 مليار دولار موزعة على ثلاث سنوات لإعادة تأهيل البنى التحتية وتشجيع الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال في سوريا، أما صندوق النقد الدولي فوفر لسوريا 563 مليون دولار من حقوق السحب الخاصة.

لم يقتصر دعم سوريا على الغرب، بل مساهمة العرب أيضاً كبيرة جدّاً، فقد أعلنت قطر عن خطط لدعم رواتب الموظفين الحكوميين في سوريا بما قيمته 120 مليون دولار شهريّاً، أما المساعدات الإنسانية السعودية فتجاوزت 7 مليار دولار على مدى سنوات، كما ساعدت في سداد ديون سوريا للبنك الدولي بما قيمته 15 مليون دولار.

هذه عيّنة عن الأموال التي بدأت تتدفق الى سوريا عدا عن الاستثمارات في قطاعات مختلفة كالنفط والكهرباء والبنى التحتية والتجارة وغيرها، ما يُظهّر الاهتمام الكبير في سوريا رغم وجود تحدّيات جمّة في هذا البلد اليوم أبرزها تحويل هذه الأموال إلى تنمية فعلية من دون فساد في وقتٍ لا يزال 90 في المئة من السكان تحت خطّ الفقر، أضف الى ذلك الانقسام الحاصل في البلد ووجود فصائل وجماعات مسلّحة كـ"داعش" والتهديد الأمني الدائم.

يراقب اللبنانيّون الذين يتوقون الى التغيير الحقيقي في بلدهم ما يحصل في سوريا ولسان حالهم يسأل عن موعد بلدهم مع الاستقرار الفعلي والنهضة الموعودة، في وقت أكّد وزير الخارجية يوسف رجّي أنّ إعادة الاعمار في سوريا ستتجاوز الحدود السورية لتنعكس على لبنان بشكلٍ إيجابي. ولكن لماذا لم يحصل لبنان على دعم مماثل رغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية جوزاف عون؟

كثيرةٌ هي الأسباب وراء ذلك، أوّلاً، لا يزال جزء كبير من المجتمع الدولي يعتبر أن الطبقة السياسية في لبنان ما زالت هي نفسها التي تسببت بالانهيار المالي والانفجار والانقسام، وثانياً، لا ثقة حقيقية بأن الدعم سيُستخدم بشفافية أو لإصلاحات جذرية، وثالثاً، لم يُقدم لبنان "صفقة كبرى" للمجتمع الدولي مقابل الدعم مثل سوريا أو العراق بعد الحروب، وهو ما يمكن أن يحصل بعد معالجة حقيقيّة لملف سلاح "حزب الله" أو إعطاء ضوء أخضر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للسلام مع إسرائيل.

سوريا تغيَّرت، فحصلت على فرصة جديدة. المشهد في لبنان لم يتغيّر والكباش لا يزال يتحكّم بمصير البلد رغم كلّ الإيجابية التي بُثّت خلال الأشهر الماضية. "الفرصة متاحة الآن أمام اللبنانيين كي يجعلوا بلدهم لؤلؤة الشرق مرة أخرى"، قالها الموفد الأميركي توم برّاك منذ ساعات وفي عينه بريق وتوق للبنان أجداده الجميل... فهل من يَسمَع ويتَّعظ؟

تم نسخ الرابط