توسّع الاتصالات لدرء الفتنة "لكن الوضع مقلق".. المفتي دريان: لن نسمح بجر لبنان إلى الفتن

تواصلت المساعي لمنع تأثّر لبنان مباشرة بأحداث السويداء وشهدت الساحة السياسية مجموعة مبادرات بينها زيارة رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي، تمام سلام وفؤاد السنيورة لرئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، بالتوازي مع اتصالات تلقّاها شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، أبرزها من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والرئيس نبيه بري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لتخفيف الاحتقان.
وتلقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان امس، اتصالا من قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى بأن البحث تناول الشؤون اللبنانية والدور الذي يقوم به الجيش في حفظ أمن وسلامة لبنان واللبنانيين، وثمن دريان أداء الجيش في القيام بواجبه الوطني ومعالجة أي طارئ امني في شتى أنحاء الوطن.
وشدد مفتي الجمهورية على أن «وحدة اللبنانيين ستبقى عصية في أي أزمة تستجد ومحصنة بتماسكهم وتلاحمهم وستبقى هي الأساس لتفشيل وإسقاط كل من يحاول نشر الفتنة بشتى الطرق في لبنان»، ودعا إلى «المزيد من التضامن الوطني لمواجهة هذه النوايا الخبيثة في إطار الدولة ومؤسساتها الشرعية».
وقال: لا بديل عن الدولة وهيبتها وفرض سيطرتها وأحكامها على كامل أراضيها، فهي مظلة الجميع والضامن الوحيد للنظام وسلطة القانون والحقوق والحريات والمواطنة المتساوية والعدالة بين جميع المواطنين.
أضاف: ندعو لإبعاد لبنان عما يحدث في سوريا الشقيقة، فلديهم دولة قادرة على معالجة الوضع الأمني فيها وقيادة حكيمة ورشيدة ، ونؤكد وحدة سوريا أرضاً وشعبا ومؤسسات، ولا ينبغي أن نتدخل في شؤون غيرنا ولا أن يتدخل أحد في شؤوننا اللبنانية.
وختم: ان دار الفتوى لن تسمح بجر لبنان إلى أتون الفتن الطائفية والمذهبية البغيضة والمحرمة شرعا، وتحرص دائما على الوحدة الوطنية اللبنانية والعمل على درء الفتنة بالتعاون والتضامن مع البطريركية المارونية والأرثوذكسية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومشيخة العقل وبقية المراجع الدينية والسياسية لمنع حدوث أي خلل ليس بالحسبان.
وتابع دريان الأوضاع العامة في لبنان مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام والوزير والنائب السابق وليد جنبلاط ورؤساء الطوائف اللبنانية.
وجاءفي افتتاحية" الديار": ينشغل الجيش راهنًا بمواكبة التطورات في سوريا، وبخاصة في السويداء، بعد تسجيل بعض حالات انتقال شبان لبنانيين للقتال مع العشائر كما مع الدروز هناك. الا ان مصادر مطلعة تؤكد ان اعداد هؤلاء لا تزال محدودة. وتشير المصادر الى انه «صحيح ان لبنان نجح في تجنب تمدد القتال الطائفي المقيت اليه، لكن في حال استمر الوضع هناك على حاله وقتا طويلا ولم يتم تثبيت اتفاق وقف النار، فان الخشية من تسلل سيناريو السويداء الينا ستكبُر حينئذ».
وتضيف:»الزعامات السياسية والدينية في لبنان قاربت هذه الازمة بكثير من التعقل والوعي، سواء من خلال المواقف العلنية التي اتخذتها او بقراراتها على الارض، كما ان التدابير المشددة التي اتخذتها الأجهزة الامنية اللبنانية فعلت فعلها وادت الى ضبط الوضع تماما... لكن ذلك لا يعني ان الوضع ليس مقلقا وانه يفترض وضع أيدينا في مياه باردة»