اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

لا تعديل على العرض الأميركي... ولبنان أمام خيار ضيّق

صيدا اون لاين

أنهى الموفد الأميركي إلى لبنان وسوريا السفير توماس باراك لقاءاته في بيروت، تاركا خلفه انطباعا مقلقا بأن المبادرة الأميركية التي يحملها قد تكون الفرصة الأخيرة لتفادي الانزلاق نحو المواجهة المفتوحة في الجنوب، أو على الأقل، نحو مأزق سياسي طويل الأمد.

باراك اعتمد خلال زيارته تغييرا لافتا في اللهجة والأسلوب، مستخدما الضغط بعامل الوقت والتهديد الضمني بألا مخرج من الأزمة إلا من خلال الطرح الأميركي من دون تعديلات، في رسالة قاسية إلى لبنان السياسي مفادها «خذوه كما هو، أو واجهوا المجهول».

وقال مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ «الأنباء» الكويتية إن باراك في يومه الأول في بيروت «كان فظا في مقاربته، إذ حمل الدولة اللبنانية مسؤولية نزع سلاح حزب الله، معتبرا أن المسألة داخلية، ومقللا من أهمية المطالب اللبنانية بضمانات دولية، باعتبار أن المشكلة ليست في الضمانات».

وأضاف المصدر «هذا الخطاب لم يكن بريئا، بل عكس نفاد صبر واشنطن، وقرارها الضغط الممنهج على لبنان الرسمي، مع تجنب أي إشارة إلى ضغوط موازية على إسرائيل لوقف عدوانها المستمر».

لكن اللهجة تغيرت نسبيا بعد اللقاء المطول الذي جمع باراك برئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث حاول الموفد الأميركي ترميم الأجواء المتوترة، فوصف الاجتماع بأنه «ممتاز»، ودعا اللبنانيين إلى «التحلي بالأمل». وأشار المصدر نفسه إلى أن «التغيير في نبرة باراك جاء بعد تمسك بري بمبدأ وقف الأعمال العدائية وتطبيق القرار 1701 نصا وروحا، والضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار والاغتيالات والخروقات، معتبرا أن أي حل يجب أن يبدأ من هنا لا من اختزال الأزمة بسلاح حزب الله. وأوضح المصدر أن «باراك حافظ على جوهر الطرح الأميركي، لكنه غلفه بلغة ديبلوماسية أكثر مرونة، في محاولة لعدم خسارة قنوات التفاوض مع طرف أساسي في المعادلة اللبنانية».

ولم يستبعد المصدر «عدم عودة الموفد الاميركي إلى بيروت قريبا، وأن الرسالة غير المعلنة التي حملها مفادها أن واشنطن تعتبر طرحها مقفلا غير قابل للتفاوض، وأن الوقت المتاح أمام لبنان ليس مفتوحا. وهذا ما يفتح الباب على سؤال خطير: هل نحن أمام نهاية الوساطات أم بداية مرحلة ضغط متصاعد؟ في الحالتين، يبدو أن لبنان بات محاصرا بين عرض أميركي غير قابل للتعديل، وحرب مفتوحة غير قابلة للتحمل».

تم نسخ الرابط