بحادثة استفزّت الكنيسة والبلدية... "اعتداءٌ" يطال مدافن للمسيحيين جنوباً (صور)

هزّ بلدة صفد البطيخ الجنوبية، اليوم الأحد، مشهد اعتداء جديد طال حرمة المدافن، في حادثة وُصفت بالمؤلمة والدخيلة على قيم وأعراف البلدة، وأثارت استنكارًا واسعًا من الكنيسة والبلدية والأهالي.
في بيان صادر عن كاهن رعية سيدة الانتقال في صفد البطيخ، الأب سعيد أنطونيوس، عبّرت الرعية باسم أبنائها عن مشاعر "الألم والاستنكار"، منددةً "بأشد العبارات الاعتداء الآثم الذي طال مدافن أحبّتنا"
وقال الأب أنطونيوس: "إنّ هذا الفعل الغريب عن قيمنا وأعرافنا يشكّل اعتداءً على حرمة الموتى وكرامة الأحياء جميعًا، مسيحيين ومسلمين على حد سواء". وأشاد بالموقف الواضح الذي عبّرت عنه بلدية صفد البطيخ، معلنًا انضمام صوته إلى صوتها في مطالبة الأجهزة الأمنية المختصة بالإسراع في التحقيق وكشف الفاعلين، وإنزال أشد العقوبات بحقهم منعًا لتكرار مثل هذه الأعمال الدخيلة على بيئتنا
وأضاف: "إنّ بلدتنا كانت وستبقى نموذجًا للعيش الواحد، وبيتًا مشرع الأبواب أمام الأخوّة الصادقة، ولن نسمح لأي يد غريبة أو أجندة خبيثة أن تعبث بوحدتنا أو تنال من تماسكنا". وختم بالدعوة إلى أن يكون هذا الحدث الأليم "دعوة متجددة لترسيخ المحبة بين أبناء البلدة وتعزيز التعاون بين جميع المكوّنات، لتبقى صفد البطيخ أرض سلام ووئام".
بدورها، أصدرت بلدية صفد البطيخ بيانًا استنكرت فيه "بأشد العبارات الاعتداء الذي تعرض له أحد المدافن في البلدة"، مطالبة الأجهزة الأمنية بـ"المسارعة في التحقيق لكشف ملابسات ما حصل وإنزال أشد العقوبات بالمرتكب".
وأشارت البلدية إلى أن "تلك الأعمال المشينة طالت بالأمس مدافن المسلمين قبل أن تطال اليوم مدافن المسيحيين"، مؤكدة أن صفد البطيخ ستبقى "عنوانًا للعيش الواحد" وأن أهلها "لن يسمحوا لأي يد غريبة بالعبث بوحدتهم بأي شكل من الأشكال".
وعبّر ناشطون من أبناء البلدة عن غضبهم على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، ودعوا إلى نشر صور الاعتداء وفضح مرتكبيه
وفي أحد التعليقات التي لاقت تفاعلًا واسعًا، جاء: "اغفر لهم يا أبتي لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون... الشخص أو الأشخاص الذين قاموا بتكسير تمثال السيدة العذراء ونزع صور الفقيد مايك رفول ليسوا أناسًا طبيعيين، بل يتظاهرون بالحق وهم أبعد ما يكونون عنه".
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان واقعة مماثلة قبل أشهر حين تعرضت مدافن المسلمين في البلدة لاعتداء مشابه، ما أثار حينها استياءً واسعًا ورفْضًا قاطعًا لأي فعل يمس الرموز الدينية أو حرمة الموتى. وتؤكد الأحداث الأخيرة أن هناك محاولات خبيثة لضرب النسيج الاجتماعي في البلدة التي طالما شكّلت نموذجًا للتعايش بين مكوناتها

