مهرجانات صيدا الدولية: وظيفة تتجاوز تقديم الحفلات الموسيقية إلى إعادة تسليط الضوء على القدرة الثقافية والتراثية للمدينة !!

تعد صيدا، المدينة التاريخية المتوسطية، واحدة من أقدم المدن في العالم التي تحمل بين أزقتها وجدرانها تراثاً عظيماً يمتد لآلاف السنين ، ومع عودة مهرجانات صيدا الدولية هذا الصيف حيث تنطلق اولى حفلاتها غدا  الأربعاء تعود الحياة الثقافية والفنية إلى قلب المدينة معلنة عن فصل جديد من النمو والانفتاح على المحيط و العالم.

بهذا، تعيد مهرجانات صيدا الدولية ومن خلال اختيار موقعها الجديد  على رصيف الميناء القديم وبمحاذاة قلعتها البحرية التاريخية "وجزيرتها  "الأثرية اكتشاف المدينة والترويج لها  كوجهة سياحية وثقافية على البحر الأبيض المتوسط، مما يتيح للزوار فرصة لاستكشاف ما وراء الثقافات والفنون وإماطة اللثام عن وجه المدينة التاريخيّ والتراثي  .

وبالتالي فإن العودة لهذه المهرجانات تتجاوز تقديم الفعاليات الفنية والحفلات الموسيقية، إلى اعادة  تسليط الضوء على القدرة الثقافية والتراث الغني الذي تتمتع به مدينة صيدا .
كاعين 
وتقول رئيسة مهرجانات صيدا الدولية نادين كاعين في حديث للوكالة الوطنية للإعلام  : 
نحن مكملين ان شاء الله بالمهرجانات وننجز كل الأمور اللوجستية على أكمل وجه لنقدم نسخة مشابهة بنسخة المهرجانات في العام 2019 لا بل افضل ايضا ..

وردا على سؤال حول بعض الأصوات التي دعت إلى الغاء المهرجانات قالت ؛ 
اما بالنسبة لما صدر من آراء تدعو لإلغاء المهرجانات نقول ان هذه المهرجانات تتعدى وظيفتها بتقديم فعاليات فنية وحفلات موسيقية إلى تثبيت  هوية المدينة التاريخية والتراثية والثقافية والترويج لها وجعلها نقطة جذب للزوار من كافة المناطق اللبنانية وحتى من خارج لبنان ومتسائلة في الوقت نفسه هل ممنوع على صيدا ان تكون مثلها مثل باقي المدن التاريخية تستضيف  المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية ولماذا لا ننظر إلى الجانب الإيجابي في الموضوع باعتبار ان المهرجانات لها انعكاس ثقافي وسياحي واقتصادي على المدينة أليست صيدا مدينة تحب الحياة !  . 
ولفتت كاعين إلى ان نسبة الحجوزات حتى كتابة هذا المقال تجاوزت الثلاثين بالمئة للزوار القادمين من خارج المدينة من بيروت والشمال والجبل والجنوب كما ان هناك ايضا حجوزات من سوريا اللاذقية تحديدا وهذا الامر من شأنه ان يشجع السياحة الداخلية في مدينة صيدا . 
وأشارت إلى هناك نسبة مغتربين اكدت حجوزاتها معنا ايضا من قبل ان يأتوا إلى لبنان وهذا من شأنه ايضا ان ينعش مدينة صيدا على الصعيد السياحي والتجاري . 
واكملت كاعين : ان المهرجانات هذا الصيف بمستوى الفنانين الذين تستضيفهم دلالة ايضا على ان الامل لا زال موجودا وان صيدا آمنة وتستقبل هكذا فعاليات وتؤكد من جديد انها مثل باقي المدن الساحلية مدينة آمنة تحب وتستحق الحياة وتنشر رسالة امل وسلام وتشجع كل الناس على زيارتها واستكشافها وان هذه المهرجانات تستقطب تغطية إعلامية مميزة من دول الخليج وهذا ايضا يسهم في الترويج السياحي للمدينة في الخارج . 
وختمت كاعين اننا نتوقع ان تزداد نسبة الحجوزات في الايام القادمة وان صيدا على موعد مع مهرجانات تليق بمكانتها التاريخية.
ميناء صيدا القديم يستعيد ذكريات "المسرح العائم" "وحلم ليلة صيف"

اختيار مكان المهرجانات  على رصيف المرفأ القديم وبمحاذاة القلعة البحرية وجزيرة  صيدا " الزيرة" وقبالة الواجهة البحرية للمدينة  يحمل دلالات  من ناحية رمزيته التاريخية والثقافية ويعيد بنا بالذاكرة إلى العصر الذهبي الذي شهدته المدينة  في اواخر الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي حيث كانت تقام  " مهرجانات الربيع " التي توسعت في الستينيات وانتقلت إلى مهرجانات البحر والمسرح العائم  " ..        

ويقول الباحث في تاريخ مدينة صيدا الدكتور طالب محمود قرة احمد : 
ان مرفأ صيدا الذي بناه الفنيقيون عبر التاريخ تميز بدوره الاقتصادي والتجاري وحتى الزراعي لما كان يشهده من مبادلات تجارية عبر الشاطىء مشيرا إلى ان المرفأ تطور عبر مرور الزمن إلى ان اصبح على ما هو عليه ولم يقتصر دوره على التجارة والاقتصاد وانما لعب دورا ثقافيا وسياحيا عبر استضافته مهرجانات أقيمت فيه في اواخر الخمسينيات والستينيات لا سيما مهرجانات الربيع بمبادرة من محافظ الجنوب آنذاك غالب الترك وبالتعاون مع بلدية صيدا. 
وقال : كانت مهرجانات الربيع تترافق مع تفتّح زهر الليمون التي تشتهر بها بساتين المدينة  حيث  كانت المدارس والكشافة والجمعيات الصيداوية جميعها تشارك فيها وكذلك  فرق من صيدا والجنوب ومن النبطية وصور، بالإضافة الى المناطق المحيطة بصيدا لا سيما بلدة مغدوشة .

ويشير قرة احمد إلى ان هذه المهرجانات تطورت في اواخر الستينيات وانتقلت إلى جزيرة صيدا " الزيرة " حيث أقيم حفل انتخاب ملكة جمال لبنان لاول مرة في صيدا أحياه عدد من الفنانين ومن بينهم  الفنانة الكبيرة صباح على المسرح العائم 
وانزلت بواسطة ونش صممه الفنان مهيب البزري، وكأنها تهبط من القمر  وكتبت الصحافة عن هذا الحفل " حلم ليلة صيف " وقد حضره الآلاف  ..
صيدا على موعد مع " حلم ليالي صيف متجددة "

اذن ستكون صيدا على موعد مع "حلم ليالي صيف متجددة"  في  6و7و8و9 آب 
تحييها من قلب بحرها وفي جوار تاريخها وقبالة ارثها وحضارتها لترسل عبر امواج البحر رسائل في الحب والسلام وتلقي التحايا على الزائرين والقادمين اليها لتروي لهم قصص "الستة الاف عام " باعتبارها واحدة  من اهم الوجهات السياحية على ضفاف المتوسط  !

برنامج المهرجانات

ويتضمن برنامج المهرجانات هذا العام:  

6 آب أمسية موسيقية غنائية  بعنوان "راجعين بلحن جديد" بالشراكة مع اوركسترا المعهد الوطني العالي للموسيقى " الكونسرفتوار" برئاسة الدكتورة هبة قواس وبقيادة المايسترو أندريه الحاج ومشاركة الفنان  المتميز غسان صليبا.

• 7 آب حفلاً فنياً تحييه الفنانة نانسي عجرم
• 8 آب امسية عزف موسيقية لفرقة " أيام الليرة " .
• 9 آب حفل يحييه الموسيقار الكبير الفنان مارسيل خليفة .