القبّة الحرارية تفرض سيطرتها على لبنان... الحرارة إلى 43 وما ينتظركم لا يُستهان به!

بعد أيام من الطقس المعتدل والمنعش الذي خيّم على مختلف المناطق اللبنانية، يستعدّ لبنان مجددًا لاستقبال موجة حرّ جديدة تُوصف بأنها "شديدة"، تبدأ مساء الخميس وتستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، نتيجة تأثّره بقبة حرارية حارّة ستغطي الحوض الشرقي للمتوسط.

في هذا الإطار، أوضح الباحث في الأحوال الجوية وعلم المناخ، المهندس علي جابر، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أنّ لبنان يمرّ حاليًا بفترة انتقالية قصيرة بين كتلتين جويتين متناقضتين، حيث سيطرت خلال اليومين الماضيين كتلة هوائية معتدلة قادمة من الغرب، ترافقها نسمات غربية منعشة، ما ساهم في تراجع درجات الحرارة وتحسّن ملموس في الطقس، خصوصًا على السواحل والمناطق الجبلية. ويُتوقّع أن تستمر هذه الأجواء حتى صباح الخميس 7 آب.
لكن، واعتبارًا من مساء الخميس، تبدأ الكتلة الهوائية الحارّة بالتقدّم نحو لبنان، وفق ما يؤكد جابر، لتفرض سيطرتها تدريجيًا على الأجواء، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير وسريع في درجات الحرارة، لا سيّما في المناطق الداخلية.
وأضاف: "ابتداءً من يوم الجمعة، سنتأثّر بشكل مباشر بهذه الكتلة الحارّة، التي ستبلغ ذروتها خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث قد تتخطّى الحرارة في الداخل اللبناني 42 إلى 43 درجة مئوية، فيما تُسجّل على السواحل نحو 37 درجة، وتبلغ في الجنوب حوالى 36 درجة".
ولفت إلى أنّ موجة الحر المرتقبة ستستمر لعدّة أيام، وتُعتبر قوية مقارنةً بالموجات السابقة، لا سيّما أنها تترافق مع رطوبة مرتفعة في المناطق الساحلية، ما يُضاعف الإحساس بالحر والتعب والإرهاق.
تحذيرات ودعوات إلى الحذر
وفي ظل هذه المعطيات، دعا جابر المواطنين إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، خصوصًا خلال ساعات الذروة ظهراً، وتجنّب التعرّض المباشر لأشعة الشمس، لا سيّما كبار السن والأطفال والمرضى.
كما شدّد على ضرورة الامتناع عن إشعال النيران في المناطق الحرجية والزراعية، نظراً إلى ارتفاع احتمال اندلاع الحرائق بفعل الحرارة المرتفعة والرياح الجافة المتوقعة.
وختم جابر، بالقول: "نحن على أبواب موجة حرّ لا يُستهان بها... والوعي الجماعي في التصرّف معها يُشكّل خط الدفاع الأول في مواجهة تداعياتها الصحية والبيئية".