مهرجانات صيدا تبحر مساء الأربعاء على إيقاع موجها وأنغام " الكونسرفاتوار" بـ"لحن جديد "

مرفأ صيدا التراثي سيكون مساء الأربعاء على موعد مع إبحار استثنائي لمهرجانات صيدا على إيقاع موج بحرها ، ومن أمام أبراج قلعتها وميناء صياديها ومن واجهة تاريخها ( المدينة القديمة ) النابض عراقة وحضارات، لتبحر على أنغام الكونسرفاتوار الوطني وإبداع صوت الفنان غسان صليبا بلحن جديد ونحو آفاق جديدة من التميز .
بنسختها السادسة ، التي تمتد من 6 الى 9 آب 2025، تتوج مهرجانات صيدا هذا العام مسيرة 9 سنوات من المثابرة والإنجاز لـ" اللجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية " ، لـ 12 سيدة قرّرن خوض التحدي الذي أخذنه على عاتقهن في العام 2016 وهو إعادة وضع المدينة على الخارطة السياحية في لبنان والعالم .
أكثر من علامة فارقة تحملها مهرجانات صيدا الدولية هذا العام ، تبدأ بالموقع الذي ستقام فيه لأول مرة منذ اطلاقها مع اللجنة الحالية منذ 9 سنوات ، ولا تنتهي بالبرنامج المنوع والحافل بالإبداع الذي تقدمه هذه السنة موسيقى وغناءاً وأنشطة مرافقة .
اختارت اللجنة المنظمة موقعاً يجمع في مشهدياته الخلفية العامة بين بحر صيدا بما يمثل من رمزية لإنفتاحها على العالم وثقافاته، وقلعتها بما تجسد من رمز لصمود المدينة بوجه الغزاة ، وجزيرتها " الزيرة " الشاهد المتبقي على صيدون التاريخية الغارقة في البحر والمعلم الطبيعي الجاذب للسياحة البحرية وواجهة المدينة القديمة بما تختزن من تاريخ وحضارات ومن تراث ثقافي وانساني حيّ .
ومن خلال مهرجاناتها تقدم صيدا نفسها كمدينة تستحق الحياة وتسعى لتفعيل وتطوير مقوماتها البشرية والسياحية والخدماتية وتوظيفها في استكمال مسيرة نهوضها وتطورها وازدهارها.
عشية هذا الحدث الكبير ، اكتملت التحضيرات الميدانية واللوجستية ، من منصة ومسرح ومدرجات ، وأكشاك لسوق المأكولات المرافق ، والتي تشرف عليها رئيسة اللجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية نادين كاعين والسيدات أعضاء اللجنة .
في كل مرة تحيي فيها صيدا مهرجاناتها الدولية تسجل بصمة نجاح جديدة من حيث التنظيم والصدى الواسع والأثر الإيجابي الذي تتركه في المدينة ، فتضع اللجنة المنظمة لنفسها سقفاً أعلى من حيث الأهداف والإرتقاء بالمستوى بما تقدمه لجمهور المهرجانات ، فلا تعد مجرد احتفالية فنية وثقافية وتراثية ، بل تتحول الى فعل إصرار على الحفاظ على ما حققته من انجازات وحضور في المشهد السياحي والفني والثقافي في لبنان وخلال فترة زمنية قصيرة ، والإنطلاق منه لمزيد من النجاح والتميز ، مؤكدة في كل مرة حق المدينة في الحياة والفرح في غمرة ظروف استثنائية تمر بها او يمر بها الجنوب ولبنان و المنطقة من حوله.
وعن ذلك تقول رئيسة اللجنة نادين كاعين في حديث لـ" مستقبل ويب" : هدف المهرجانات الإضاءة على مدينة صيدا من خلال إقامة نشاطات فنية وثقافية وتراثية تحفز الناس من صيدا ومن الجنوب وبيروت وكل لبنان على زيارة المدينة بقصد السياحة والترفيه. وان نظهر جمال المدينة وما تتميز به من موقع على البحر المتوسط ومن معالم طبيعيىة وتاريخية وتراثية جاذبة للسياحة . فصيدا لديها كل المقومات التي تجعلها تتكامل مع المدن اللبنانية الأخرى . فكل مدينة لديها مميزات خاصة بها طبيعية وسياحية وتراثية ، لتشكل مجتمعة صورة جميلة عن لبنان .
وعن سبب اختيار مرفأ صيدا القديم لإقامة المهرجان عليه تقول كاعين : لأنه أقرب الى البحر وله رمزيته من حيث الموقع فهو يتوسط اكثر من معلم طبيعي وتاريخي وتراثي ( من جهة هناك جزيرة صيدا التي ستبدو في خلفية المدرجات ، ومن جهة ثانية في خلفية المسرح هناك قلعة صيدا البحرية وحوض ميناء الصيادين وواجهة المدينة القديمة بما ترمز اليه من تراث وعراقة وحياة وحرف ومهن وقلب نابض بالحياة.
وتشير كاعين الى أن التحضير لمهرجانات صيدا هذا العام استغرق سبعة اشهر . وتقول : في نفس الوقت كنا نشتغل على اعداد برنامج المهرجانات الذي حرصنا على ان يناسب كل الأذواق.
وعمّا يعنيه لها ولزميلاتها في اللجنة نجاح مهرجانات صيدا، تقول كاعين: كل واحد لديه حلم ونحن لطالما حلمنا بأن يكون في صيدا مهرجان كبير وجميل يثبت المدينة على الخارطة السياحية ويكون نافذة يطل منها كل لبنان على صيدا ويكتشفها .. فأنت حين تحضر مهرجاناً في منطقة تكتشف مميزاتها . وكل شيء يبدأ بحلم ورؤية وإصرار ثم يأتي التعاون والتكاتف من اجل تحقيقها وهذا ما لمسناه من جميع فاعليات المدينة ومن العديد من المؤسسات والجمعيات والأفراد الذين قدموا لنا الدعم كل على طريقته . وانا من المؤمنين بأن يدأً واحدة لا تصفق ، وأن الأفكار والأحلام تبقى موجودة لكن العبرة هي في التنفيذ وهذا لا يتحقق الا بالإيمان منك وممن معك ومن حولك بأننا نستطيع!.
وعن برنامج المهرجانات هذا العام تقول كاعين: طبعاً ، برنامج هذه السنة غني بنجومه كما بتنوعه وبموقعه ، وسيفتتح في الليلة الأولى في 6 آب بعمل يقدم لأول مرة في لبنان ستكون من خلال مهرجانات صيدا بالشراكة مع المعهد الوطني العالي للموسيقى - الكونسرفاتوار برئاسة رئيسة المعهد ابنة صيدا الدكتورة هبة القواس ، وهو حفل موسيقي غنائي لبناني ضخم بقيادة المايسترو أندريه الحاج وبمشاركة الفنان غسان صليبا. وهذا الحفل يحمل عنوان " راجعين بلحن جديد " ، وهي عبارة ترمز للتجدد وللأمل والتفاؤل ، والإصرار على أن المهرجانات راجعة وصيدا راجعة والسياحة راجعة ولبنان راجع. وفي الليلة الثانية في 7 آب سيكون جمهور المهرجانات مع الفنانة المـتألقة نانسي عجرم التي كانت معنا في أول نسخة من مهرجاناتنا عام 2016 . وفي الليلة الثالثة في 8 آب مع امسية عزف موسيقية لفرقة " أيام الليرة " ، وتختتم المهرجانات في ليلتها الرابعة في 9 آب بحفل يحييه الموسيقار الكبير الفنان مارسيل خليفة في اول مشاركة له في مهرجانات صيدا لكن لها خصوصيتها لما يربطه بالمدينة من ذكريات وأغنية " يا بحرية " التي غناها خصيصاً لصيدا ولا تزال تحتفظ بها ذاكرة المدينة وباتت جزءاً من تراثها. كما يرافق المهرجان سوق للمأكولات .
إشارة الى أن لجنة مهرجانات صيدا الدولية التي ترأسها كاعين تضم : نائبة الرئيسة آية النقيب، امينة السر نهلة زيباوي ، امينة الصندوق أماني البابا حجازي ، نادين ترياقي الحريري محاسبة ، والأعضاء "آجيا داوود الحاج ، هبة حنينة أبو شقرا ، روان حجازي ، صفاء جواد مكاوي ، سهى عطا الله ، سمر شعيب عاصي وملاك البابا ".





